ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية الجمعة، مع توخي المستثمرين الحذر قبل بيانات التوظيف الأمريكية المهمة حيث يزنون سحبا كبيرا من مخزونات الخام في البلاد وتأخير زيادات الإنتاج من قبل منتجي أوبك+.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 13 سنتا إلى 72.82 دولار بحلول الساعة 8:07 صباحا بتوقيت السعودية، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 12 سنتا أو 0.17 بالمئة إلى 69.27 دولار.
وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في آي جي: “يبدو أن الحذر يسود على نطاق أوسع، حيث لا يزال المشاركون في السوق يحاولون استيعاب البيانات الاقتصادية الأمريكية المختلطة التي ستصدر هذا الأسبوع، في حين أن الفترة التي تسبق تقرير الوظائف الحاسم قد تحد من بعض المخاطرة”.
على مدار الأسبوع، كان خام برنت في طريقه إلى الانخفاض بنحو 8%، في حين كان خام غرب تكساس الوسيط يتجه إلى الانخفاض بنحو 6%.
صدرت إشارات متباينة بشأن الاقتصاد الأميركي هذا الأسبوع، قبيل بيانات الوظائف غير الزراعية التي تصدر يوم الجمعة، والتي من المتوقع أن تكون حاسمة في تحديد حجم خفض أسعار الفائدة الأميركية في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) يومي 17 و18 سبتمبر/أيلول.
ظل نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة مستقرا في أغسطس/آب، لكن نمو الوظائف في القطاع الخاص تباطأ، وهو ما ظل متسقا مع تباطؤ سوق العمل.
وقال ييب “إن ذكريات عمليات البيع المكثفة في أوائل أغسطس/آب في الأسواق العالمية ربما تظل حاضرة في أذهان المستثمرين، وهو ما أبقى المشاعر متوترة بشأن المخاطر التي قد تؤدي إلى تحول ظروف العمل في الولايات المتحدة إلى اتجاه هبوطي مفاجئ آخر”.
وفي أوائل أغسطس/آب، هبطت أسعار النفط بأكثر من دولار واستقر خام برنت عند أدنى مستوى في سبعة أشهر بعد أن أثارت المخاوف من ركود في الولايات المتحدة موجة بيع في السوق العالمية، على الرغم من تعافي الأسعار في وقت لاحق وسط مخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
استقر خام برنت مجددا يوم الخميس عند أدنى مستوى في أكثر من عام، حيث طغت المخاوف بشأن الطلب في الولايات المتحدة والصين على الدعم الناجم عن سحب كبير من مخزونات النفط الأمريكية وقرار أوبك+ بتأجيل زيادات إنتاج النفط المخطط لها.
وانخفضت مخزونات الخام 6.9 مليون برميل إلى 418.3 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لهبوط قدره 993 ألف برميل بسبب انخفاض الواردات.
قالت مجموعة أوبك+ يوم الخميس إنها اتفقت على تأجيل زيادة إنتاج النفط المقررة في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، مضيفة أنها قد تتوقف مؤقتا أو تعكس الزيادات إذا لزم الأمر.
وكتب محللون في بنك آي إن جي في مذكرة “يبدو أن الأسواق غير راضية عن هذه الخطوة”، مضيفين أن مخاوف الطلب تظل المحرك الرئيسي للمعنويات الضعيفة.
وعلى صعيد الطلب، قدم الدولار الأميركي المتراجع بعض الدعم، حيث هبط إلى أدنى مستوياته في أسبوع وسط إشارات متباينة من مؤشرات سوق العمل. ويجعل ضعف الدولار النفط أرخص للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.