مجلة مال واعمال

تجربة الإمارات السياحية تبهر العالم

-

1064

حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسون، رحمهم الله، جميعاً منذ قيام دولة الإمارات، على أن تكون أبوابهم مفتوحة أمام الجميع، لا يفرقون بين أبناء شعبهم وأبناء الدول الشقيقة والصديقة، يستقبلون ويتحاورون ويستمعون إلى كل ما من شأنه أن يرتقي بالوطن، وهم يخوضون مرحلة بناء صعبة تكاد تكون انطلاقتها من الصفر.

ومن منطلق هذه الرؤية وبعبقرية القائد المؤسس، رسم الشيخ زايد لدولة الإمارات طريقها الجديدة، وما ترتب على هذه الطريق من بناء المؤسسات ومشاريع البنى التحتية والعمران، حتى نافست الدول الكبرى حضارياً، بل تفوقت عليها خلال فترة زمنية وجيزة أذهلت العالم.

ما جعل سكان الكرة الأرضية قاطبة يفضلون دولة الإمارات للإقامة فيها، ويتخذونها ملاذاً لنشاطهم الاقتصادي والمالي والخدمي، بديلاً عن الذهاب إلى دول متطورة أخرى، وهذا الانفتاح يؤكد صواب رؤية القائد المؤسس، رحمه الله، والقائمة على ثقته بالتراث الإماراتي الأصيل الذي حفظ هوية المكان والأشخاص في زمن العولمة والتغريب.

نافذة العالم

واليوم، الإمارات دولة قوية وحديثة ونابضة بالحياة ومنفتحة على العالم، يعيش ثلث سكان العالم على بعد أربع ساعات طيران منها، والثلثان الآخران على بعد ثماني ساعات طيران، ما جعلها نافذة العالم على أوروبا وآسيا وإفريقيا، وتحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية مختلفة، تتعايش وتعمل معاً بانسجام، ما يجعلها المستضيف الأمثل والأكبر في العالم.

وتمضي الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفق نهج المؤسس الشيخ زايد، حتى تحولت خلال عشر سنوات من حكمه إلى قوة اقتصادية كبرى، وتعد أهم مقصد سياحي في المنطقة، خصوصاً بالنسبة إلى الأوروبيين ومواطني دول التعاون وسائر دول العالم.

وأصبحت الإمارات خلال السنوات الماضية من الدول المحورية بالشرق الأوسط في العديد من المجالات، وعلى رأسها السياحة، وتتربع على المركز الأول في المنطقة في ما يخص نمط سياحة المؤتمرات والمعارض، كل هذا يجعل من الإمارات لاعباً دولياً في صناعة السياحة، والنموذج الأفضل في بناء وتعزيز جسور التواصل الإنساني والثقافي بين شعوب العالم ودوله.

إكسبو 2020

من جانبها، تؤكد ميساء تركاوي قاسم، مديرة العلاقات العامة والاتصالات في «مجموعة جميرا»، أن القطاع السياحي في الدولة في ازدهار وتطور مستمر، وهناك فرص كبيرة للنمو، وأهم الأحداث التي يتطلع إليها القطاع السياحي ستكون استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020، وما سيسبق هذا الحدث الأهم من تطورات للتحضير له الذي سيشكّل نقطة انطلاقة نحو مستقبل ناجح في السياحة.

وتضيف: «على الصعيد الحالي، يمكن التأكيد أن مجموعة جميرا حققت أداءً مرتفعاً خلال عام 2014، كما القطاع السياحي في الدولة، ونتطلع إلى تحقيق المعدلات نفسها لهذا العام، على الرغم من التحديات التي تواجهنا بسبب الأوضاع الاقتصادية في السوق الروسي، والأوضاع الراهنة في المنطقة، إلا أن هناك دائماً فرصاً جديدة وأسواقاً واعدة نعمل على تطويرها، ويعود الفضل لهذا التطور والنجاح إلى تضافر الجهود المشتركة التي تسخرها الدولة لتطوير هذا القطاع، والعمل المشترك بين القطاعين العام والخاص».

وعن الشيء الذي يميز السياحة في الإمارات دون غيرها، تقول: «السياحة في الإمارات مزيج متناغم بين الأصالة والحداثة، كما أن اهتمام دولة الإمارات بالتركيز على السياحة الثقافية والتراثية وافتتاح المتاحف العالمية ينطلق من رؤية وتطلعات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى ردم الفجوة الثقافية بين شعوب دول المنطقة والشعوب في مختلف أنحاء العالم»، مشيرة إلى أنه بجانب السياحة التراثية والثقافية تركز الإمارات على سياحة رجال الأعمال والمعارض والمؤتمرات.

كنوز الصحراء

وذكرت أن من الأشياء الفريدة والمميزة أن الإمارات تراهن على «كنوز الصحراء» لتنويع المنتج السياحي ومواجهة المنافسة، إذ تمتلك الإمارات كنوزاً طبيعية وبيئية عديدة، ومخزوناً حضارياً وثقافياً ثرياً ومتنوعاً في الصحراء والرمال لتنويع المنتج السياحي الإماراتي وتدعميه.

بما بات يعرف بالسياحة الثقافية والصحراوية، منوهة بأن الدوائر المعنية بهذا القطاع بادرت إلى إقرار استراتيجية جديدة شاملة ومتكاملة، تهدف إلى إثراء المنتج السياحي الإماراتي القائم على سياحة الشواطئ التقليدية وتنويعه، وتحسين جودة الخدمات، لا سيما للسياحة الصحراوية.

وحول سؤالها: «لو اتخذنا مجموعة الجميرا نموذجاً إماراتياً عصرياً يحيي تراث الآباء أمام العالم وزوار الدولة»، تقول مديرة العلاقات العامة والاتصالات في «مجموعة جميرا»: «تدير مجموعة جميرا 23 فندقاً في 12 وجهة حول العالم وفي 10 دول، حيث تتميز الفنادق والمنتجعات التي تحمل علامة جميرا بالفخامة والخدمة الراقية بالابتكار.

وتجسد شعار المجموعة المتمثل بالاختلاف والتفرد، لتمنح ضيوفها تجارب غنية بالخيال، وتبعث فيهم شعوراً بالسعادة الحيوية والنشاط، وذلك ضمن بيئات ذات ترابط ثقافي وضيافة سخية، لذا انطلاقاً من هنا تجد فنادق المجموعة في الإمارات والخارج تتميز بالجمع بين رقي الحاضر ونبض الماضي ومخزونه التراثي، وتتبع طابع التصميم الخاص بها، من حيث خدمات الضيافة والترابط الثقافي مع المكان الموجود فيه.

فعلى سبيل المثال لدينا مدينة جميرا المنتجع العربي في دبي الذي يجسد تاريخ الإمارة بتصميمه الذي يعكس العمارة الإماراتية من البراجيل الهوائية، واللون الرملي إلى الممرات المائية التي ترمز إلى الخور في دبي، والعبرات التي تنقل الضيوف ورائحة البخور التي تستقبلهم في فندق ميناء السلام الذي يرمز بتصميمه إلى ميناء دبي والمنطقة القديمة وسوق مدينة جميرا الذي يتطابق تصميمه مع سوق البهارات القديم في دبي، وبهذا تضمن المجموعة الترابط بين التصميم والضيافة التي تميزت بها مجموعة جميرا».

الحياة البحرية

وتضيف: «يوجد لدى المجموعة «جميرا بيتش هوتيل» أول فنادق المجموعة في دبي الذي يأخذ شكل موجة متكسرة، وبالنسق نفسه يأتي تصميم فندق برج العرب على هيئة شراع سفينة، وهذا يجسد تاريخ الإمارات مع الحياة البحرية، وهذا الطابع تتبعه سلسلة متناغمة ومتكاملة، سواء من التصميمات الهندسية والديكورات الداخلية إلى خدمات الضيافة الراقية».

وتتابع: «استلهمت المجموعة من دولة الإمارات المسالمة التي تفتح قلبها للعصر بروح تراثية وادعة الكثير، فنجد لكل فندق من فنادق مجموعة جميرا في وجهاتها المختلفة حكاية تجمع بين التصميم والتراث والثقافة والضيافة».

وتواصل: «من جانب آخر، يتميز منتجع جميرا ديفانافوشي في جزر المالديف بأجنحة وشاليهات على شكل العرشان، وهي منازل أهل الإمارات قديماً، وتلقى استحساناً وقبولاً من الزوار وضيوف المجموعة، خاصة أن موقع المنتجع مميز واستثنائي، حيث تتكون جزر المالديف من مجموعة من الجزر المرجانية التي تشبه اللآلئ.

وينفرد المنتجع بالأجنحة الرحبة، وهي متاحة للضيوف بكل راحة، سواء اختاروا الإقامة في أجنحة مطلة على شاطئ خاص بهم، أو حديقة تقع وسط مناطق غنية من النباتات الطبيعية، كما يستطيع الضيوف التمتع بفلل العريش المائية «لآلىء المحيط» التي تقع في منتجع خاص يبعد عن الجزيرة الرئيسة مسافة 800 متر».

التنوع الإنتاجي

ذكر تقرير لموقع «هوتل أندريست دوت كوم» أن السنوات العشر الماضية شهدت انتقال الإمارات من اقتصاد النفط إلى اقتصاد التنوع الإنتاجي الهائل في شتى المجالات.

وحول مستقبل قطاع السياحة والسفر، أكد التقرير أن الإمارات سوف تكون من أفضل دول العالم جذباً للسياح، نظراً إلى تفوقها على معظم الدول في البنى التحتية الخاصة بقطاع السياحة.

واستند التقرير إلى أبحاث حديثة للمجلس العالمي للسفر والسياحة، توقعت أن تتجاوز مساهمة قطاع السفر والسياحة في إجمالي الناتج القومي للإمارات 122 مليار درهم أو 8.5% خلال عام 2014، أي بما يمثل زيادة سنوية قدرها 4.5% مقارنة بعام 2013.

النهضة العمرانية تواكب التحول إلى عالم السياحة والرحلات

تشهد دولة الإمارات نهضة عمرانية سريعة الخطى، تبدأ من مطاراتها التي تمثل وجهات حضارية جميلة، تعكس استعداد المدن الإماراتية لاستقبال العصر السياحي التي ستقبل عليه في السنوات المقبلة، وتوضح أن الإمارات تتوجه بقوة نحو عالم السياحة والرحلات، وهذا يعني أن الكثير من التغيرات سيحدث في المنطقة بسبب الانفتاح على العالم.

وتقول الزائرة «جالينا مناج» من السويد: «من ينظر إلى الإمارات بقلبه وعقله لن يشاهد أمامه سوى استعداد المدن الإماراتية لنقلة سياحية كبيرة ستشهدها الدولة قريباً جداً، ستغير المفهوم الدارج عن المنطقة بأنها صحراء ولا تصلح للسياحة». وتؤكد أن دولة الإمارات أصبحت منطقة معروفة للسياح من أرجاء العالم بأنها وجهة للاسترخاء، وبأنها دولة تتميز بالأمن والاستقرار وجودة الخدمات السياحية المختلفة.

تناغم وسلام

وتضيف: «الإمارات تشبه الاتحاد الأوروبي، لأنها تضم جنسيات مختلفة تعيش في تناغم وسلام، وهذا أمر صحي للغاية، لأن الثقافات تلهم الإنسان، وتوسع مداركه، ويسافر إلى البلاد المختلفة من خلال الثقافات».

وتواصل: «قبيل ثوانٍ من ملامسة عجلات الطائرة أرض أي مطار من مطارات الإمارات، تسمع نداء القبطان: ها نحن نهبط في رحاب الإمارات.. دار زايد.. إمارات المحبة والسلام.. تتساءل: لماذا ألصق الكابتن صفة المحبة والسلام بهذه الدولة؟ هل ثمة مبالغة في الوصف أم أنه مجرد «غزل» لدولة؟ لكن ساعات قليلة تمضيها في ربوع هذه الدولة تكفي ليزول هذا الالتباس تلقائياً».

الاسواق التراثية

وتتابع: «أنها فعلاً «إمارات المحبة والسلام»، ودولة تنبض بكرم أهلها البشوشين الطيبين والمضيافين، وعامرة بعطاء قيادتها الرشيدة، ومميزة بنظافة شوارعها المزينة والفسيحة، وشامخة بأبنيتها الأنيقة والجميلة، ومعطرة بعبق أسواقها التراثية المنظمة، ومريحة بهدوئها الطاغي وسكون جبالها الجاثمة على جنباتها كالأوتاد، وتتزين بجمال طبيعتها واخضرار نخيلها وزرقة بحرها المفتوح على المدى».

 وتقول: «تخال للوهلة الأولى وأنت تزور مدنها أنك في مدن عالمية عريقة، إذ تخلو من ضجيج المدن الكبيرة وصخبها المزعج وسط ناطحات السحاب العملاقة، كل ما فيها يوحي بالبساطة بشتى ألوانها، وبرغم الحداثة الظاهرة في تنظيم الطرق والعمران والحدائق وسائر المرافق العامة، فإنها مدن تعشق التراث وتتمسك بروحه في كل مظاهر الحياة، وكأنك في قلب لوحة تراثية منسوجة من خيوط مغمسة بماء الذهب الأبيض».

شعور بالتفاؤل

وتضيف: «وأنت في الإمارات تشعر بالتفاؤل عندما ترى الزجاج الذي يغطي أبنيتها، فيعكس عليك نقاء نفس وصفاء روح، وكأنك في عالم آخر يسوده الأمان والاطمئنان، إذ يندر أن ترى شرطياً أو رجل أمن في زي عسكري في شوارعها، حتى إنك تدخل أهم المباني الرسمية من دون أن يصادفك شرطي عند المدخل أو في ردهاته الفسيحة، فتعرف في قرارة نفسك أنك في «الإمارات بلد المحبة والسلام والعطاء»، من هنا ربما تفهم طبيعة الإماراتيين المسالمين الذين تغمر البشاشة وجوههم».

وتواصل: «حين أسأل أي مسؤول أو مواطن أو مقيم عن سر الأمان والاطمئنان اللذين يعمان أرجاء الدولة، يقول وابتسامة الثقة ترتسم على محياه: «نحن بلد مسالم، ومجتمع يسوده القانون، ويعيش فيه الشقيق والصديق».