تحقيقاً لتنفيذ مبادرة تحويل دبي إلى مدينة ذكية، دشّنت بلدية دبي نظام «مكاني» الذكي لعنونة الوحدات جيومكانياً، الذي أعدته البلدية ليكون الأول من نوعه في العالم، بحضور مدير مركز نظم المعلومات الجغرافية بالبلدية، المهندسة مريم المهيري.
والنظام عبارة عن امتداد لنظام «مكاني» للمداخل الحالي، حيث تم تطوير نظام العنونة الجديد ليشمل كل أنواع الوحدات داخل المباني، سواء كانت سكنية أو محال تجارية أو مكاتب وغيرها، وقد تم إعداد البيانات الهندسية للمباني حسب المعايير الثلاثية الأبعاد المتماشية مع مبادرات «جيودبي» ومتطلبات «التوأم الرقمي» للإمارة، وإدراجها في قاعدة البيانات الجغرافية، ووضع رمز مميز لجميع الوحدات، ثم يتم تثبيت لوحات «مكاني» للوحدات، وإعداد بيانات التنقل داخل المباني، إضافة إلى تحديث نظام «مكاني» المستخدم حالياً من قبل الجمهور ليشمل الوحدات، ويعرض إرشادات ووجهات التنقل داخل المباني.
وذكرت المهيري أن نظام عنونة الوحدات الجديد يعتبر من الأنظمة الاستشرافية للمستقبل، حيث سيستخدم في جميع الخدمات الحكومية الخاصة للوصول إلى مواقع الوحدات في الخدمات ذات العلاقة بالطوارئ والبيانات الإحصائية وخدمات التوصيل، ومن المتوقع أن يتم في المستقبل استخدامات واسعة للطائرات من دون طيار، والمركبات ذاتية القيادة في الخدمات الحكومية والتجارية والسياحية، التي تتطلب أنظمة دقيقة للعنونة على مستوى تفاصيل الوحدات داخل الأبنية، وبقواعد بيانات ثلاثية الأبعاد، وبدقة عالية، هذا ما سيم توفيره من خلال هذه المبادرة المتكاملة للعنونة الحديثة.
رمز الوحدة
وهو الرمز المميز، ويتكون من ستة أحرف وأرقام في اللوحة على النحو التالي: DMHQ01، حيث تمثل هذه الرموز الرقمية الستة عنوان الوحدة على اللوحة، الذي سيتم استخدامه من قبل الجمهور، وهي عبارة عن رمز مبتكر ومختصر ليسهل استخدامه بواسطة الجمهور.
إطلاق النسخة الأولى في منطقة دبي فيستيفال سيتي
وقالت المهيري: «تم اليوم تثبيت أول لوحة بالتنسيق المسبق مع المدينة الذكية لفيستيفال سيتي، وتشمل توقيع اتفاقية في مجال البنية التحتية الجيومكانية لدبي (جيودبي)، كما نحرص على إطلاق المبادرات النوعية التي تسهم في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تحويل دبي إلى أذكى مدينة في العالم، وتثبت جديتنا في خلق نموذج عالمي يحتذى في تطبيق مفهوم المدينة الذكية”.
وأضافت «نركز دائماً على تقديم حلول مبتكرة، تتمحور حول تحقيق سعادة السكان والزوار، وترتبط بتفاصيل حياتهم اليومية وكيفية تسهيلها، فمنذ الإعلان عن مبادرة تحويل دبي إلى مدينة ذكية والعالم يراقب تجربة الإمارة، ويتخذ منها معياراً يقاس عليه».
وأكدت على أن التحول إلى نموذج المدينة الذكية لا يتطلب النظر إلى تطوير تطبيقات وخدمات ذكية فحسب، إنما يتطلب إحداث تغيير نوعي في هندسة الإجراءات وآليات تبادل البيانات، وتوفير بنى تحتية رقمية، توازي في جودتها البنية التحتية، موضحةً أن وجود نظام عنونة وحدات جيومكاني ذكي في إمارة حيوية مثل دبي، يزورها أكثر من 10 ملايين سائح سنوياً، ويقيم فيها أكثر من 200 جنسية، يعتبر أحد أهم مقومات هذا النموذج.
وتعد دبي فستيفال سيتي أحد أكثر الوجهات المتكاملة المعروفة في دبي والتابعة لمجموعة الفطيم، وتقع على خور دبي التاريخي، مع أفق خلاب وإطلالة رائعة، وتتضمن مساحات سكنية وتجارية، ومدارس، ونادياً اجتماعياً ورياضياً، ومركزاً تجارياً على مساحة 2.5 مليون قدم مربّعة، وثلاثة فنادق وصالات عرض للسيارات.
ويأتي تطبيق مبادرة «مكاني» لترقيم المباني ليشكّل خطوة مهمّة في مسيرة تطبيق مبادرة خريطة المدينة الذكية. كما تُعتبر دبي فستيفال سيتي الوجهة الرائدة لنمط الحياة الأولى بتطبيق نظام ترقيم مكاني في كل عقاراتها، التزاماً منها بدعم طموحات دبي وتأدية دور رئيس في تنفيذ مبادرة المدينة الذكية.
وتُعدّ مجموعة الفطيم العقارية شركة ضخمة رائدة عالمياً في مجال التطوير العقاري المتكامل، وهي ملتزمة بتحقيق أقصى إمكانات الأشخاص والمواقع والوجهات التجارية ضمن محفظة عقارية تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات. وتمثّل هذه الخطوة نقلة نوعية نحو تحويل دبي فستيفال سيتي إلى وجهة ذكيّة، بما يسهّل إنشاء نمط حياتي مترابط في المجتمع.