هبطت أسعار النفط يوم الخميس مع تركيز السوق على الوفرة في المعروض من الخام وتلاشي الآمال بتثبيت الإنتاج وسط تحذير من عقبات أمام تعافي الأسعار وتحليل يقول إن السعودية لا تغرق سوق النفط قبيل محادثات التجميد.
وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 15 سنتاً إلى 48.90 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش بعدما أغلق أول من أمس على هبوط نسبته 1.8%. ولم يسجل الخام الأميركي الخفيف تغيراً يذكر عند 46.77 دولاراً للبرميل بعدما هبط 2.8% أول من أمس.
وارتفعت أسعار النفط أكثر من 20% في الأسابيع الثلاثة الأولى من أغسطس الجاري بفعل الحديث عن اتفاق محتمل قد يتوصل إليه مصدرو الخام لتثبيت مستويات الإنتاج في محاولة لدعم الأسعار.
وسيلتقي أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم المنتجين والمستهلكين في الجزائر خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر المقبل.
لكن آمال التوصل إلى الاتفاق انحسرت بفعل الإنتاج القياسي من أوبك في الوقت الذي يتوقع فيه القليل من المحللين فرض قيود اختيارية على إنتاج الخام.
تحذير
وحذرت شركة سينوبك ثاني كبرى شركات النفط والغاز في الصين أمس من عوامل معاكسة ستكبح تعافي أسعار النفط الخام من أسوأ تراجع في سنوات، مشيرة إلى إنها اكتشفت مكمناً جديداً للنفط الثقيل باحتياطي محتمل يبلغ نحو 10 ملايين طن في حوض جونغر شمال غرب الصين. وأضافت أنها تخطط لحفر تسع آبار تنقيب في منطقة تشيبايتشي وانتهت بالفعل من حفر ست آبار منها وكشفت نتيجة فحص عينات بئرين عن وجود نفط وفير له قيمة تجارية.
خسائر
وأعلنت الشركة عن خسائر للنصف الأول من 2016 بلغت 7.74 مليارات يوان (1.16 مليار دولار) مقارنة بربح بلغ 14.73 مليار يوان قبل سنة. وهذه أول خسارة للنصف الأول من السنة تمنى بها الشركة وفقاً لبيانات أيكون التي ترجع حتى 2011.
وهوت مبيعات النفط والغاز لتلك الفترة 28.5% إلى 55.08 مليار يوان من 77.03 مليار يوان رغم ارتفاع إجمالي صافي الإنتاج 0.6% على أساس سنوي إلى 241.5 مليون برميل من المكافئ النفطي.
وتعهدت شركة النفط المملوكة للدولة بمواصلة خفض التكاليف في ظل سوق «معقدة ومتقلبة» وقالت إن أوجه عدم التيقن ما زالت قائمة في المناخ الاقتصادي العالمي والمحلي في حين سيواجه تعافي أسعار النفط عوامل معاكسة.
في سياق متصل، بلغ إنتاج النفط السعودي مستوى قياسياً في يوليو الماضي وفقاً للإحصاءات المنشورة ومن المرجح أن يبلغ مستوى قياسياً آخر في أغسطس الجاري وفقاً لمصادر بالقطاع.
لا إغراق
وقال جون كمب من محللي السوق لدى رويترز، إن بعض المحللين فهموا الزيادات كاستعراض لقدرة المملكة على زيادة الإنتاج قبل اجتماع غير رسمي لوزراء النفط في الجزائر الشهر المقبل.
وفقاً لهذا الرأي فإن السعودية تعزز إنتاجها كرسالة تحذير إلى المنافسين أنه في حالة عدم الاتفاق على تثبيت الإنتاج فإنها قادرة على مواصلة زيادة إنتاجها وإيقاع مزيد من الألم بكل مصدري النفط.
ولعلها ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها السعودية إلى سلاح حجم الإنتاج للدفع صوب اتفاق ومعاقبة عدم الامتثال.
لكن نظرة أقرب على إحصاءات إنتاج المملكة واستهلاكها وصادراتها في الفترة الأخيرة ترسم صورة أكثر دقة. ففي هذه المرة على الأقل لا يوجد ما يدل على أن السعودية ترفع الإنتاج لتكثيف الضغط على منافسيها من أجل التوصل إلى اتفاق على تثبيت الإنتاج. وتراجعت أسعار سلة خامات «أوبك» الـ 14 أول من أمس إلى 45.25 دولاراً للبرميل مقارنة بسعر اليوم الذي قبله الذي وصل إلى 45.34 دولاراً للبرميل.
وتضم سلة خامات «أوبك» الجديدة التي تعد مرجعاً في مستوى سياسة الإنتاج 14 نوعاً هي: خام مربان الإماراتي وخام مزيج صــــحارى الجزائري والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي والخام الفنزويلي ميراي وجيراسول الأنغولي وربيع الخفيف الغابوني وأورينت الإكوادوري وميناس الإندونيسي.
تسعير خام دبي لنوفمبر بخصم 0.15 دولار عن «العماني»
أعلنت دائرة شؤون النفط في حكومة دبي أمس أنها أخطرت عملاءها بأن السعر الرسمي لبرميل نفط دبي الخام الذي سيتم تسليمه في نوفمبر المقبل سيكون أقل من متوسط سعر التسوية اليومي لعقد عمان الآجل في بورصة دبي للطاقة للعقود المتداولة خلال الشهر المقبل بـ 0.15 دولار أميركي.وتراجع سعر تسوية العقد الآجل لخام عمان ـ تسليم أكتوبر المقبل ـ لدى تداوله في بورصة دبي للطاقة أمس بقيمة 0.33 دولار للبرميل الواحد مقارنة بسعر تسويته أول من أمس ليبلغ 45.74 دولاراً عند الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي.
وأبلغ عبد الله عبد الكريم مدير عام الدائرة وكالة أنباء الإمارات «وام»، أن الدائرة تحدد سعر نفط دبي الخام في الأسواق بالتوازي مع أسعار نفط عمان مما يعزز الالتزام بشفافية عملية التسعير ووضع قيمة عادلة للنفط الخام في الشرق الأوسط في وقت يحظى فيه عقد عمان الآجل للنفط الخام في بورصة دبي للطاقة بقبول عالمي واسع ومتزايد كآلية عادلة لتحديد أسعار النفط الخام في أسواق منطقة شرق السويس.
ويحدد السعر الشهري الرسمي لنفط خام دبي ـ مع الانتقال إلى تسعير العقود الآجلة ـ بشكل مسبق، إذ يتم وضع سعر تفاضلي قبل ثلاثة أشهر «M.3» في حين يحدد السعر الشهري الرسمي النهائي في نهاية الشهر الثاني «M.2».
ويعد عقد عمان الآجل للنفط الخام معياراً مرجعياً لتسعير النفط الخام من قبل للدول المنتجة للنفط الخام ويمنحها سعراً تفاضلياً يعكس جودة المنتج.
وتحدد بورصة دبي للطاقة كل يوم ـ عند الساعة 12:30 ظهراً بالتوقيت المحلي لدولة الإمارات، سعر التسوية اليومية لعقد عمان وهو متوسط سعر الصفقات التي تتم خلال خمس دقائق وفي آخر يوم تداول من الشهر تدوم نافذة التسوية لمدة 30 دقيقة ما بين منتصف الظهر إلى الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي.
وتعد بورصة دبي للطاقة البورصة الأولى لعمليات التداول الآجلة للسلع والطاقة في الشرق الأوسط، حيث توفر بيئة تجارية تتسم بالشفافية والأمان المالي وتخضع لقوانين محكمة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-eZz