انتهى عهد النفط الرخيص، على الأقل هذا ما يقوله “غولدمان ساكس”، أحد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم، إذ أخبر عملائه أن سوق النفط يواجه عجزا في الإمدادات هذا الشهر، بعد عامين من وفرة المعروض المستمرة. وقال البنك إنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط، ليصل سعر البرميل إلى 50 دولارا في النصف الثاني من العام الجاري.
إذ ارتفع سعر النفط الخام الأمريكي بنسبة 1.8 في المائة، الاثنين، ليصل إلى أكثر من 47 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوياته منذ أكثر من ستة أشهر. وقال محللو غولدمان ساكس في مذكرة بحثهم إن “سوق النفط انتقل من تشبع المخازن للمعاناة من عجز في الإمدادات في وقت أبكر بكثير مما كنا نتوقع.”
وأضاف البنك الاستثماري أن اضطرابات الإمدادات وكذلك زيادة الطلب من الهند والصين وروسيا، كانت وراء التحول المفاجئ، كما لاحظ المحللون أن “إعادة التوازن الفعلي لسوق النفط بدأ أخيرا.”
ويُذكر أن البنك قال العام الماضي إن الأسعار قد تنخفض إلى 20 دولارا للبرميل وإن وفرة المعروض ستستمر حتى نهاية عام 2016. وانخفضت الأسعار إلى أكثر بقليل من 26 دولارا للبرميل في فبراير/ شباط الماضي، وهو أدنى مستوى منذ عام 2003، قبل أن يبدأ بالارتفاع بشكل حاد. ولكن حتى مارس/ آذار الماضي، وصف “غولدمان ساكس” الارتفاع الكبير في أسعار النفط بأنه “سابق لأوانه” و”غير مستدام”.
ولكن كل ذلك أصبح في الماضي، إذ يقول البنك الاستثماري العملاق إن اضطرابات الامدادات إثر أحداث مثل الهجمات على خط أنابيب الغاز في نيجيريا وحرائق الغابات في كندا تسببت في تقلص الإنتاج العالمي بمليوني برميل يوميا في الأسبوعين الماضيين فقط. ويتوقع “غولدمان ساكس” أن يصل متوسط سعر البرميل إلى 45 دولارا خلال الربع الحالي من العام (من أبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران)، ليرتفع إلى 50 دولارا في النصف الثاني من العام.
ورغم ذلك يتوقع “غولدمان ساكس” حدوث انخفاض تدريجي فقط في وفرة النفط العالمية، إذ قال المحللون: “نتوقع أن عودة بعض من هذه الانقطاعات وكذلك ارتفاع إنتاج إيران والعراق سيعوض النقص الحالي المتعلق بالقضايا العالقة في نيجيريا والتوقعات بارتفاع الطلب،” مضيفين أن الأسعار قد تتراجع إلى 45 دولارا للبرميل في مطلع العام المقبل، قبل أن تصل إلى 60 دولارا بحلول نهاية عام 2017.