اتخذت شركة «سامسونغ» قراراً بسحب أجهزتها الهاتفية الذكية الجديدة «غالاكسي نوت 7» من السوق بعد انفجار بطاريات عدد منها، لكنه ما زال من الصعب التكهن بالتبعات الخطرة لهذه القضية على الشركة الكورية الجنوبية في صنع أجهزة الهاتف الذكية في العالم.
والهدف الذي تسعى له «سامسونغ» الآن هو تجنب أن تسفر هذه الأزمة عن كارثة شاملة تبلغ خسائرها مليارات الدولارات، وتودي بسمعتها في السوق العالمي، وتثير الشكوك حول كفاءة إدارتها الحالية.
ويقول غريغ روه المحلل في شركة «اتش امي سي انفستمنت اند سيكيوريتي» إن «سامسونغ قد تكون تسرّعت في إصدار أجهزتها الجديدة، وإنها تدفع اليوم ثمن ذلك».
وجاءت هذه الضربة القاسية في وقت سيىء جدا، إذ كانت الشركة تعمل على الحفاظ على موقعها إزاء المنافسة الشرسة من «آبل» ومن الشركات الصينية.
ورغم المنافسة، تمكنت «سامسونغ» من الحفاظ على نموها وربحها التشغيلي، بفضل النجاح الكبير الذي حققته أجهزتها، وكان يؤمل من «غالاكسي نوت 7» أن يدفعها قدماً في هذا الطريق.
يتوقع أن تبلغ قيمة الخسائر الناجمة عن استرداد الأجهزة الجديدة في عشرة بلدان ثلاثة مليارات دولار. وقد تراجعت قيمة «سامسونغ» في البورصة 15 مليار دولار.
ولطالما وجهت لأسرة لي التي تدير «سامسونغ» انتقادات بعدم الشفافية، وتساؤلات حول التشابكات في المصالح والحصص التي تجعلها على رأس هذه الشركة ، رغم أنها لا تملك اكثر من 5 % من أسهمها.
ويقول وي بيونغ المحلل الاقتصادي في سيؤول «انه وقت عصيب على سامسونغ ومديرها الجديد» جي واي لي الذي خلف والده لي كون هي بعد إصابته بنوبة قلبية جعلته طريح الفراش.
وبحسب لي سونغ وو المحلل في «اي بي كي انفستمنت اند سيكيوريتيز» فإنه من الصعب التكهن بحجم الضرر الناجم عن عملية استرداد الأجهزة.
عملت الشركة على الاستجابة السريعة لمتطلبات هذه الأزمة، فوزعت في الولايات المتحدة نصف مليون جهاز جديد بدل الأجهزة التي يمكن أن تنفجر بطارياتها، وكذلك فعلت في كوريا الجنوبية مع 420 ألف مستخدم.
لكن البعض الآخر ما زالوا يشكون من بطء تسليم أجهزتهم الجديدة السليمة.
وترى ليندا سوي المحللة في «استراتيجي اناليتيكس» أن القلق الأكبر الذي يساور الشركة هي الأضرار على المدى الطويل.
فإضافة إلى الخسائر المالية، تتخوف الشركة كثيراً على «صورتها وثقة زبائنها»، وهي أمور تتطلب وقتاً طويلاً للمعالجة.
ولا يستبعد أن تستمر مفاعيل هذه الأزمة إلى أن تصدر «سامسونغ» طرازها الجديد في العام المقبل.(وكالات)