الخبراء المشاركون في المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية يستعرضون أبرز الحلول المبتكرة لمزارعي النخيل في المنطقة
مع تفاقم نسب الإصابات المميتة التي تسببها سوسة النخيل الحمراء وتهديدها انتاج النخيل في المنطقة، يستعد مجموعة من العلماء لتقديم نتائج لتجارب ناجحة عقدت في المملكة العربية السعودية، وذلك خلال مشاركتهم في الدورة القادمة من المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية.
وسيستعرض “بيل هاراكا”، المدير التنفيذي للشركة الهولندية “تيك-آي بي”، الجهة المبتكرة لـ “دايت جيس”، نظام جمع البيانات المتعددة الأطياف عبر الأقمار الصناعية لمزارعي النخيل، التقدم الذي حققته شركته في تكنولوجيا الاستشعار عن بعد لحماية أشجار النخيل. ويرى “هاراكا” أن الحل الوحيد لمقاومة الإصابات المميتة لأشجار النخيل هو الفحص المبكر والعلاج المباشر باستخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، والتي يمكنها أن توفر ملايين الدولارات على المزارعين.
وفي حديث له قبيل مشاركته في المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية، الذي يعود للانعقاد في معرض أبوظبي الوطني للمعارض يومي 20 و21 مارس، قال هاكارا: “أفضل فرصة للتحكم بنسب الإصابة والتقليل منها بشكل كبير هي في الحفاظ على أعداد الحشرات ضمن مستويات صغيرة وإمكانية تحديد مكانها لعلاجها بشكل مباشر”.
وبعد نجاح تجارب المملكة العربية السعودية في جمع البيانات عن طريق تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، و التي أقيمت في منطقة الخرج في 2016، اكتسب فريق عمل “تيك-آي بي” دعما كبيرا من وزارات البيئة والماء والزراعة السعودية، ويتطلع الآن لعقد الشراكات مع المزارعين المحليين والمؤسسات الحكومية لعقد تجارب أخرى في كل من الإمارات وسلطنة عمان.
ونظرا لأهميته، باتت الإصابات التي تتسبب بها سوسة التمر الحمراء، نوع من أنواع الخنافس ذات الخطم، تشكل أحد أبرز المشاكل التي يواجهها المزارعون في المنطقة، الذين يبلغ حجم انتاجهم 30% من الإنتاج العالمي للتمر.
وقال هاكارا: “الطرق التقليدية للكشف عن الإصابات تأخذ أشهرا وهي غير فعالة في كثير من الأحيان ذلك أنه من الصعب الكشف عن خنفسة التمر الحمراء بعد اختبائها في أشجار النخيل، في حين أن عملية مسح واحدة يمكن أن تقدم خريطة مفصلة بمواقع النخل المصاب خلال أيام معدودة”.
وبالإضافة لعوامل أخرى مثل التقلبات الحادة في هطول الأمطار وشح المياه والعدد المتزايد من الحشرات والأمراض، تشكل الإصابات الناجمة عن سوس التمر الأحمر تحديا للمزارعين في المنطقة، والتي لا يمكنهم حلها بأنفسهم وبحاجة لدعم حكومي لمكافحتها.
وتابع هاكارا: “التجارب أقنعت المزارعين وممثلي وزارة الزراعة أن استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد في الزراعة يتيح التحكم بشكل أكبر بزيادة إنتاج المحاصيل وخفض التكاليف الداخلية بفضل طريقة العلاج المباشر والمؤقت للنخل المصاب”.
وأضاف: “الكشف الموسع من خلال تحليل البيانات التي تم جمعها عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بعد بات من الأساليب التي لها أكبر الأثر والحل الوحيد لوزارات الزراعة والمزارعين التجاريين”.
وستضمن المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية، الذي يقام بتعاون استراتيجي مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، معرضا يشهد مشاركة 300 شركة، وبرنامجا للابتكارات يستضيف سلسلة من الحوارات مدة الواحدة منها 15 دقيقة والمخصصة للشركات الناشئة التي ترى أنها تملك حلا مستقبلا ناجعا يمكنه أن يغير مستقبل الزراعة في العالم.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-ih5