حرقة المعدة هي الشعور بحرقة في منطقة الصدر تحت الأضلاع بسبب ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء. بالنسبة للبعض فالمشكلة مؤقّتة وسرعان ما تزول مع زوال السبب، إلاّ أنّها لعدد من الناس تكون مشكلة حقيقيّة وليست مجرّد إزعاج مؤقّت، بل مشكلة دائمة تحرمهم من الاستمتاع بحياتهم وطعامهم، وتتطلّب استشارة الطبيب بشأنها لتحديد السبب واتّخاذ الإجراءات الضروريّة ووصف العلاج اللازم.
ومهما يكن، فهناك حاجة حقيقيّة لتغيير نمط الحياة والنظام الغذائي من أجل تحقيق نتائج أفضل للتخلّص من مشكلة حرقة المعدة والتمتّع بالحياة والتمكّن من القيام بالواجبات اليوميّة على أكمل وجه دون منغّصات.
أسباب حرقة المعدة
يعود حدوث حرقة المعدة إلى عدّة أسباب ومنها:
- ارتجاع الطعام وأحماض المعدة إلى المريء بسبب عيب في العضلة العاصرة بين المعدة والمريء ما يسمح بارتداد أحماض المعدة إلى المريء.
- أحيانا تكون حرقة المعدة أحد أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي، والتي تشمل أيضا زيادة غازات البطن، حرقة المعدة، البحّة في الصوت، تكرار حدوث التهابات الشعب الهوائيّة، السعال المتكرّر، التهاب الحلق المزمن.
أطعمة ينبغي تجنّبها
ينبغي على الذين يتكرّر تعرّضهم للشعور بحرقة المعدة بشكل أكثر من مجرّد ازعاج، تغيير أنماطهم الغذائيّة وتجنّب مجموعة من الأطعمة التي تتسبّب في الشعور بالحرقة، ومن هذه الأطعمة:
- الأطعمة الحامضيّة، وبخاصّة الحمضيات والبندورة.
- الأطعمة الدهنيّة، وبخاصّة الأطعمة المقليّة ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
- الشوكولا، عرق السوس، والنعناع.
- القهوة والمواد التي تحتوي على الكافيين.
- الكحول والصودا.
- الأطعمة المبهّرة والحارّة.
هذه القائمة لا تشمل جميع المعرّضين للإصابة بحرقة المعدة، فطبيعة الجسم تختلف بين شخص وآخر، ومجموعة الأطعمة التي يتأذّى منها أحد الأشخاص، قد لا يتأذّى منها شخص آخر، ولذلك ينبغي على كل شخص أن يحتفظ بمفكّرة صغيرة لتدوين ما يتناول في كلّ يوم، ليتعرّف على نوع الأطعمة التي تسبّب له الحرقة ليتجنّبها لاحقا.
أطعمة تخفّف من حرقة المعدة
هناك بعض الأطعمة التي تساعد على التخفيف من حدوث حرقة المعدة، وتشمل بشكل عام:
- الحليب البارد تناول الحليب أو منتجات الألبان، لأنها مفيدة في التخفيف من أعراض الحموضة.
- البابايا الغنيّة بالإنزيمات الطبيعيّة والتي تعمل على تحسين عمليّة الهضم، والتي تتوفّر أيضا على شكل حبوب وتباع في الصيدليّات.
- بذور اليانسون تساهم أيضا في تخفيف عسر الهضم والتي يمكن رشّها على اللبن الزبادي أو إضافتها إلى الشاي.
- الزنجبيل المعروف بقدرته على تهدئة اضطرابات المعدة، ويمكن إضافة مسحوق الزنجبيل إلى الشاي.
- الشومر أيضا يساعد على تجنّب حدوث حرقة المعدة ويمكن إضافته إلى طبق الحساء.
- عصير الصبّار “ألوفيرا” أيضا يمكن أن يعطي شعورا بالراحة.
- الأطعمة الغنيّة بالألياف وقليلة الدهون، ومنها: التفّاح، الموز، البطاطا المخبوزة، البروكلي، الجزر، الفاصوليا الخضراء، البازلاء، اللحوم الليّنة، بياض البيض، جبنة فيتا، جبن الماعز، الأنواع قليلة أو خالية الدهون من الجبنة الكريما وجبنة الصويا، الخبر كامل الحبوب، والحبوب الكاملة، الأرز وإضافات السلطة قليلة الدهون.
التخلّص من حرقة المعدة بتغيير نمط الحياة
بالإضافة إلى تجنّب الأطعمة التي تتسبّب في حرقة المعدة، يمكن اتّباع بعض الخطوات التي من شأنها تغيير نمط الحياة للوقاية من حرقة المعدة مثل:
- النوم على وسادة عالية نوعا ما يساعد في تجنّب حدوث حرقة المعدة خلال الليل.
- التخفيف من التوتّر بممارسة بعض تمارين اليوغا والتأمّل والانفراد بالنفس بعيدا عن ضغوطات العمل والحياة.
- تجنّب الملابس الضيّقة.
- تجنّب تناول الأكل قبل ممارسة الرياضة.
- تناول وجبات صغيرة متكرّرة بدلا من ثلاث وجبات كبيرة الحجم.
- عدم الإكثار من تناول السوائل خلال الوجبات.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة لتجنّب حدوث الإمساك.
- تجنّب مضغ العلكة بعد الوجبة مباشرة.
- التوقّف عن التدخين الذي يساعد على استرخاء عضلة المريء.
- الاحتفاظ بوضع الجسم مستقيما خلال تناول الطعام وعدم الاستلقاء بعد الوجبة بحوالي ساعتين.
- تجنّب تناول الطعام قبل النوم مباشرة، ويفضّل قبل النوم بثلاث ساعات.
- العمل على إنقاص الوزن بالنسبة لذوي الوزن الزائد، فالسمنة تزيد من ضغط البطن على عضلة المريء.
- تجنّب الأطعمة التي تشعر بأنّها تسبّب الشعور بحرقة المعدة، واعتمد الأطعمة التي تعطيك الشعور بالراحة.
- بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، والربو، والالتهابات، وهشاشة العظام قد تزيد من الشعور بحرقة المعدة. إن حدث ذلك، ينبغي استشارة الطبيب حول إمكانية وجود بدائل، لكن لا تبادر بنفسك في التوقّف عن استخدام الدواء.
- لا تعتمد على الحليب في التخفيف من الشعور بالحرقة، لأنّه في الحقيقة يساعد المعدة على إنتاج المزيد من الأحماض.
إن لم تنفع كلّ تلك الخطوات التي تهدف إلى تغيير نمط حياتك والتمتّع بصحّة خالية من منغّصات حرقة المعدة، فلا بدّ من زيارة الطبيب والتحقّق من الأسباب وإيجاد العلاج الناجع لها، لتجنّب حدوث مضاعفات أكثر خطرا مثل، النزيف، صعوبة البلع، مشاكل في المريء، السرطان، ضيق التنفّس والمشاكل في الحلق.
فالمتابعة الطبيّة ضروريّة جدّا وهناك العديد من العقاقير التي تساهم في تخفيف المشكلة والحدّ منها، فإن لم ينفع أحدها، ينبغي مراجعة الطبيب ليصف لك دواء آخر، المهم أن لا تهمل العلاج.
– See more at: http://anakeef.com/node/Article.aspx?id=28030#sthash.1IzJGxc8.dpuf