قال ستيفان نيكيفيتش، الأمين العام لوزارة التجارة والسياحة والاتصالات الصربي، إن حجم التبادل التجاري بين بلاده والإمارات ارتفع إلى451 مليون درهم في 2016 مقارنة مع 6 ملايين دولار في 2006، موضحاً أن جميع المؤشرات تؤكد تحقيق مزيد من النمو خلال الفترة المقبلة.
وتتركز معظم الصادرات الصربية إلى الإمارات في قطاعات الصناعات وقطع الغيار والزراعة والدخان والفضة والأعمال اليدوية ، فيما تمثل المشتقات النفطية أهم واردات صربيا من الإمارات.
وأضاف نيكيفيتش على هامش استقباله وفداً من مؤسسة دبي لتنمية الصادرات الذي يزور صربيا لاستكشاف الفرص الاستثمارية أمام الشركات الإماراتية أن المعطيات الجديدة التي رسمتها الحكومة الصربية تستهدف زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في السوق الصربية و تبشر بالخير والتفاؤل لوجود الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة في السوق المحلية.
وأعلن نيكيفيتش عن تقديم الحكومة تسهيلات استثمارية ودعم قوي للمستثمرين الأجانب وخاصة من الجانب الإماراتي ممن يرغب الاستثمار في السوق المحلي الصربية ممن تتجاوز قيمة استثماراته حاجز مليون يورو أو من يفتتح العديد من ورش العمل والمشاريع الصغيرة والصناعات المتنوعة في الدولة.
وبين نيكيفيتش أن الاستثمار الأجنبي المباشر من قبل الإمارات في السوق المحلية الصربية ارتفع خلال الفترة الأخيرة حيث تتركز معظم تلك الاستثمارات في الإنشاءات والزراعة والسياحة والترفيه والخدمات المالية والبنوك والمواصلات العامة مرحباً في نفس الوقت بأي استثمار عربي أو أجنبي من شأنه أن يعزز من دعم الاقتصاد المحلي لصربيا.
وتابع نيكيفيتش: «خلال السنوات العشرة المقبلة، سيتعزز الاقتصاد المحلي الصربي بالعديد من المقومات الاستثمارية الأجنبية وهذا من شأنه أن يعزز العلاقات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية بين الجمهورية الصربية ونظيراتها من الدول الأخرى وعلى رأسها الإمارات التي نستكشف معها فرص نجاحها في الاستثمار السياحي والترفيهي ونقل خبراتها لنا في هذا المجال، خاصة أن صربيا تتوفر فيها المزايا والعديد من الأماكن السياحية المشهورة على الخريطة العالمية».
وأشار نيكيفيتش إلى أن زيارة مؤسسة دبي لتنمية الصادرات إلى صربيا تأتي ضمن استكشاف الفرص الاستثمارية في السوق المحلية وتعزيز روابط العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية بين البلدين، وامتداداً للعلاقات القوية بينهما على امتداد السنوات الماضية حيث تستقبل صربيا الكثير من الوفود الرسمية والاقتصادية والثقافية والسياح الإماراتيين على مدار السنوات الماضية، وهذا يدل على النظم والتشريعات الاقتصادية القوية التي أسستها الحكومة الصربية لتعزيز نمو اقتصادها وعودتها إلى الخريطة العالمية بقوة، ونحن نتكلم اليوم عن وجود الكثير من المنتجات والصناعات الصربية التي تعد من أجود وأفضل المنتجات العالمية والتي يستهلكها حوالي مليار نسمة حول العالم وأهمها المنتجات الزراعية والصناعية والسياحة.
تنمية الصادرات
ونظمت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات بعثة تجارية لعدد من الشركات والمستثمرين الإماراتيين والعرب إلى جمهورية صربيا من أجل استكشاف الفرص المتاحة أمامهم والتعرف الى طبيعة السوق المحلي الصربي ومقوماته، إضافة إلى تذليل العقبات أمام الجانبين لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية المتبادلة التي تشهد زخما قويا خلال السنوات القليلة الماضية.
قال محمد الكمالي نائب المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات: ان الهدف وراء هذه الزيارة الاستكشافية والتي شارك فيها عدد كبير من الشركات كان ناجحا بكل المقاييس، حيث تم الاطلاع واستكشاف الفرص المتاحة في هذه الدولة ذات الاقتصاد الناشئ وحديثة الانفتاح على العالم الخارجي، مشيراً إلى أنه بالفعل تم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية مع الجانب الصربي ومذكرات تفاهم وتعاون مشترك بين الطرفين في المرحلة القادمة، ومنها توقيع اتفاقية في مجال الأدوية والمستلزمات الطبية من قبل شركة «تي سي إل» والتي حصلت على امتياز توزيع منتجاتها في صربيا ودول المنطقة المحيطة بها، إضافة لعدد من المشاريع الاستثمارية التي تتعلق بالمجال الزراعي والصناعي والسياحي.
منتجات الحلال
وأضاف الكمالي: من المتوقع أن يتضاعف أرقام التصدير وإعادة التصدير من دبي إلى صربيا في السنوات القليلة القادمة مع اهتمام الشركات الإماراتية بدول المنطقة التي تعد من الدول ذات الأسواق الناشئة وحديثة الانفتاح أمام الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويتعزز هذا مع توجه الحكومة الصربية نحو تقديم المزيد من المزايا والمنافع والتسهيلات أمام المستثمرين الإماراتيين والعرب لتحقيق فرص اقوى في مجال التعاون التجاري والاقتصادي وإقامة المشاريع المختلفة في السوق المحلي الصربي.
وتابع الكمالي: تطرقنا خلال حديثنا ومناقشاتنا مع الجانب الصربي الى دور التكامل في الاقتصاد الإسلامي والتركيز على المنتجات الحلال، ولمسنا رغبة وتجاوبا كبيرا من شركائنا الصرب للاستفادة من الخبرات الإماراتية والدور الكبير الذي تتميز به الدولة ودبي تحديدا في هذا القطاع بما أنها ستكون خلال السنوات القادمة عاصمة الاقتصاد الإسلامي، وبحثنا اعتماد شهادات الحلال الإماراتية بجودة وتقنيات عالية إضافة إلى تصدير المنتجات الإسلامية إلى الجمهورية الصربية ودول المنطقة المحيطة بها.
اعادة التصدير
وقال ماركو كاديز رئيس غرفة التجارة والصناعة الصربية: إن النقاش مع الجانب الإماراتي تركز على كيفية المساعدة في كيفية التصدير وإعادة التصدير إلى دول المنطقة والخليج عبر البوابة الإماراتية ودبي تحديدا لما تمتلكه من أسس ومقومات قوية في عمليات التصدير وإعادة التصدير. كما تطرقت المباحثات إلى استكشاف الفرص المتاحة في صربيا امام الشركات الإماراتية ودول مجلس التعاون الخليجي لتأسيس شركات واستثمارات وبيئة اعمال لها في صربيا، والتسهيلات التي تقدمها حكومة صربيا للشركات الأجنبية والتي ستعزز من نمو الاقتصاد المحلي في صربيا.
وأشار كاديز إلى ان السوق الصربي يعتبر معبرا مهما للسوق الروسي، وهو ما يعود بنتائج مبشرة تصب في مصلحة تجارة البلدين، منوها بأن هناك اتفاقية ثنائية بين صربيا وروسيا وهو ما يعزز من استثمارات أي شركة او دولة قد تتوجه مستقبلا لفتح استثمار ما لها في السوق الصربي مما يعطيها انفتاحا اقتصاديا على السوق الروسي ودول الاتحاد السوفييتي سابقا.
فرص واعدة
وقال تامر يوسف المدير العام لشركة «أسماك» إن الهدف من التواجد في البعثة هو خلق نقطة استراتيجية لتوزيع منتجات الشركة في المنطقة، مشيرا إلى أن صربيا تعتبر معبرا لعدد كبير من الأسواق الأوروبية. ولفت إلى أن الشركة لديها خطط طموحة فيما يتعلق بقطاعي التوزيع والإنتاج في هذه المنطقة.
فيما قال عمر ماميشي مدير التسويق وتطوير الأعمال في شركة «كيكرز»: نهدف من خلال مشاركتنا في الجولة التجارية لتحقيق عائد جيد للشركة في الفترة القادمة بعد التعرف الى الفرص الاستثمارية في صربيا والنقاشات التي دارت بين الشركة والجانب الصربي مبشرة وهنالك امكانية لفتح مزيد من الاستثمارات والفروع للشركة في السوق الصربي فضلا عن وجود استثمار مالي لأحد البنوك الإماراتية في صربيا الأمر الذي يعزز الثقة بين الطرفين مستقبلاً.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-jO7