وفي محاولة لتلمس أبرز هذه التحديات وكيفية انعكاسها على القطاع المصرفي الإماراتي هذا العام قال سايمن وليمز، كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في بنك HSBC، يشير الى أن المصارف ستبقى متحفظة في منح القروض هذا العام.
وأضاف “تراجعت قيمة الودائع في البنوك الإماراتية خلال الـ5 أشهر الأخيرة من 2011، مع نمو طفيف بقيمة القروض الأمر الذي ضغط على السيولة وساهم بارتفاع تكلفة الاقتراض على البنوك، آمل ان نرى تخفيف لهذه الضغوط على السيولة في 2012، لكن اتخوف من انه سيكون عاما آخر من النمو الضعيف للائتمان في الامارات”.
وأظهرت بيانات البنك المركزي الإماراتي تراجع الودائع المصرفية للشهر الخامس على التوالي في نوفمبر الماضي، لتبلغ 1.054 تريليون درهم، في حين شهدت القروض نموا طفيفا الى 1.074 تريليون درهم، الأمر الذي أسهم في نمو نسبة القروض للودائع حسب خالد هولادار مدير الائتمان في وكالة موديز.
وأوضح أن المصارف الأوروبية من اكبر المقرضين للشركات في دبي وأبوظبي ولحكومة دبي، وبسبب المشاكل التي تواجهها هذه البنوك محليا تقوم بسحب الأموال من الإمارات الأمر الذي سيخلق فجوة ستضطر المصارف المحلية او حتى الآسيوية إلى تلبيتها.
والإمارات من أكثر الدول الخليجية اعتمادا على التمويل المصرفي الأجنبي الذي بلغ 144 مليار دولار بنهاية يونيو الماضي، وهو ما يشكل نحو 48%، من الناتج المحلي الإجمالي. لكن مع ذلك يؤكد الخبراء ان القطاع المصرفي في الدولة يتمتع بمقومات جيدة
ويعتقد الخبراء أن القطاع المصرفي في الإمارات لا يزال قويا ورسملته جيدة، وأن الإمارات لديها المقومات لمواجهة مشاكل الاقتصاد العالمي وتحديدا في اوروبا، وهو رأي تشاطرهم فيه وكالة موديز وبنك أوف اميركا ميريل لينش الذي يرى بدوره ان المصارف في الإمارات قادرة على تلبية متطلبات إعادة التمويل.