ما زال فيروس كورونا المستجد يحصد أرواح العديد من المواطنين في إيطاليا، لتعد البلد الأكثر تضررا بعد الصين، بعد تسجيلها أكثر من 130 حالة وفاة خلال يوم واحد، لتصل حصيلة الفيروس في البلاد إلى 7375 إصابة بينها 366 وفاة، وفقا للإحصائيات الرسمية الإيطالية.
ووفقا لموقع الإحصائيات “ورلد أُميتر” الدولي، فإن إيطاليا تشهد أكبر زيادة فى مؤشر حالتي الإصابة والوفاة بكورونا أكثر من أي مكان في العالم، جميعهم مواطنون إيطاليون، كان غالبيتهم -أكثر من 1800 مصاب و79 حالة وفاة- في مدينة لومباردي.
وحلت إيطاليا في المركز الثاني في معدلات الفحص عن فيروس كورونا، بعد كوريا الجنوبية، بـ 386 اختبار لكل مليون مواطن، بعد تزايد أعداد الإصابات خاصة في المناطق الإيطالية مثل لومباردي وفينيتو وإميليا رومانيا وماركي ولاتسيو وبوليا.
ولكن.. لماذا إيطاليا هي البلد الوحيد خارج آسيا، التي شهدت انتشار واسع لفيروس كورونا؟
-الاحتكاك
تعاني إيطاليا، البلد الأكثر تضررا من الوباء في أوروبا، من زيادة الاحتكاك الذي يفرضه طبيعة الشعب الإيطالي داخل وخارج المنزل، لذلك فإن العدوي بالفيروس القاتل يمكن أن تنتقل بسهولة، خاصة في دولة بمثل هذه الصلات القوية.
فمن أهم تقاليد الشعب الإيطالي توريث الأجيال القادمة الترابط الأسري، حيث تحتل الأسرة أهمية كبيرة فدائما يسعى أفراد الأسرة الواحدة للوقوف بجوار بعضهم وتبادل الزيارات المختلفة، بل أن بعض الأعمال تعتمد اعتمادا وثيقا على هذه الصلات.
وتأكيدا لذلك، تحدث أحد المسافرين المصريين -على مجموعة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تهدف لنقل وتبادل الخبرات حول السفر- عن زيارته مدينة ميلانو الإيطالية، معبرا عن تجربته الدافئة مع الشعب الإيطالي، فقال: “الناس لذيذة جدا بهزارهم وخفة دمهم، اللي استنتجته إن ايطاليا شعبهم لذيذ وإجتماعين جدا”.
-كبار السن
في وقت سابق، صرحت منظمة الصحة العالمية أن كبار السن هم الأكثر عرضة لفيروس كورونا، وأنهم يعانون من أعراض أكثر شدة وحدة تزيد معدلات الوفاة لديهم.
وحسب الإحصائيات المحلية والدولية، فإن كبار السن يمثلون الفئة الأكبر من الشعب الإيطالي، لذلك فإن معدل الوفيات وحدة الإصابات تتزايد في إيطاليا، إذ أشار مسؤولو الصحة الإيطالية أن غالبية الضحايا، حتى الآن، من كبار السن، الذين يتجاوز عمرهم 60 عاما.