وضعتْ شركة “بنتلي” كل إمكاناتها في التقنية والتصميم، لإنتاج الجيل الثاني من سيارتها الرياضية المرموقة كونتننتال جي تي، التي خرجت إلى العالم للمرة الأولى في جيلها الأصلي في عام 2003. والآن، وبعد 14 عامًا، كشفت الشركة عن الجيل الثاني للسيارة في مصنعها بمدينة كرو البريطانية -لجمع من الصحافيين كانت “الرجل” هي المطبوعة العربية الوحيدة المدعوة بينهم، وعرض خبراء الشركة كل جوانب التصميم والتقنية الجديدة في السيارة، قبل العرض العام في معرض فرانكفورت الأخير.
وعلق أكثر من مسؤول فني على تصميم هذه السيارة وإخراجها، والجهد الذي بذلته الشركة في جميع أوجه إنتاجها، على أنها كانت نقلة نوعية في الإنجاز لسيارة رياضية مخصصة للرحلات الطويلة، مع إتاحة كل جوانب الراحة والأمان داخلها. وهي تعد الآن المعيار الذي تقاس به سيارات هذا القطاع.
التصميم الخارجي العام للسيارة، اكتسب المزيد من الملامح الانسيابية، بسقف ينحني بخط ناعم نحو خلفية السيارة. وإلى حد ما، حافظت الشركة على الشكل العام للسيارة، مع أكبر تغيير في التصميم في مؤخرتها التي جاءت مضغوطة بأضواء بيضاوية، وعلامة الشركة البارزة تتوسط الغطاء الخلفي لصندوق الأمتعة.
وهي تأتي أقوى من سابقتها بمحرك بشاحن توربيني مزدوج سعته 6 لترات، مكون من 12 أسطوانة على شكل (W) يوفر للسيارة قدرة 626 حصانًا، مع 900 نيوتن/متر من عزم الدوران. ويتيح للسيارة الانطلاق من الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة، في غضون 3.7 ثانية فقط، وإلى سرعة قصوى تبلغ 207 أميال في الساعة. وتقول الشركة إن محرك جي تي هو أقوى محرك من 12 أسطوانة في العالم.
ويرتبط المحرك بناقل حركة أتوماتيكي مزدوج بثماني سرعات، عُدِّل لكي يتعامل مع نقل السرعات بطريقة أسرع وأكثر كفاءة. وهو ناقل يركز على سرعة الاستجابة في الوضعية الرياضية، وعلى نعومة نقل السرعة في وضعية القيادة الوثيرة. ويحقق الناقل بالسرعة السادسة أقوى إنجاز للسيارة، بينما تقتصر السرعتان السابعة والثامنة على القيادة السلسة في وضعية كروز.
ويتوافق المحرك مع أحدث معايير نظافة التشغيل الأوروبية، بمستوى “يورو 6” ولا يبثّ أكثر من 278 غرامًا من الكربون لكل كيلومتر تقطعه السيارة. وهو محرك أنظف من سابقه بنسبة 16 في المئة. ويمكن وقف تشغيل نصف أسطوانات المحرك في حالات التشغيل البطيء الذي لا يحتاج إلى كل قدرة المحرك.
ويدفع نظام التشغيل العجلتين الخلفيتين، مع إمكانية اختيار الدفع على كل العجلات. ويدخل على السيارة للمرة الاولى نظام التحكم في العجلات الخلفية مع مساعد قيادة كهربائي.
وهي، كذلك، أخف وزنًا من سيارات الجيل السابق بنحو80 كيلوغرامًا، كما أنها أفضل في توزيع الوزن مع وضع المحرك قريبًا من منتصف السيارة، بحيث يتحسن توجيه السيارة. ويمكن للسائق أن يختار من بين أربع وضعيات قيادة، بداية من المريح إلى الرياضي.
وتأتي “جي تي” الجديدة أكبر حجمًا من سابقتها طولا وعرضًا، وأسهم التصميم الجديد في توزيع الوزن بنسبة 53:47 بين الإمام والخلف، بدلا من 56:44 في الطراز السابق. وهي بجسم من الألومنيوم صنع بأسلوب جديد يسمى “سوبرفورم” يسهل معه تشكل المعدن بعد صهره إلى 500 درجة مئوية.
وتبنى السيارة على قاعدة تستخدمها مجموعة فولكسفاغن في الكثير من سياراتها الفاخرة، وهي قاعدة تستخدمها سيارات أخرى، مثل فيتون من فولكسفاغن وباناميرا من بورشه. ولكن بنتلي أجرت تعديلات جذرية على القاعدة، وبنسبة 82 في المئة، لتجعلها فريدة من نوعها، وتقتصر فقط على طراز جي تي.
وتعتمد جي تي على نظام بنتلي للقيادة الديناميكية الذي يحتاج إلى تيار كهربائي، بطاقة 48 فولت، كما تعتمد الشركة على نظام تعليق جديد بضغط الهواء الثلاثي المراحل. وهو نظام يوفر المزيد من المرونة في كل ظروف التشغيل، وبطريقة افضل من النظام الأحادي السابق.
وتقول الشركة إن اطلاق “جي تي” الجديدة، سوف يكون بالمحرك الكبير وحده، وإن كانت لا تستبعد أن تستخدم محركًا أصغر حجمًا بثماني أسطوانات في المستقبل، مشتقًا من محرك “بورشه” المستخدم في سيارات باناميرا. ولن يختلف المحرك الأصغر في نظام الدفع عن المحرك الحالي، مع خيار الدفع على عجلتين أو أربع عجلات.
كما تفكر الشركة في إطلاق طراز “كونتننتال جي تي”، بدفع هايبرد في المستقبل، يمكنه أن ينطلق إلى مسافة 31 ميلاً بالدفع الكهربائي وحده. ولن تلجأ الشركة إلى محركات ديزل في هذا الطراز.
التصميم الداخلي
هذه اللمسات الخارجية هي التي يلاحظها مشاهد السيارة في المعارض، ولكن التغيير الجذري الحقيقي في سيارة “بنتلي” الجديدة، كان في التصميم الداخلي. وكانت أهم معالم هذا التصميم لوحة قيادة دوارة يمكن تبديلها بثلاث وضعيات، وبشكل مماثل لعملية تبديل لوحة أرقام السيارة في أفلام جيمس بوند.
في البداية، تبدو المساحة الوسطى من لوحة القيادة مغطاة بالأخشاب المصقولة، ومع تشغيل السيارة تنقلب المساحة المصقولة إلى أكبر شاشة ملاحة بين سيارات “بنتلي” بحجم 12.3 بوصة، يُتعامل معها باللمس، مثل شاشة الهاتف الذكي. أما الجانب الثالث الذي يمكن أن يختاره السائق، فهو يبرز ساعة تقليدية مع بوصلة ودرجة الحرارة الخارجية.
ويتعامل السائق مع مؤشرات قيادة إلكترونية بالكامل، مع خيار عرض المعلومات على الشاشة الأمامية.
وتوفر الشركة بعض الخيارات للمشتري، مثل باقة المدن وباقة الرحلات الطويلة. وتتيح باقة المدن فتح صندوق الأمتعة الخلفي بلا يدين، والتحذير من وجود مشاة على الطريق، والتعرف إلى سرعات الطرق من علامات المرور، فضلاً عن كاميرا محيطة. أما باقة الرحلات السريعة فتوفر نظام كروز الفعال المتغير السرعة ونظم المحافظة على حارة السير وعرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية، والرؤية الليلية والمكابح الأتوماتيكية.
وهي تأتي بالتجهيز المعهود من الأخشاب المصقولة والجلود الناعمة ذات التطريز الماسي الشكل. ويمكن تعديل وضعية المقاعد كهربائيًا، من 12 زاوية، مع إمكانية تبريد المقاعد أو تدفئتها وإدخال خاصية المساج عليها. كما جهزت السيارة بزجاج خاص عازل للضوضاء.
وتأمل الشركة بأن تجذب هذه السيارة فئات جديدة لتجربة قيادة سيارات “بنتلي”، وتعتقد إدارة التسويق في الشركة أن “جي تي” الجديدة، ستكون الأكثر مبيعًا بين سيارات الشركة، متفوقةً في ذلك على طراز “بنتايغا” الرباعي الرياضي الذي يقود المبيعات حاليًا. وترى الشركة أن طراز “جي تي” الجديد يمكن أن ينافس سيارات بورشه الرياضية، ويجذب بعض مشتريها.
وهي على رغم حجمها ووزنها، فإنها تتمتع بتأهب ورشاقة على الطريق، بفضل قدرة المحرك غير العادية.
وتنطلق “جي تي” على عجلات بقطر 21 بوصة، مع خيار عجلات أكبر حجمًا، بقطر 22 بوصة. ويختار المشتري من بين 17 لونًا خارجيًا، وثمانية أنواع من الأخشاب المصقولة، و15 لونًا من الجلود.
وتدخل “جي تي” إلى الإنتاج، خلال العام الجاري، وتطرح في الأسواق خلال ربيع عام 2018. ومن المتوقع أن يكون السعر في حدود 150 ألف إسترليني أو ما يعادلها. وتعمل الشركة من الآن على نموذج مكشوف على نمط “جي تي سي” السابق إنتاجه.