من مرحلة ما قبل النفط الى إكتشافه وما رافقه من تغييرات متسارعة فالتحضير لمرحلة ما بعد النفط.. مسار مرت وتمر به دول الخليج العربي.
إكتشاف النفط للمرة الأولى في شبه الجزيرة العربية كان في البحرين عام ١٩٣٢ ثم توالت الإكتشافات في الدول المجاورة.
قبل إكتشاف النفط كان الإقتصاد مغلقاً وكان الإنتاج يتم إستهلاكه كاملاً ولكن بعد إكتشافه دخلت الدول الخليجية مرحلة جديدة قائمة على إقتصاد قوي جعلها تنتعش إقتصادياً وعمرانياً وإجتماعياً.ومؤخراً دخلت بعض دول الخليج الى التخطيط لمرحلة ما بعد النفط.
البداية في البحرين
في العام ١٩٣٢ في مصادفة غريبة، تدفق أول بئر للنفط متزامناً مع إنهيار سوق اللؤلؤ العالمي وكما هو معروف البحرين كان تعتمد وبشكل كبير على هذه التجارة.
النفط كان قد إكتشف قبل ذلك وتحديداً في العام ١٩٢٥ وخلال هذا العام منحت حكومة البحرين أول إمتياز للتنقيب عن النفط في البلاد، وفي العام ١٩٢٩ تم تأسيس شركة نفط البحرين المحدود وتسجيلها في أتاوا في كندا. في العام ١٩٣١ بدأت عملية الحفر لأول بئر في جبل الدخان وفي ١٦ أكتوبر من العام نفسه تدفق النفط للمرة الاولى منه، ليبدأ بالتدفق بغزارة في ٢ يونيو ١٩٣٢.
السعودية.. بئر الدمام رقم ٧
في مرحلة ما قبل توحيد البلاد، كان النقابة الشرقية العامة تملك إمتياز التنقيب عن النفط في عام ١٩٢٣ ولكنه إنتهى في العام ١٩٢٨ عندما لم تقم بأي عملية تنقيب على الإطلاق.
ورغم أن توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية لم يتم حتى العام ١٩٣٢ ولكن الملك عبد العزيز كان منذ العام ١٩٣٠ يفكر بخطة تمكنه من إيجاد الموارد للبلاد خصوصاً وأن العالم كان قد دخل فترة الكساد.
مع إكتشاف النفط في البحرين إرتفع الأمل بإمكانية إكتشافه أيضاً في السعودية فحاول الملك الحصول على دعم مالي من الحكومة البريطانية التي رفضت تقديمه لإكتشاف النفط ووافقت على جوانب أخرى. حينها تم التعاون مع الأميركيين ومنح إمتياز التنقيب لشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا في العام ١٩٣٣. بعد ذلك بعامين تم حفر البئر الأول في الظهران في قبة الدمام ولكن ٣ سنوات من الحفر غير المثمر جعلت اليأس يتسلل الى النفوس، وكان البئر رقم ٧ يعتبر طريقاً مسدوداً آخر .. ولكن الجيولوجي ماكس ستاينكي نصحهم بالإستمرار.. وفي ٤ مارس ١٩٣٨ تدفق البترول من بئر الدمام رقم ٧ بمعدل ١٥٨٥ برميل في اليوم. وفي العام التالي إحتفلت البلاد بتصدير أول شحنة من الزيت الخام من رأس تنورة.
الكويت.. تلحق بالركب
كانت صناعة زراعة اللؤلؤ الصناعي تهيمن على الأسواق ما شكل ضربة للدول التي تعتمد على صيد الغوص بحثاً عن اللؤلؤ كالكويت.. مع بداية عقد الثلاثنيات تدهور السوق العالمي بشكل كبير وكان الشيخ أحمد الجابر أمام تحديات كبيرة.. ولكن الأمل كان في تلك البقع الجيرية السوداء القاسية التي تظهر في أجزاء مختلفة من الصحراء. وبما أن البحرين والسعودية كانتا قد بدأتا بالتنقيب عن النفط، فكان القرار بالقيام بالمثل.
وقعت الكويت إتفاقية منحت من خلالها إمتياز التنقيب عن النفط الى شركة نفط الكويت المحدودة وبعد مسح جيولوجي توجهت الأنظار الى منطقة برقان وبدأت عملية الحفر مع نهاية العام ١٩٣٧ وبداية العام ١٩٣٨.
وفي ٢٢ فبراير ١٩٣٨ كانت الكويت على موعد تاريخي حيث تم اكتشاف النفط في برقان وفي ٣٠ يونيو ١٩٤٦ إحتفلت البلاد بتصدير أول شحنة للنفظ الخام.
الإمارات.. حقل ام السيف
في الخامس من يناير عام ١٩٣٦ حصل ويليام وليامسون الذي كان يعمل في شركة نفط العراق على حق التنقيب عن النفط في أبو ظبي لمدة عامين. ولكن التنقيب كان بطيئاً ومحبطاً فتم بعد سنوات إستقدام المستكشف الفرنسي الشهير جاك كوستو الذي قام بوضع خطة جغرافية لقاع البحر. في العام ١٩٥٨ بدأت عملية الحفر في حقل أم السيف بإستخدام منصة حفر بحرية وبالفعل تم الوصول الى النفط على عمق ٨٧٥٥ قدماً ولكن الانتاج الفعلي لم يبدأ حتى العام ١٩٦٢.. وخلال تلك الفترة تم إكتشاف بئر على اليابسة في مربان رقم ٣. أول شحنة نفط من المناطق البحرية كانت من جزيرة داس عام ١٩٦٢ ثم تبعتها أول ناقلة نفط تحمل على متنها النفط من جبل الظنة في البر الرئيسي لأبو ظبي عام ١٩٦٣.
في العام ١٩٦٦ تم إكتشاف النفط في المنطقة البحرية في دبي في حقل الفاتح. أما الشارقة فتم إكتشاف النفط فيها عام ١٩٧٢ على بعد ١١ كلم من جزيرة أبو موسى. في العام ١٩٧٦ وبعد ١٢ عاماً من التنقيب تم إستخراج النفط من حقل بحري في رأس الخيمة..
سلطنة عمان
بدأت سلطنة عمان عمليات المسح الجيولوجي بحثاً عن النفط في العام ١٩٢٥ وقامت السلطان تيموز بن فيصل بمنح أول إمتياز لشركة دي أر سي للإستكشاف ولكنها فشلت في مهمتها بعد عامين من التنقيب.. فتم منح الامتياز لشركة العراق للنفط التي اكتشفت النفط في شمال البلاد في منطقة جبال عام ١٩٦٢، وفي نتيه عام ١٩٦٣ وفي فهود في العام ١٩٦٤. أما أول شحنة من البترول العماني فكانت في العام ١٩٦٧.