وبدلا من أن تصبح المباني من مساحات 5000 متر وأكثر أصبحت “تقطع” الأراضي وبمساحات صغيرة من 500 متر ونحو ذلك، فكثرت الوحدات السكنية والمباني، مما أوجد حركة تجارية نشطة أصبحت تخنق هذه الطرق السريعة وأصبحت تشكل أكبر “مواقف” بالعالم من الكم الهائل للسيارات. وهذا ينطبق على كل مدننا جدة السريع وطريق المدينة “الطالع والنازل” وهكذا.
من سمح بوضع هذا التخطيط الذي أصبح يخنق المدن لدينا، وحوًل الطرق السريعة للتنقل بين نقطة ونقطة إلى تجارية؟ وتبنى هذه الأبراج التي تفوق قدرة الطريق على التحمل؟ حتى أن البرج السكني لا يوفر مواقف تتناسب مع المبنى، وكل برج سكني يبني عشرات الأدوار ويقطن به مئات العاملين أو الساكنين، ولكن ماذا عن المواقف وحركة المرور حوله؟ أصبحت هذه الأبراج والمباني تقتل حركة النقل، وهذا مشاهد، وأبرز مثال طريق الملك فهد، بل توضع فنادق ومستشفيات بهذه الطرق، وهذا خطأ تخطيطي جسيم لا يمكن أن يقبل. هذه أحد عوامل الزحام واختناق المدن لدينا.
نحتاج أن نراعي التخطيط الصحيح للمدن، بتخطيط من حيث إنتهت الدول المتقدمة، هل نضرب مثالا بأوربا؟ لا لأنه غير مناسب باعتبار المساحات الصغيرة والاعتماد على النقل العام بنسب عالية، النموذج الأمريكي هو الأفضل، فالمدن نفسها تقسم أربع أو خمس مدن، وتستقل بتخطيطها، ناهيك عن تخطيط الأحياء والشوارع وأسلوب البناء وغيره الكثير. إننا نفتقد التخطيط وتحديث الأنظمة للمدن لدينا.
*نقلاً عن صحيفة “الرياض” السعودية.