مجلة مال واعمال

بوغاتي شيرون أقوى واسرع سيارة في العالم ثمنها 2.6 مليون دولار فقط

-

30

بوغاتي شيرون، لن يزيد انتاج السيارة شيرون من شركة بوغاتي عن 500 سيارة، وهي الموديل الوحيد الذي تنتجه الشركة الان بسعر يصل الى 2.6 مليون دولار للنسخة الواحدة بعد نهاية انتاج الموديل السابق فيرون. وتصل قدرة هذه السيارة الى 1479 حصانا وهي اقوى واسرع سيارة في العالم وتضع ضمناهداف انتاجها كسر الرقم العالمي في السرعة الذي يصل حاليا الى 268 ميلا في الساعة.

ويدفع السيارة شيرون محركا سعته ثمانية لترات و16 اسطوانة على شكل W بأربع شواحن توربينية يوفر لها 1600 نيوتن متر من عزم الدوران. ويقول رئيس الشركة فولفغانغ دورهايمر ان 95 في المائة من مكونات المحرك جديدة تماما. ويمكن للسيارة نظريا ان تصل الى سرعة 288 ميلا في الساعة ويأمل بعض مختبريها الوصول بها الى 300 ميل في الساعة لتكون بذلك اول سيارة في العالم تصل الى هذا الرقم. وتحقق شيرون انطلاق الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 2.4 ثانية والى سرعة 200 كيلومتر في الساعة في 6.5 ثانية. وتتفوق هذه الارقام على كافة السيارات المنافسة وعلى انجاز السيارة فيرون السابقة من بوغاتي.

وحددت الشركة السرعة القصوى للسيارة شيرون في حدود 261 ميلا في الساعة لدواعي الامان والاستخدام على الطرق العامة، ولكن السيارة تستطيع ان تحقق سرعات اعلى. وتدخل الشواحن التوربينية للمساهمة في دفع السيارة على مرحلتين كما تساهم انبوبتي عادم من ستة انابيب في تحسين التوازن بالتوجه الى اسفل اثناء الانطلاق. وهي تقنية كانت مستخدمة في سيارات فورميولا – 1 حتى تم منعها.

ويشير دورهايمر الى ان الشركة باعت ما يقرب من نصف الانتاج بالفعل وان عميل واحد (يعتقد انه من الشرق االاوسط) طلب ست سيارات من هذا النوع دفعة واحدة. وينفق الزبائن في المتوسط ما يقرب من ربع مليون دولار اضافة الى الثمن من اجل ادخال لمسات شخصية على سياراتهم الجديدة.

من التعديلات التي اجرتها الشركة على المحرك توسيع حجم الشواحن التوربينية وعملها على مرحلتين بالاضافة الى انابيب عادم جديدة مصنوعة من التيتانيوم وستة مختزلات لغازات العادم. وتستخدم السيارة اكبر فاصل تروس مصمم لسيارة ركاب بالاضافة الى مكابح مصنوعة من خلائط الكربون والسليكون بثمانية مماسك من اجل التحكم في القوة الجامحة للسيارة. وتضاف الى السيارة مكابح هوائية في شكل جناح خلفي ينتشر عند تباطؤ السيارة.

وتصنع السيارة وهيكلها السفلي (الشاسيه) من الياف الكربون مما يجعلها اقل وزنا من سابقتها وهي تعتمد على نظام تعليق الكتروني متغير المرونة واطارات مصنوعة خصيصا لها.

من ملامح التصميم انها اطول واعرض من السيارة فيرون كما تتاح داخلها مساحة اكبر، ويميزها خط خلفي منالضوء الاحمر للمكابح. وتحمل السيارة نظام صوتي فائق النوعية كما انها تتصل بالانترنت بصفة مستديمة. ويمكن الاختيار من بين 31 لونا من الوان جلود التجهيز الداخلي. وتخدم الاضواء الخلفية الدايودية وظائف متعددة مثل اضواء المكابح والتقهقر والاشارات في آن واحد.

وتوجد منافسة على اقتناء سيارات شيرون بسبب حجم الانتاج المحدد. ويقول رئيس الشركة فولفغانغ دورهايمر انه يعلم بشراء البعض لسيارات فيرون مستعملة من اجل ضمان شراء سيارة شيرون لان الشركة تتبع سياسة اولوية الشراء للزبائن الحاليين.

ولا يخشى دورهايمر من متاعب الشركة الام فولكس فاغن عقب فضيحة سيارات الديزل الملوثة التي تنتجها حيث اكد ان بوغاتي تعد الان شركة مربحة وتحقق للمجموعة هوامش من العوائد اكثر مما ينفق عليها من تكاليف.

ولم تتوجه شركة بوغاتي الى اعتماد نظام هايبرد مثل منافساتها وتوجهت تماما الى قوة الدفع البترولية من اجل تحقيق افضل نتائج السرعة والقوة بغض النظر عن استهلاك الوقود. ويخالف هذا التوجه التيار العام في السوق الذي يشمل سيارات منافسة مثل ماكلارين “بي 1” ولافيراري وبورشه 918. وتتوجه القوة العارمة من محرك شيرون الى العجلات الاربع. وعلل دورهايمر عدم اللجوء الىنظم هايبرد بالقول ان هذا من شأنه ان يضيف الى وزن السيارة وان يحد من قدراتها. وقال ان اهداف انتاج هذه السيارة كانت زيادة القدرة بنسبة 25 في المائة ورفع السرعة القصوى وتعزيز الانسيابية، ولذلك لا تحتاج مثل هذه السيارة الى نظام هايبرد.

وعند الانطلاق بالسرعة القصوى يمكن للسيارة ان تفرغ خزان وقودها الذي يحتوي على مائة لتر من البنزين في تسع دقائق فقط بدلا من 12 دقيقة كانت تحتاجها السيارة فيرون السابقة. وتنطلق السيارة على اطارات بقطر 20 بوصة اماما و21 بوصة خلفا وهي اعرض من اطارات فيرون بحوالي 14 في المائة اماما و12 في المائة خلفا. وتتعرض الاطارات لقوة طرد مركزي تعادل 3800 ضغط جوي.

وهناك خمسة انماط قيادة يمكن الاختيار من بينها ليس من بينها المريح او سبور وانما “اوتوبان” ونوعية القيادة والسرعة القصوى. ولكل وضعية من هؤلاء ضبط خاص لارتفاع الشاسية وتوزيع عزم الدوران ونظام الاستقرار الديناميكي. ويمكن اختيار وضعية “اوتو” لترك الاختيارات المختلفة لكومبيوتر السيارة وفقا لظروف التشغيل وسرعة السيارة.

ويلعب تصميم السيارة دورا حيويا في دعم وظائف التشغيل مثل الشكل الدائري على جانبي السيارة الذي يوفر تيارا من الهواء لتبريد المحرك اثناء التشغيل. وترى الشركة ان اهم اهداف هذا الجيل الجديد لسيارات شيرون هو المحافظة على قاعدة العملاء وليس التغيير الجذري او جذب عملاء جدد من شركات اخرى.

من اللمسات التي نفذتها الشركة ايضا في شيرون انها رفعت مستوى السقف بعدة سنتيمترات حتى يمكن قيادة السيارة مع ارتداء خوذة لحماية الرأس. كما عملت على تبسيط مؤشرات القيادة حتى تلغي تشتيت انتباه السائق اثناء القيادة. فمؤشر السرعة الكبير من النوع التقليدي وهو يصل الى حد سرعة 310 اميال في الساعة، او 500 كيلومتر في الساعة. وتحيط بالمؤشر شاشة بها العديد من معلومات القيادة. ومع زيادة السرعة تقل كمية المعلومات المتاحة للسائق حتى يركز انتباهه على الطريق. ويوجد بالسيارة صندوق وثائق مبرد يمكن استخدامه لحفظ المشروبات. كما توجد مساحة تخزين لحقيبة صغيرة تحت الغطاء الامامي للسيارة.

مشتري شيرون: “مالتي مليونير” يملك 64 سيارة اخرى!

من هو المشتري الذي تتوجه اليه الشركة بهذه السيارة؟ يقول دورهايمر انه رجل غير عادي يمتلك في المتوسط 64 سيارة اخرى وثلاث طائرات خاصة وثلاث طائرات هليكوبتر ويخت فاخر ويقود مسافة 2500 كيلومتر سنويا بسيارته. وهو مالتي مليونير يمتلك العديد من القصور حول العالم ويعيش اسلوب حياة عالمي ينتقل فيه من مدينة لاخرى حسب اعماله. وهو لا يهمه انفاق 2.6 مليون دولار على سيارة شيرون جديدة، وعدة الاف اخرى على تجهيزها بخيارات خاصة.

وهو يستخدم شيرون على المضمار احيانا او في المناسبات الخاصة ويعرضها على ضيوفه ضمن مقتنياته الثمينة. وينظر مالك هذه السيارة اليها كتحفة فنية هندسية واستثمار مربح لانه يعرف انها لن تفقد قيمتها بل يزداد ثمنها مع مرور الوقت. ولكنه مع ذلك لا ينوي بيعها بأي ثمن.