شهد قطاع الفنادق في الخليج تغيراً كبيراً خلال الأعوام الأخيرة، أبرزها هبوط النفط، وقوة الدولار، وتراجع أعداد السياح الأوروبيين والروس، ما أدى إلى تراجع الإيرادات.
وانخفضت إيرادات الغرفة في دبي 15% إلى 687.63 درهم (187.170 دولار)، خلال فبراير (شباط) مقارنةً بالشهر ذاته، ليشكل تراجعاً للمرة السابعة على أساس شهري.
ضرورة إحداث توازن في السوق
وقال مدير “إس تي آر غلوبال”، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيليب وولر: “إن التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تعد معياراً لتحديد المستقبل المنظور، والأسواق التي تنتهج رؤية نحو مزيد من النضج في خريطة الفنادق وأسعار الغرف، ستتأثر بتلك التغيرات، ما يتطلب إيجاد توازن صحيح في السوق”.
ورأى شريك الضيافة والترفيه، مدير “برايس ووترهاوس كوبرز” الشرق الأوسط، فيليب شيبرد، أن هبوط النفط وتراجع أعداد الزوّار الروس، كانت أبرز التغيرات على مدى 18 شهراً الماضية، وذلك بحسب “أربيان بيزنس”.
وسيرتفع إنفاق الزوار إذا ما فتحت الإمارة الباب أمام أسواق أخرى كالهند والصين، وعليه ستحتاج فنادق دبي التكيف مع الواقع الجديد.
ورغم انخفاض إيرادات الغرفة، إلا أن إنفاق الزوار لم يكون مرتفعاً كما السابق، لا سيما الروس والأوروبيين، حيث باتت دبي تشكل وجهة مكلفة بالنسبة لهم بعد تراجع قيمة اليورو 25% مقابل الدولار.
وكشف تقرير حول الإنفاق الاستهلاكي أجرته “الشبكة الدولية”، المختصة بتوفير حلول الدفع، عن تراجع إنفاق السياح الروس 57%، والصينيين 20%، فيما نما إنفاق القطريين 67%، والنيجيري 38% في معظم القطاعات.
إلى ذلك، ذكرت “ديلويت” أن أصحاب الفنادق يتنافسون لزيادة معدلات الإشغال بين 70 و75% هذا العام.
وبين تقرير “هوتستاتس”، أن فنادق الأربع والخمس نجوم في دبي، لا تزال تعاني ضعف متوسط أسعار الغرف خلال سبتمبر (أيلول) 2015، وانخفض بنسبة 2.3% إلى 207،55 دولار، وظلت مستويات إشغال فنادق دبي مستقرة، رغم انخفاضها بشكل طفيف مقارنةً بالفترة ذاتها من 2014 (76.6%).
وتراجعت أسعار فنادق دبي العام الماضي، بنسبة تراوحت ما بين 5 إلى 10% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وكانت زيادة عدد الغرف الفندقية، أحد الأسباب التي دفعت الفنادق إلى خفض أسعارها للمحافظة على التنافسية.
وأفاد تقرير شركة “سميث ترافيل سيرش” لقياس تنافسية وخدمات المعلومات والبحوث بقطاع الفنادق، أن نمو المعروض (5.1%) فاق نمو الطلب (4.4 %)، ما أدى إلى انخفاض طفيف في الإشغال، ويعود تراجع متوسط أسعار الغرف إلى ضعف اليورو، وانخفاض عدد الوافدين من أوروبا.
وشهدت فنادق دبي تراجعاً بنسبة الإشغال إلى 78%، وانخفاض متوسط المعدل اليومي 11% إلى 871.96 درهم، وإيرادات الغرفة الواحدة إلى 697.20 درهم (13.2%).
واستمر متوسط المعدل اليومي بالانخفاض على مدى العام، تزامناً مع تنافسية الأسعار بالأسواق الأخرى، وذلك في محاولة لزيادة مستويات الطلب.
دعم فنادق 3 و4 نجوم
وقال رئيس قسم خدمات الاستشارات العقارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “ارنست أند يونغ”، يوسف وهبة: “السوق يشهد تركيزاً على الفنادق فئة خمس نجوم والرفاهية، ولكن هذا الجزء، في رأيي، مشبعاً، وأنا أرى فرصة لدعم قطاع الفنادق 3 أو 4 نجوم”.
ونوه بأن التوجه نحو الفنادق الفاخرة سببه العوائد التي تحققها، خصوصاً مع الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع تكلفة الأراضي.
وأفاد مدير ” برايس ووترهاوس كوبرز”، أن الورقة التي ستعرضها الشركة خلال “ملتقى السفر العربي” ستظهر أن العائد على الفنادق المتوسطة في السوق يمكن أن يماثل عائد الفنادق الضخمة.
واستناداً إلى أحدث إحصاءات “دائرة السياحة في دبي” فإن فنادق الخمسة نجوم تشكل 90 من إجمالي 677 فندقاً في الإمارة، في حين أن 106 هي من فئة أربع نجوم، واستحوذت فئة 1 و3 نجوم على العدد الأكبر مع 265 منشأة، إضافة إلى ذلك، هناك 66 شقة فندقية فاخرة فخمة و150 شقة فندقية عادية.
ما يدل على الطبيعة المتغيرة للزوار في دبي، حيث كانت أعلى معدلات إشغال خلال الشهرين الأولين من العام في الشقق الفندقية (العادية 89% والفاخرة 86%).
وخلال العام القادم، من المتوقع نمو الطلب على الفنادق المتوسطة والإقامة بأسعار معقولة، تزامناً مع التطورات الترفيه واسعة النطاق التي تشهدها الإمارة، حيث سيتم افتتاح أول مدينة ملاهي بعد فصل الصيف.
ويتوقع أن تواصل إيرادات الغرفة الواحدة الانخفاض في كل من أبوظبي ودبي هذا العام بين 5 و7%، مع عدم وجود توقعات بتحسن خلال 2017.
ولكن في المقابل، استقبلت الإمارة 2.68 مليون شخص خلال أول شهرين من العام الجاري، مقابل 2.5 نهاية الفترة المماثلة 2015.
ولا يزال الهنود أولاً من حيث عدد زوّار دبي 314 زائر خلال أول شهرين، تليها السعودية 295 ألف، وعمان 223 ألف، والمملكة المتحدة 200 ألف، وشهدت كل هذه الأرقام زيادة ملحوظة عن العام الماضي.
وتقدّر “إس تي آر غلوبال” أنه سيتم إضافة 19,846 غرفة ضمن 63 فندقاً قيد الإنشاء في الإمارة، وأن انطلاق الفندق يحتاج وسطياً 3 أعوام وسطياً.
ورغم السلبية المحيطة بآداء فنادق دبي، إلا أن معدلات الإشغال بين الثلاثة الأكبر عالمياً حيث بلغ 84.9%، وتعد من المدن العشر الأوائل الأكثر زيارة في العالم.
وبحسب “ريدن” المتخصصة في توفير البيانات العقارية للأسواق الصاعدة، فإن دبي تعمل لاستكمال مشاريع بمجالات الإسكان والترفيه والبنية التحتية قدرها 82 مليار دولار، وذلك بحلول 2020.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-c49