تشكل مهمة استقطاب الاستثمارات إحدى أولويات الحكومة الكازاخية التي بدأت في تنفيذ سلسلة من الإصلاحات لتحسين مناخ الاستثمار في البلاد وجعل سياسة الاستثمار والاقتصاد تتماشى مع أفضل الممارسات الدولية. وبلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى كازاخستان 20.6 مليار دولار في عام 2016، بينما بلغ في عام 2015 مبلغ 14.8 مليار دولار، فيما يتثمل أبرز كبار المستثمرين الاربعة في كل من هولندا والولايات المتحدة وسويسرا وفرنسا.
وتتزايد الاستثمارات الأجنبية يوما بعد يوم في جمهورية كازاخستان، فيما يتوقع استقطاب نحو مليار يورو خلال انعقاد معرض إكسبو أستانا الذي انطلق في العاشر من يونيو الحالي، هذا بالاضافة إلى الاستثمارات التي تتوالى على العديد من المشروعات في كازاخستان وخاصة من بعض الدول الأوروبية والدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان حوالي ملياري دولار خلال الفترة من العام 2005 إلى الربع الأول من 2016، حيث توجد 200 شركة إماراتية تعمل في كازاخستان.، فيما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين حوالي 185 مليون دولار أمريكي عام 2015.
وأبرز مجالات الاستثمارات بين الإمارات وكازاخستان: التجارة والاستثمار والشراكات الرائدة في قطاعات الطاقة والتعدين والبنية التحتية والصيرفة والنقل والخدمات اللوجستية والزراعة والأمن الغذائي وغيرها.
وتنشط غالبية الشركات الكازاخستانية أسواق الإمارات في مجال الزراعة، حيث يوجد 500 شركة كازاخستانية مسجلة في أسواق الإمارات العدد الأكبر منها ينشط في قطاع السياحة.
وترتبط كازاخستان مع الإمارات العربية المتحدة برحلات مباشرة عبر طيران الاتحاد وفلاي دبي والعربية وأير أستانا، وهي الدولة العربية الوحيدة التي ترتبط بخطوط مباشرة منتظمة مع جمهورية كازاخستان حتى الآن؛ حيث بلغ عدد الرحلات الجوية للناقلات الوطنية الإماراتية 17 رحلة أسبوعياً «15 رحلة ركاب ورحلتي شحن».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “كازاخست إنفست” الوطنية ماكسات كاباشيف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش افتتاح معرض إكسبو لطاقة المستقبل مؤخرا أن كازاخستان ترحب بالمستثمرين من جميع أنحاء العالم، وقال إن “تفضيلات الاستثمار تمنح في إطار المشاريع الاستثمارية مثل الإعفاء من الرسوم الجمركية وإعفاء الواردات من ضريبة القيمة المضافة”، المنح العينية الحكومية – الحد الأقصى هو ثلاثون (30) في المائة من إجمالي حجم الاستثمارات في الأصول الثابتة للكيان القانوني لجمهورية كازاخستان (قطع الأراضي والمباني والآلات والمعدات ومعدات الحوسبة وأجهزة النقل والأجهزة، ووسائل النقل”.
وأضاف كاباشيف علمنا أنه في إطار مشروع أولوية الاستثمار، سيكون لدى المستثمرين حوافز ضريبية، وتخفيض لضريبة الدخل على الشركات بنسبة 100٪، وضريبة الأراضي بمعدل صفر (صفر)، وضريبة الأملاك بمعدل صفر (صفر)، ودعم الاستثمار، والإعفاء من الرسوم الجمركية الاستثمارية.
وقال الرئيس التنفيذي أن المهمة الرئيسية لـ ”كازاخست إنفست” هو تقديم الدعم الكامل للمستثمرين الأجانب وتعزيز الإنتاج في كازاخستان وزيادة الصادرات، مشيرا إلى أن دولته تسعى لدعم المشاريع الاستثمارية ليس فقط من خلال تقديم الخدمات الاستشارية ولكن أيضا من خلال المساعدة في إنتاج وإرسال البضائع للمستهلكين، مما يسمح هذا النهج المعقد بالعمل بفعالية وكفاءة فى اجتذاب الاستثمار فى اقتصاد البلاد .
ومن جانبه قال فرانسوا بيرنارد، المدير المستقل لشركة ”كازاخست إنفست”، إن الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف يولي اهتماما خاصا لتطوير الدبلوماسية الاقتصادية، وتشمل جميع زياراته الرسمية إلى الدول الأجنبية اجتماعات منفصلة مع دوائر الأعمال المحلية، حيث يتم إبرام معظم الاتفاقات التجارية.
وأضاف بيرنارد ”في عام 2016 خلال الزيارات الرئاسية تم التوقيع على 48 اتفاقا بقيمة إجمالية قدرها 1.4 مليار دولار في إيران و 20 وثيقة بلغ مجموعها 520 مليون دولار في تركيا و 10 اتفاقيات بقيمة 200 مليون دولار في المملكة العربية السعودية و 13 وثيقة بقيمة 1.2 مليار دولار في اليابان و 24 عقدا ل 640 مليون دولار في كوريا الجنوبية. وقال فرانسوا إنه تم خلال هذه السنة التوصل إلى اتفاقيات حول تنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة بقيمة 6.3 مليار دولار خلال زيارة الرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أن تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2015، استقطبت كازاخستان أكثر من 15 مليار دولار، وتحتل كازاخستان المرتبة 42 من أصل 180 دولة من حيث مؤشر “مؤشر الحرية الاقتصادية”.
وأوضح كاباشيف ان كازاخستان تحتل المركز ال 35 من بين 190 دولة فى العالم من حيث “سهولة ممارسة الاعمال” وتحتل 20 مكانا بين 138 دولة من حيث مؤشر كفاءة سوق العمل، وقال نسعى للتقليل من مشاركة المستثمرين في جمع وإعداد الوثائق والحد من اتصالهم المباشر مع السلطات العامة، من أجل الحصول على جميع الخدمات العامة اللازمة على أساس “نافذة واحدة” أو الحصول على مشورة بشأن المسائل الناشئة في سياق النشاط الاستثماري، والمستثمرين يكفي لتقديم طلب إلى مركز خدمة المستثمرين في وزارة الاستثمارات و تطوير جمهورية كازاخستان في أستانا أو لقطاعات الخدمات للمستثمرين ال 19 في ظل شركة مساهمة غير ربحية “حكومة للمواطنين” مؤسسة حكومية “في جميع مناطق الجمهورية”، الرئيس التنفيذي لشركة أفيرد.
وتشمل القطاعات الاستثمارية في كازاخستان الزراعة وإنتاج الطاقة الإنشائية والمناطق الاقتصادية الحرة والمناطق الصناعية والهندسة الميكانيكية والتعدين والصهر والنفط والغاز والبنية التحتية للنقل ومشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص