استقرت أسعار النفط في الأسواق أمس، متعافية من خسائر بلغت 2%، مع تراجع عدد حفارات النفط العاملة في الولايات المتحدة، وبفضل توقعات أن تواصل المملكة كبح الإنتاج ودعم الأسواق.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة تسعة سنتات عن الإغلاق السابق إلى 49.38 دولار للبرميل، بينما استقر خام القياس العالمي مزيج برنت عند 55.62 دولار للبرميل. وكان النفط نزل نحو 2% يوم الجمعة الماضي، وتراجع الخام الأمريكي عن 50 دولارا مع تجدد المخاوف من إنتاج زائد.
وتخطط موانئ النفط والمنتجون والمصافي في لويزيانا ومسيسبي وألاباما التي أغلقت منشآتها قبل الإعصار نيت لاستئناف العمل يوم الاثنين بعدما تحركت العاصفة بعيدا عن معظم منشآت الطاقة على خليج المكسيك في الولايات المتحدة.
قال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة «أوبك» إن سوق النفط تستعيد توازنها بوتيرة سريعة وإنها بددت بالكامل تقريبا تخمة المعروض من المنتجات المكررة مع تمسك المنظمة باتفاقها للإمدادات.
وأضاف باركيندو أن نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة تباطأ مقارنة مع النصف الأول من 2017 وأن تقديرات نمو الطلب العالمي ربما تشهد مزيدا من التعديلات بالزيادة بفضل جهود خفض الإمدادات.
وتقوم أوبك وروسيا ومنتجون آخرون بخفض إنتاج النفط نحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى مارس آذار القادم للتخلص من تخمة المعروض العالمي من الخام التي تضغط على الأسعار.
في الوقت نفسه، أكد متحدث باسم وزارة الطاقة السعودية إن المملكة خفضت مخصصات النفط الخام لشهر نوفمبر تشرين الثاني بمقدار 560 ألف برميل يوميا مع التزام أكبر مصدر للنفط في العالم بتعهداته للمساعدة في كبح تخمة المعروض العالمي.
وقال المتحدث في بيان «رغم الطلب القوي للغاية من زبائن الشحنات المنقولة بحرا في الخارج والذي تجاوز 7.711 مليون برميل يوميا فلم يُخصص لهم سوى 7.150 مليون برميل يوميا».
ومن جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أمين الناصر في تصريحات أمس، إن شركة النفط الوطنية العملاقة تجري مباحثات مع عدد من شركات التكرير الهندية، وتأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن مشروع مشترك بحلول 2018.وشأنها شأن كبار منتجي النفط الآخرين، تريد أرامكو أن تستغل فرص نمو الطلب وأن تستثمر في ثالث أكبر مستهلك في العالم.
وقال الناصر خلال منتدى الهند للطاقة الذي تنظمه سيرا ويك في نيودلهي : «نأمل في التوصل إلى مشروع مشترك في وقت ما».
وتريد أرامكو أن تشتري حصة في المصفاة المزمع إقامتها بطاقة 1.2 مليون برميل يوميا في الساحل الغربي للهند وفق ما صرح به وزير النفط الهندي في يونيو/ حزيران.
وتستثمر أكبر شركة منتجة للنفط في العالم في مصاف بالخارج للمساعدة في تنشيط الطلب على إمداداتها من الخام وزيادة الحصة السوقية قبل الطرح العام الأولي المزمع في 2018.
وتخطط أرامكو لطرح ما يصل إلى 5% من أسهمها عام 2018 فيما قد يصبح أكبر طرح عام أولي في العالم، حيث ستجمع من خلاله ما يصل إلى 100 مليار دولار.
وقال الناصر إنه مهتم بالاستثمار في قطاع أنشطة المصب في الهند، الذي يشمل التكرير والبتروكيماويات وبيع الوقود بالتجزئة، بما في ذلك الزيوت. وفي وقت سابق من العام، تعهدت السعودية باستثمارات بمليارات الدولارات في مشروعات في إندونيسيا وماليزيا من أجل ضمان اتفاقات توريد طويلة الأجل.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تكون طاقة التكرير الهندية دون حجم الطلب على الوقود في الفترة المقبلة، وهو ما يتطلب الاستثمار في محطات تكرير جديدة.
في السياق نفسه، قالت مصادر في قطاع النفط إن شركة روسنفت أكبر منتج للنفط في روسيا ترغب في تعزيز إمداداتها من النفط للصين عبر كازاخستان إلى 18 مليون طن سنويا (360 ألف برميل يوميا) من نحو عشرة ملايين طن في 2017.
وقد تستنزف تلك الزيادة الكبيرة تدفقات من مزيج الأورال الروسي إلى أوروبا في وقت ينخفض فيه إنتاج النفط الروسي في إطار اتفاق عالمي لدعم الأسعار.
وقال مصدر مطلع على خطط روسنفت إن رئيس الشركة ايجور «سيتشن سيرغب في زيادة إمدادات النفط المتجهة للصين إلى 13 مليون طن سنويا مع احتمال زيادة أخرى إلى 18 مليون طن» مضيفا أنه لم يتم اتخاذ قرار في هذه المسألة على المستوى الحكومي بعد.
ولم يحدد المصدر متى من المرجح أن تتم الزيادة.
أضاف المصدر: «سيعني هذا تخفيضات كبيرة في إمدادات النفط إلى أوروبا».
واستقر إنتاج النفط الروسي عند نحو 10.9 مليون برميل يوميا امتثالا لاتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا لدعم الأسعار المتدنية.