كتب الدكتور .. رعد بن طريف
مال وأعمال…خاص
مرض السكري من الأمراض التي تؤثر في الأعضاء المختلفة للجسم ولكن بشكل رئيسي الأوعية الدموية الدقيقة
خصوصا في شبكية العين أو الكلى أو الأعصاب والدماغ وكذلك القلب ويهمنا أن نركز هنا على التأثير السلبي للسكري على شبكية العين حيث يؤدي نقص التروية أي عدم وصول الدم بشكل كاف الى الشبكية الى إحداث أضرار مختلفة مما يضعفها ويتراكم هذا الأثر السلبي عبر السنين خصوصاً في حالة عدم إنتظام السكر مما يؤدي إلى تليف في الشبكية ويأخذ تأثير الشبكية أشكال مختلفة بحسب تأثيرها على الرؤية حيث يؤدي تراكم السوائل تحت اللطخه الصفراء (وهي مركز الإبصار في وسط شبكية العيون ) على شكل رشوحات ودهنيات إلى تراجع حدة الرؤية ويتطلب ذلك العلاج بحق العين بدواء Lucentis أو Avastin
بالإضافة إلى إستعمال الليزر لعلاج الشبكية وتعزيز مفعول الحقنة وقد يتطلب العلاج تكرار الحقنة عدة مرات على فترات تتراوح بين 1 إلى 2 شهر.
وأما الشكل الأخر من تاثير السكري على الشبكية فيتمثل في حدوث نزف في الشبكية وداخل السائل الزجاجي الذي يملاء العين (وهو سائل هلامي ) وهذا في المراحل المتقدمة بالإضافة لإستعمال حقنة Avastin أو Lucentis بينما تحتاج المراحل المتقدمة من المرض إلى الجراحة وهي عملية قص السائل الزجاجي لإزلة النزيف داخل العين مع إزالة التليفات التي تتشكل أحيانا على سطح الشبكية مما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية كما يمكن أن يؤدي السكري إلى إرتفاع ضغط العين فيما يعرف بالزرق (NVG) ويؤدي في حال عدم العلاج إلى تلف العصب البصري وقد يؤدي الى فقدان الرؤية تماما،من الجدير بالذكر أن نسبة النجاح في هذه الحالات وخصوصاً العمليات الجراحية مثل قص السائل الزجاجي هي نسبة جيدة جداً خصوصاً إذا تم العلاج مبكراً وبشرط أن يعمل المريض على ضبط السكر بتعاونه مع طبيب سكري والمراجعات المستمرة والدورية لطبيب العيون لفحص الشبكية .
د. رعد منصور بن طريف
إستشاري طب وجراحة العيون والشبكية