قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله بزيارة مقر بلدية دبي أمس، يرافقه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وسعادة خليفة سعيد سليمان مدير دائرة التشريفات والضيافة في دبي، وسعادة عبدالله الحباي رئيس دبي القابضة رئيس مراس.
واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الزيارة إلى شرح من سعادة المهندس داوود الهاجري مدير عام بلدية دبي وعدد من مسؤولي ومهندسي البلدية المشرفين على المشاريع التي تقوم عليها البلدية وتخدم في تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للإمارة وتسهم في تنفيذ أهدافها الاستراتيجية في سياق تطوير وتعزيز قدرات البنى التحتية الحيوية، وفق رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل عملية التنمية المستدامة في دبي.
4 مشاريع
واطلع سموه على تفاصيل 4 مشاريع تقوم بلدية دبي بتنفيذها منها مشروعان للبنية التحتية بقيمة إجمالية تصل إلى 6.5 مليار درهم، في حين تمثل المشاريع الأربعة مجتمعة نقلة نوعية في مجال الاستدامة والحفاظ البيئي ودعم المجتمع وهي: النفق العميق لتصريف مياه الأمطار، ومركز معالجة النفايات، والقمر الاصطناعي البيئي، وأسواق دبي التقليدية، تحقيقا لرؤية سموه في أن تكون دبي من أكثر المدن استدامة على مستوى العالم عبر التخطيط السليم والتنفيذ الذكي والجهد المتواصل في مضمار التطوير وتبني الحلول الأكثر فاعلية.
مشروع النفق العميق لتصريف مياه الأمطار
وشمل الشرح مشروع “النفق العميق لتصريف مياه الأمطار”، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لتصريف مياه الأمطار والمياه الجوفية السطحية، عبر تجميع المياه وتخزينها ثم صرفها إلى البحر، إذ يمثل المشروع عنصراً أساسياً في مواجهة التحديات الناجمة عن مياه الأمطار للأعوام المائة المقبلة، بطاقة استيعابية تصل إلى 110 أمتار مكعبة من المياه في الثانية الواحدة أو ما يعادل 6600 طن في الدقيقة وهو ما يساوي ضعفي تدفق نهر تايمز في لندن وبتدفق يمكن معه تعبئة نحو 1300 مسبح أوليمبي في يوم واحد، في حين سيخدم المشروع منطقة واسعة تضم “مطار آل مكتوم” و”منطقة اكسبو 2020″، وكذلك المناطق التطويرية المجاورة، بينما سيتم حفر النفق عن طريق آلتين تتراوح أعماقهما من 45 إلى 60 متراً بقطر 11 متراً، وطول يصل إلى 10.5 كيلومتر.
مشروع محطة معالجة النفايات
وتضمن الشرح كذلك مشروع محطة معالجة النفايات التي تعد الأكبر من نوعها في العالم وأحدثها تقنية، لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة، بهدف المساهمة في بناء مدينة سعيدة ومستدامة، عبر تطبيق ممارسات الاستدامة الرائدة، وحماية البيئة، وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية، والإدارة المتكاملة للنفايات، وتحويل 100% منها عن مسار الطمر بحلول عام 2030، ما سيسهم بشكل كبير في دعم استراتيجية الإمارة للطاقة النظيفة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة في المدينة.
وأشار سعادة المهندس داوود الهاجري إلى أن المحطة تعد الأكبر عالميا التي يتم تشييدها وتنفيذها على دفعة واحدة، موضحا أن المشروع يقع في منطقة ورسان بدبي بالقرب من محطة معالجة الصرف الصحي، ويعمل بكفاءة تحول حراري تزيد على 29%، وهي من أعلى النسب العالمية في هذا المجال، وأن تشغيل أول خط للحرق سيتم في بداية العام 2022، في حين من المقرر الانتهاء من جميع أعمال المحطة بنهاية عام 2023، على مساحة 55 هكتارا، بمساحة بناء تناهز 35 هكتاراً.
وسيتم من خلال المحطة معالجة نحو مليون و900 طن من النفايات المنزلية سنوياً، بينما ستجرى معالجة الانبعاثات الناتجة عن عملية المعالجة بشكل آمن وصديق للبيئة وفق أرقى المعايير العالمية، وسيتم تزويد المحطة بنحو 12500 فلتر لامتصاص الغازات، في حين سيتم إعادة استخدام الرماد الناتج عن المعالجة في أعمال البناء، تحقيقا للاستفادة الكاملة من جميع مكونات النفايات.
مشروع القمر الاصطناعي البيئي
واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى شرح حول مشروع القمر الاصطناعي البيئي لإمارة دبي “DMSAT1″، والذي يعد الأول من نوعه عربيا لأغراض رصد بيئة الهواء والتغير المناخي، وهو من أحدث أجيال الأقمار الاصطناعية عموما، حيث يتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين بلدية دبي ومركز محمد بن راشد للفضاء، مع توفير كافة الإمكانات الفنية والبشرية اللازمة لاستكمال إنجاز تصنيع وإطلاق وتشغيل القمر النانومتري عالي الكفاءة المتوقع الانتهاء من تصنيعه خلال الربع الأول من العام الجاري، على أن يجري إطلاقه ووضعه في مداره نهاية العام.
وسيتيح القمر الاصطناعي الجديد الرصد الفضائي البيئي وخصوصا ما يتعلق بجودة الهواء الخارجي والتغيرات المناخية، إذ سيساعد القمر على تطوير خارطة جودة الهواء في الإمارة ودراسة التغيرات الموسمية لمستويات ملوثات الهواء وطبيعة تأثيراتها وتحديد مصادرها مع إمكانية تطوير خرائط لتراكيز وتوزيع الغازات الدفيئة في دبي ودولة الإمارات عموما، وكذلك دراسة التغيرات الموسمية للغازات الدفيئة ومراقبتها، إضافة إلى التعريف بمصادر الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتأثيراتها.
وسيسهم القمر في توفير البيانات اللازمة لاحتساب مؤشر “معدل انبعاثات ثاني اكسيد الكربون بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي” وهو أحد مؤشرات خطة دبي 2021، وسيتيح دراسة التأثير البيئي لاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الإمارات للطاقة النظيفة 2050 والمعاونة على تحديد فعالية مخرجات تلك الاستراتيجيات، وكذلك دعم الخطة الوطنية للتغير المناخي 2017- 2050 من خلال توفير البيانات اللازمة للمساهمة في النظام الوطني لإدارة انبعاثات الغازات الدفيئة.
مشروع تطوير أسواق دبي التقليدية
كما استمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقوه خلال زيارته مقر بلدية دبي اليوم إلى شرح حول مشروع تطوير أسواق دبي التقليدية الذي تنفذه البلدية في إطار التخطيط الحضري المستدام لدبي المستقبل.
ويشمل المشروع منطقتي ديرة وبر دبي، بما تضماه من مواقع ذات قيمة تراثية وثقافية وتجارية مهمة، مثل سوق الذهب، وسوق التوابل، وغيرهما من الأسواق.
ويهدف المشروع إلى الحفاظ على طابع وهوية تلك الأسواق، وتشجيع الإقبال عليها وزيادة تدفق الزوار عليها سواء من داخل الدولة أو خارجها من خلال تأكيد جاذبيتها كوجهات رئيسية في المدينة، مع استهداف استقطاب 12 مليون زائر لتلك الأسواق بحلول عام 2020.
ويقوم المشروع على 5 محاور للتطوير وهي: سهولة الوصول، والاستدلال، والمرافق والخدمات، والاشتراطات والمعايير، إلى جانب العناصر العمرانية وجماليات الموقع، وستركز تلك المحاور على التغيرات السريعة التي تعطي المكان حيوية مع المحافظة على روح وعبق الماضي بالاستعانة بالتقنيات المتطورة، مع إنشاء إدارة جامعة لأسواق منطقتي ديرة وبر دبي، من خلال جهاز واحد مشرف عليها من جميع نواحيها التشريعية والفنية واللوجستية.
وفي ختام الزيارة، أثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على المشاريع التي تقوم بلدية دبي على تنفيذها والنتائج الإيجابية المنتظرة من ورائها بما يدعم الأهداف الاستراتيجية للإمارة لاسيما فيما يتعلق بالنواحي البيئية تحقيقا لمبدأ الاستدامة والحفاظ البيئي والترشيد الأمثل للموارد المتاحة والممكنة والاستعانة بالتقنيات التي تعين على حسن الاستفادة منها على الوجه الأمثل وضمان أجواء صحية خالية من الملوثات بأسلوب علمي، معرباً سموه على خالص أمنياته لفريق العمل بدوام التوفيق في جهوده ومشاريعه الحالية والمستقبلية.