يحتفل اليوم بنك دبي التجاري، بمرور 50 عاماً على تأسيسه، مؤكداً عاماً بعد عام التزاما كبيرا بدعم وتعزيز الاقتصاد الوطني، بمختلف قطاعاته، وخدمة المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، وتلبية احتياجاتهم، ليصبح، وبامتياز، رفيقاً لنهضة دبي.
ويعّد بنك دبي التجاري اليوم نموذجاً متميزاً لتطور القطاع المصرفي في الدولة، ولعلاقة الشراكة الوطيدة بين الحكومة والقطاع الخاص، والتي كانت وما زالت تمثل المحرك الرئيس للازدهار الاقتصادي في البلاد. وقد لعب القطاع المصرفي دوراً حيوياً في إنجاح السياسات الحكومية الرامية إلى تنويع بنية الاقتصاد، وتقليص الاعتماد على النفط، كمصدر وحيد للدخل، مع حرصه الدائم على الموازنة بشكل دقيق بين استغلال كافة آفاق النمو والتوسع المتاحة، مع الالتزام في الوقت نفسه، بسياسات حصيفة، تتماشى مع أرقى المعايير المصرفية.
البدايات الأولى
في الثالث من يوليو 1969، أصدر المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، مرسوماً يقضي بتأسيس بنك دبي التجاري، كشركة مساهمة عامة. وكان البنك لدى تأسيسه، مملوكاً من قبل كل من «كوميرتز بنك» الألماني، و«تشيس مانهاتن» الأمريكي، والبنك التجاري الكويتي، ومجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين، برأسمال قدره 10 ملايين ريال ليصل اليوم إلى أكثر من 2,8 مليار درهم حسب أحدث البيانات.
وبدأ البنك، الذي يعد ضمن أول البنوك المحلية في البلاد، عمله بفرع واحد في مبنى صغير، بعدد قليل من الأفراد، لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وبمساحة لا تتجاوز ثلاثة محال، وزاول في بداياته أعمالاً مصرفية بسيطة وبدائية، تتلخص في الاعتمادات التجارية، وتبادل العملات، وحوالات مصرفية بسيطة، وإيداعات وسحوبات، إلا أن نقطة التحول الرئيسة في مسيرة تطوره وازدهاره، تمثلت في تحويله إلى شركة مساهمة عامة وطنية في عام 1982، وفي إطار عملية إعادة تنظيم أعمال البنك، وزيادة رأس المال. وقد مثّل دخول رأس المال إلى البنك، نقطة التحول في مسيرته، خاصة أن ذلك ترافق مع دخول حكومة دبي كمساهم رئيس في البنك.
وترأس أول مجلس إدارة البنك، رجل الأعمال حسين عبد الرحمن خانصاحب في عام 1975، بينما ترأس رجل الأعمال خلف الحبتور مجلس إدارة البنك بعد توطينه، وضم هذا المجلس في عضويته، كلاً من خليفة جمعة النابودة (نائب الرئيس)، والمرحوم ناصر عبد اللطيف السركال، وسعيد أحمد غباش، وعبد الله جمعة السري، وعلي عبد الله النومان، وراشد المطروشي، وعبد الله سيف الحثبور.
وبمرور السنوات، استطاع بنك دبي التجاري، الذي أطلق أول بنك رقمي في الإمارات، بناء صرح مصرفي متطور، يتمتع ببنية مالية قوية، وإدارة وقاعدة متنامية من العملاء. وقد أثبتت نتائجه عاماً بعد آخر، نجاحه في خلق مؤسسة مالية قوية، تحقق تطلعات وآمال مساهميه وعملائه.
رسالة راسخة
وفي سياق احتفالاته بيوبيله الذهبي، فقد أطلق البنك، العديد من المبادرات والعروض، التي من شأنها خلق أجواء احتفالية مميزة، تترجم رسالته الراسخة، وتعكس القاعدة الذهبية التي انطلق منها على مدار العقود الخمسة الماضية، والمتمثلة في أن بناء الشراكات المتميزة مع العملاء، هي أساس نجاح أي عمل مصرفي. وقال معالي حميد القطامي رئيس مجلس إدارة بنك دبي التجاري، إن البنك، وإن كان يحتفي بمرور 50 عاماً على مسيرته ونجاحاته في عالم المال والأعمال، فهو يعتز بأنه قد استمد مقومات النجاح والريادة من فكر ورؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».
وأضاف أن البنك تمكّن من مواكبة كل المتغيرات التي شهدها عالم المال والأعمال محلياً وإقليمياً وعالمياً، سواء كان ذلك على مستوى تطوير السياسات والنظم، أو الحلول والتقنيات الذكية، التي استهدفت تقديم المزيد من الخدمات، التي تحقق رضا وتطلعات عملاء البنك، ممن تعتز إدارة «دبي التجاري» بثقتهم.
وأكد أن إدارة البنك استلهمت روح التنافسية وأبجديات التفوق من الفكر الخلاق لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي دائماً ما يوجه إلى تحقيق الريادة، وتطوير السياسات، بنظرة مستقبلية، تكفل مواصلة التميز.
وأشار إلى أن مسيرة البنك حافلة بالإنجازات، التي أسهمت في خدمة وتطور اقتصاد الدولة، الذي يعد الأقوى بين اقتصادات العالم، مثمناً الدور الكبير البارز لمجالس إدارات البنك المتعاقبة خلال السنوات الطويلة الماضية.
جوائز
وحصد بنك دبي التجاري خلال مسيرته المشرقة، العديد من الجوائز المحلية والعالمية، نذكر منها، جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال خلال ثلاث دورات، إلى جانب جائزة دبي للجودة في فئتها الذهبية، فضلاً عن إحرازه لجائزة برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي. ولا يقتصر الأمر على هذا، فهو أيضاً حائز على جائزة الشارقة للتميز الاقتصادي.
مركز الابتكار
وقام بنك دبي التجاري، الذي يعّد أول مصرف إقليمياً، والثالث عالمياً، في إطلاق فرع عبر منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مؤخراً، بتدشين مختبر الابتكار، والذي أسهم منذ تأسيسه في الارتقاء بجودة الخدمات المصرفية المقدمة إلى العملاء، وتحقيق نقلة نوعية على صعيد الخدمات المصرفية، ومواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة في مجال الصناعة المصرفية، الأمر الذي انعكس برمته على زيادة وتطوير القدرة التنافسية للبنك.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-yB2