بروكسل – 24 مارس (مال واعمال) – أعلنت تسع دول في الاتحاد الأوروبي، بقيادة هولندا، عن تشكيل تحالف جديد تحت اسم “سيميكون”، يهدف إلى تسريع نمو صناعة الرقائق في أوروبا عبر توسيع الطاقة الإنتاجية، وتعزيز التمويل، وتدريب الكوادر المتخصصة.
ويأتي هذا التحالف في إطار الجهود الأوروبية لتوحيد القدرات الصناعية، وتبسيط عمليات التمويل، وضمان تخصيص الأموال العامة والخاصة بكفاءة، استعدادًا لإطلاق برنامج تمويل ثانٍ محتمل لأشباه الموصلات بحلول الصيف المقبل. ويضم التحالف إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، بولندا، فرنسا، فنلندا، النمسا، وهولندا.
إصلاحات لتعزيز صناعة الرقائق
وصف وزير الشؤون الاقتصادية الهولندي، ديرك بيليارتس، التحالف بأنه “واجب منزلي لقانون الرقائق الجديد”، الذي سيحل محل قانون الرقائق الأوروبي لعام 2023. وعلى الرغم من أن القانون الحالي ساهم في منع مزيد من التراجع في قطاع الرقائق الأوروبي، إلا أنه تعرض لانتقادات واسعة بسبب بطء إجراءات التمويل والموافقة على المشاريع من قبل المفوضية الأوروبية.
وأكد بيليارتس أن التحالف الجديد يهدف إلى تبسيط إجراءات التمويل، وضمان تخصيص أكثر كفاءة للأموال العامة والخاصة، مما يعزز الاستثمار في القطاع ويخلق تأثيرًا إيجابيًا يمتد إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة.
التحديات والفرص في صناعة الرقائق الأوروبية
رغم تفوق أوروبا في مجال البحث والتطوير، ولا سيما ريادتها في تصنيع معدات أشباه الموصلات، التي تمثلها شركة ASML الهولندية، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في مجالات إنتاج الرقائق المتقدم وتغليفها.
وأشار بيليارتس إلى أن التحالف يسعى إلى تحفيز الطلب المحلي داخل أوروبا، وتوضيح إمكانات السوق أمام الشركات العالمية، بهدف جذب استثمارات جديدة في القطاع.
طموحات قانون الرقائق الأوروبي
يهدف قانون الرقائق الأوروبي لعام 2023 إلى مضاعفة حصة أوروبا في سوق إنتاج الرقائق من 10% إلى 20%، لكن النقاد يرون أن المخصصات المالية البالغة 43 مليار يورو ليست كافية لتحقيق هذا الهدف الطموح.
ورحبت المفوضية الأوروبية بالتحالف الجديد، مؤكدة دعمها القوي لهذه المبادرة، التي من شأنها تعزيز قدرة أوروبا التنافسية في صناعة أشباه الموصلات، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة، تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي للقارة.