سجلت بورصة أثينا ارتفاعاً كبيراً تجاوزت نسبته 7 % في المبادلات الأولى، ما يعكس تفاؤل الأسواق في إمكانية إبرام اتفاق بين اليونان ومنطقة اليورو حول تمويل قصير الأمد في البلاد.
وتقدم مؤشر اتيكس بنسبة 7,6 % في المبادلات الأولى. وبلغ الارتفاع 6,24 % قبل استئناف اجتماعات تقنية في بروكسل بين اليونان ودائنيها تبشر بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال لقاء مجموعة اليورو الاثنين.
وارتفعت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات بدعم من بيانات إيجابية عن النمو في ألمانيا، بينما صعد سهم لوريـال بعدما سجلت الشركة نمواً في المبيعات فاق التوقعات.
وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.2 % إلى 1497.53 نقطة مسجلاً أعلى مستوياته في سبع سنوات.
وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.4 % عند الفتح، بينما زاد مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.5%.
وتجاوز المؤشر الرئيس لبورصة فرانكفورت الألمانية 11 ألف نقطة للمرة الأولى على الإطلاق. وارتفع مؤشر داكس إلى 003ر11 نقطة.
أعلن مكتب الإحصاءات الاتحادي في ألمانيا في وقت سابق أن الناتج المحلي الإجمالي في البلاد نما بنسبة 0.7 % في الربع الأخير من عام 2014 مقارنة بالربع السابق له.
وذكر المكتب أن هذه النسبة ترجع إلى الاستهلاك المحلي وهي تفوق النسبة المتوقعة التي كانت تبلغ 25ر0 %.
وأضاف المكتب أن هذه النتائج أدت إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي لعام 2014 بأكمله إلى 6ر1 % مقابل النسبة المتوقعة التي كانت تبلغ 5ر1 %، بعد النمو القوي الذي تحقق في بداية العام، ثم تراجعه إلى مرحلة أضعف خلال فصل الصيف.
وقال أندرياس ريس الخبير الاقتصادي لدى أوني كريديت «إنها مفاجأة، فقد بدأ التعافي الاقتصادي بألمانيا في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعاً. تحدث البعض عن ركود محتمل بعد الصيف، لكن ألمانيا شهدت تعافياً.
وحقيقة أن النمو نابع بالأساس من الاقتصاد المحلي تعطي أسباباً قوية للتفاؤل». وأضاف «بفضل الأداء القوي في نهاية 2014 لدينا فرصة أعلى لتحقيق نمو أكبر من المتوقع هذا العام، وهو ما سيدعم بقية منطقة اليورو».
صلب
لكن سهم أرسيلور ميتال خالف اتجاه السوق وانخفض 1 % بعد أن قالت أكبر شركة لإنتاج الصلب في العالم، إن أرباحها ستتراجع في 2015 ولن تزيد مثلما كان متوقعاً مع تأثر أرباح التعدين سلباً بأسعار الحديد الخام وتباطؤ نمو سوق الصلب.
وقالت المجموعة التي تعطي مؤشراً مهماً على مدى متانة الاقتصاد العالمي، إن معدل الاستهلاك العالمي للصلب سينمو بنسبة تتراوح بين 1.5 و2 % في 2015 انخفاضاً من نحو 2.5 % في العام الماضي.
وذكرت أرسيلور ميتال أن أرباحها الأساسية من أنشطة التعدين نزلت إلى أقل من النصف في الربع الأخير من العام الماضي إلى 232 مليون دولار من 582 مليوناً قبل عام.
وبعد هبوط أسعار الحديد الخام 47 % في العام الماضي تراجعت 13 % أخرى منذ بداية 2015 وسط تخمة في المعروض في الوقت الذي زادت فيه شركات كبرى بقطاع التعدين المنخفض التكلفة الإنتاج لزيادة الشحنات إلى الصين التي انكمش فيها استهلاك الصلب العام الماضي للمرة الأولى منذ عام 1981.
وقالت الشركة التي تنتج نحو 6 % من الصلب في العالم، إنها تتوقع وصول أرباحها الأساسية إلى ما بين 6.5 مليارات و7 مليارات دولار في 2015 بما يقل عن مستواها في 2014 البالغ 7.2 مليارات دولار.
نيكي يهبط عن القمة
انخفض مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية متراجعاً من أعلى مستوى إغلاق له في سبع سنوات ونصف السنة، الذي سجله في الجلسة السابقة مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح من المكاسب التي حققتها أسهم مثل فانوك كورب.
غير أن عمليات الشراء في الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية حدت من الخسائر.
وهدأت التوترات في السوق بعد التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. ونزل مؤشر نيكي 0.4 % ليغلق عند 17913.36 نقطة انخفاضاً من 17979.72 نقطة التي سجلها الخميس وهو أعلى مستوى إغلاق له منذ يوليو 2007. وعلى مدى الأسبوع صعد مؤشر نيكي 1.5 %.
وأغلق مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً مستقراً عند 1449.38 نقطة بعد ارتفاعه في معظم الجلسة. وزاد مؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بنسبة 0.1 % لينهي اليوم عند 13147.96 نقطة.
ارتفاع حاد
أغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع حاد أول من أمس الخميس، وقادت أسهم التكنولوجيا مؤشر ناسداك إلى أعلى مستوى في 15 عاماً وهو ما ساعد في تقييد التأثير السلبي لبيانات اقتصادية أضعف من المتوقع.
وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت مرتفعاً 110.24 نقطة أو ما يعادل 0.62 % عند 17972.38 نقطة في حين صعد مؤشر ستاندرد اند بورز500 الأوسع نطاقاً 19.95 نقطة أو 0.96 المئة ليغلق عند 2088.48 نقطة، وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا مرتفعاً 56.43 نقطة أو 1.18 % إلى 4857.61 نقطة.
الذهب يتكبد ثالث
خسارة أسبوعية
ارتفع سعر الذهب فوق أدنى مستوياته في خمسة أسابيع في ظل تراجع الدولار والغموض الذي يكتنف أزمة ديون اليونان لكن المعدن يتجه لتسجيل ثالث خسائره الأسبوعية على التوالي بفعل توقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية.
وزاد سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.7 % إلى 1230.60 دولاراً للأوقية (الأونصة). وبلغ المعدن الأصفر أدنى مستوياته في خمسة أسابيع عند 1216.45 دولاراً للأوقية في الجلسة السابقة قبل أن يتعافى ويغلق مرتفعاً 0.3 %.
وسجل الذهب بعض المكاسب في الآونة الأخيرة مع تضرر أسواق الأسهم.
ومن بين المعادن النفيسة ارتفع سعر الفضة 0.83 % إلى 16.96 دولاراً للأوقية. وصعد سعر البلاتين 0.87 % إلى 1204.49 دولارات للأوقية، بينما زاد سعر البلاديوم 0.55 % إلى 776.25 دولاراً للأوقية.
تسوية مرتقبة للديون
اقتربت أثينا ومنطقة اليورو من التوصل إلى تسوية بشأن أزمة الديون اليونانية، وذلك خلال قمة عقدها الاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس وعرض خلالها رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس وجهة نظره أمام شركائه في الاتحاد وفي مقدمهم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
وغداة فشل اجتماع لمجموعة اليورو حول هذه المسألة، اتفقت اليونان ومنطقة اليورو على أن تباشرا اعتباراً من أمس مباحثات تقنية تمهد للاجتماع المقبل الذي ستعقده مجموعة اليورو في بروكسل الاثنين.
وقال تسيبراس في ختام أول قمة أوروبية له «لقد أحرزنا خطوات مهمة، لم نجتز المسافة كلها لكن قسماً كبيراً منها. لقد استفدنا خصوصاً من واقع أن أوروبا قائمة على خلافات ولكن أيضاً على تسويات».
وتسعى اليونان إلى إقناع شركائها، وفي مقدمهم ألمانيا التي ينظر إليها اليونانيون على أنها حاملة لواء إجراءات التقشف الصارمة المفروضة عليهم، بتخفيف هذه الإجراءات.
وكان وزراء المالية في دول منطقة اليورو عقدوا الأربعاء اجتماعاً صاخباً حول هذه المسألة فشلوا خلاله في جسر الهوة مع أثينا.
ويحاول الأوروبيون إقناع أثينا بطلب تمديد برنامج القروض الحالي قبل التفكير في حلول لتخفيف الدين الذي يشكل أكثر من 175% من إجمالي الناتج الداخلي اليوناني، وهو ما ترفضه أثينا التي تريد أيضاً التخلص من ترويكا الجهات الدائنة وإجراءاتها التقشفية الصارمة.
وفي معرض تعليقه على اجتماع منطقة اليورو الأربعاء قال تسيبراس إن اليونان «لا تمارس الابتزاز ولا تقبل أن تتعرض لابتزاز»، مضيفاً «لم نوقع، ولم تحدث أية كارثة».
وأكد تسيبراس أن «الانتقال نحو برنامج جديد بات الموضوع الوحيد للمباحثات وللاجتماع المقبل لمجموعة اليورو» الذي سيعقد الاثنين في بروكسل.
ويفترض أن يتم الاتفاق بشأن الأزمة اليونانية بحلول الاثنين على أبعد تقدير لإفساح المجال أمام العديد من البرلمانات الأوروبية ولا سيما البرلمانان الألماني والفنلندي لإقرار الاتفاق قبل نهاية الشهر ونهاية أجل برنامج القروض المعمول به حالياً.
والتقى تسيبراس في بروكسل رئيس مجموعة يوروغروب يورون ديسلبلوم في اجتماع اتفق خلاله الطرفان على أن يباشرا اعتباراً من أمس مباحثات ترمي لإيجاد «قاعدة مشتركة» بين برنامج القروض الحالي والاقتراحات التي تقدمت بها أثينا.
وسيشارك في هذه المباحثات خبراء يونانيون وممثلون عن الجهات الدائنة لأثينا، التي لم يعد أحد يطلق عليها تسمية «ترويكا». وفي هذا السياق أكد تسيبراس أن «الترويكا لم تعد موجودة».
غير أن رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر حذر من أنه رغم التقدم الذي تم إحرازه فإن «الكثير من الأمور مازالت بحاجة إلى إنجازها»، معرباً عن «قلقه» من الوضع الراهن وداعياً إلى «العودة إلى مقاربة عقلانية» للأمور.
واقترح يونكر أن تستبدل أثينا الثلث الذي تعتبره «ساماً» و«غير اجتماعي» من الإجراءات التقشفية المفروضة عليها بإجراءات أخرى تعود على الخزينة بالوفر المالي نفسه، مؤكداً أن «هذه هي الأرضية التي سنحاول على أساسها التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة». واعتبر يونكر أن منطقة اليورو تحتاج إلى تغييرات جوهرية لطريقة عملها أو أن تواجه بطالة منتشرة ونمواً اقتصادياً ضعيفاً لسنوات مقبلة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-5Rg