“كانت تلك تجربة تعليمية شديدة التأثير ساهمت، ليس بتعزيز الكفاءة المهنية فحسب، إنما قدمت أيضاً حزمة تطوير مهني كاملة”
ساهم حصوله على تنشئة دولية في وضع حجر الأساس لمسيرة فؤاد الوظيفية التي تتمثل في تجاوز الإجابات الواضحة. يعمل فؤاد اليوم في الإمارات العربية المتحدة لصالح مجموعة دولية متخصصة في مجال الطاقة، ويشرف على الشؤون المالية لكيانين قانونيين منفصلين، هما شركة المشروع وقسم العمليات والصيانة لمشروع متكامل للمياه والطاقة (“آي دبليو بيه بيه”) والذي يولد 2,250 ميجاواط من الكهرباء و150 مليون جالون من المياه يومياً.
ومنذ بداية عمله في شركة “إرنست آند يونج” في إسلام آباد، لم يتخوف فؤاد أبداً من احتمال الابتعاد عن المسار التقليدي المتوقع من المحاسب. وفي الواقع، غالباً ما كان يبحث عن تحديات مهنية تكميلية. وتخطت خبرته المهنية المتنوعة تمويل الشركات لتشمل أيضاً المسؤوليات في مجال تخطيط الأعمال، والخزانة، وإدارة المخاطر والعقود، وتمويل المشاريع، وتطوير الأعمال والاستراتيجية. كما عمل أيضاً في مجال الموارد البشرية، والتدقيق الداخلي، والتأمين وتوفير الدعم لاتفاقيات المشاريع والوثائق القانونية. وأوضح فؤاد قائلاً: “ساعدني الإضطلاع بمهام مختلفة في الشركة على فهم الأعمال على نحو أكثر شمولية، وبالتالي ساهم في تحويل مسيرتي المهنية. وهذا الأمر منحني ميزة محددة مقارنةً مع الآخرين في نطاق عملي”.
وكانت القدرة على توسيع آفاق العمل والنظر إلى أبعد مما هو واضح، من المزايا القيّمة التي لمسها فؤاد بشكل خاص في تحدي قادة الأعمال التجارية المؤسسية التابع للمعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين. فقد أتاح له البرنامج الفرصة لتجاوز الحدود الضيقة للجوانب الفنية الخاصة بالمحاسبة الإدارية من أجل اكتساب فهم أكثر شمولية. وأضاف فؤاد متحمساً: “كانت التحديات مذهلة. فقد قدمت لي دافعاً للتفكير خارج النطاق التقليدي والتوصل إلى حلول مبتكرة”.
ويوضح فؤاد أن دور المهني العامل في القطاع المالي يجب أن يتمحور حول الأعمال بحيث يُنظر إليه أكثر من مجرد خدمة دعم. فقال في هذا السياق: “الصورة المقترنة بمهنتنا ليست مرتبطة بكوننا من محفزات الأعمال. إذ يميل الكثيرون بوجه عام إلى إغفال كيفية الاستفادة من المحاسبين الإداريين باعتبارهم شركاء أقوياء في الأعمال. لطالما بحثت عن طرق لتحديد الروابط بين محفزات الأعمال والنتائج المالية وتحليلها بعمق لكي أبين كيف يمكن للمحاسبين الإداريين أن يساعدوا في التحكم بالأعمال على نحو يتجاوز مجرد إعداد التقارير التقليدية”.
هذا وركز تحدي قادة الأعمال التجارية المؤسسية بدرجة كبيرة على الهدف الحيوي الذي كان يشكل منذ فترة طويلة دافعاً لمسيرة فؤاد المهنية. وقد تمكن البرنامج من تعزيز مهارات العمل الخاصة بالمشاركين من خلال دفعهم إلى تحليل مخططات الأعمال الصعبة وطرح حلول عملية بهدف إظهار كيف يمكن للمحاسبين الإداريين مساعدة الإدارة العليا على تحفيز أداء الأعمال. وكما يقول فؤاد، يمكنك من خلال البرنامج “معرفة الوسيلة المناسبة لتحقيق القيمة لأصحاب المصلحة من خلال طرح خطط جاهزة وقابلة للتنفيذ إنطلاقاً من تحليلات عالية الجودة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة التي استمرت لأربعة أسابيع قدّمت للمشاركين فرصة شاملة للتطوير المهني إلى جانب الحصول على شهادة معترف بها دولياً. وأردف فؤاد موضحاً: “ساهمت هذه الدورة في تشجيع الجميع ليصبحوا أكثر توجهاً نحو الأعمال التجارية، وأن يعملوا على تخطي الأساليب التقليدية في حل المشكلات. كان الأمر يتمحور حول كيفية التصرف، وليس مجرد تقديم التقارير، لتعزيز قيمة أصحاب المصلحة. وإنني لا أرى أي مؤسسة أخرى تقدم فرصة لتطوير مهارات العمل كهذه”.
وكان فؤاد سعيداً بوجه خاص بالجودة العالية التي تتمتع بها آلية تنفيذ البرنامج، والتي شكّل تحدي الأعمال نفسه جانباً أساسياً منها، حيث تم تقديم العروض إلى مجلس إدارة صوري، بحيث كان المدراء من قادة القطاع الذين يتمتعون بخبرة واسعة وقاموا بدور الحكام في تحدي القيادة وقدموا تعليقات رائعة للمشاركين. وأشار قائلاً: “لقد تبيّن لي بشكل واضح مدى عمق البرنامج عندما كان عليّ خوض الامتحان”. وأضاف بفخر: “كنت أواجه فترة مليئة بالعمل ولم أتمكن من الدرس بقدر ما كنت أرغب. إلا أنه وبسبب عمق التحديات، تمكّنت من اجتياز الامتحان في أول محاولة لي، وعلى أي حال، أنا سعيد للغاية وأشعر بالفخر لوصولي إلى المرتبة الثانية في التحدي!”
ويعني اجتياز تحدي قادة الأعمال التجارية المؤسسية من المحاولة الأولى أن فؤاد يمكنه الانتقال إلى برنامج المدراء التنفيذيين العالمي في مجال الأعمال والتمويل، وخوض الامتحان النهائي للحصول على اعتماد المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين “سي آي إم إيه”- امتحان دراسة الحالة الاستراتيجية. وينتظر فؤاد، الذي تفوق في هذه المرحلة ايضاً، حالياً الحصول على لقب المحاسب الإداري القانوني الدولي المعتمد الذي اكتسبه بصعوبة والعضوية في المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين.
باختصار، يواجه العالم حالياً الكثير من الاضطرابات في مجال الأعمال كالمعتاد. وعلى الرغم من أن ذلك يعني أوقاتاً مثيرة، إلا أنه يعني أنه يتعين على كل مهني أن يتحلى دائماً بالمرونة والجهوزية للتغيير. وحذّر فؤاد في هذا السياق قائلاً: “ينبغي على المحاسبين التكيف مع هذه البيئات الديناميكية. ومن الضروري ألّا تتبع مقاربات سليمة تقنياً فحسب، إنما عليك أيضاً تعميق فهمك الإجمالي للأعمال التجارية بحيث لا تصبح من غير فائدة في مواجهة التقنيات والآلات وأوجه الذكاء الاصطناعي الجديدة”. وهكذا يمكن لبرنامج مثل تحدي قادة الأعمال التجارية المؤسسية من المعهد المعتمد للمحاسبين الإداريين أن يحول أي محاسب إداري إلى شريك تجاري حيوي يتسم بأهمية قصوى لأي قطاع من قطاعات الاقتصاد العالمي.