“خاص لمجلة مال وأعمال”
بقلم: ملك محادين
الخيانة والجريمة… هي التهاون في الدفاع عن الوطن بالتفريط في حقه أو فتح الثغرات للأعداء لكي ينفذوا اليه.
وجميعنا لدينا الاحساس والرغبة بالإصلاح دون المساس بالنظام القائم والجامع لأبناء الأمة. وهذا لا يتم الا بالتربية الوطنية التي تبدأ بمفهوم الوطن والتي تنبع من البيت أولا ثم المدرسة والجامعة. فالوطن ليس محل اقامه فقط بل هو شعور انتماء وحياه وموت وحقوق وواجبات, لا بد من الحرص والغيرة عليه وبه يعلو الانسان ويعز .
هنالك اعتداءات واضحة ضد الدول العربية لتفتيتها منذ زمن بعيد, في البداية يزرعون الحكام العملاء ثم اذا تفرعنوا يبدأون عملية تصفيتهم وهذه جريمة سياسية ومن أخطر أنواع الجرائم لأنها تمس الدولة في نظامها السياسي وإنهاء كيانها وقهر شعوبها. والمجرم في مثل هذه الجرائم يستحق أقصى أنواع العقوبات وأشدها. إن المجرمين السياسيين غالبا لا يرتكبون جرائمهم بدافع من الانانية بل يؤمنون بفكرة تسيطر عليهم وتدفعهم الى تطبيقها في الواقع وهذه الفكرة هي سيادة العالم …!!! الجريمه هي بث الفتنة لمصلحة دولة أخرى أو فقط تفتيت كيان دولة كي لا تنهض … ولمصلحة من …؟ طبعا لمصلحة الدول العظمى التي تتشدق بالديمقراطية حتى تستطيع أن تمارس تجارة الأسلحة وتمارس مرضها النرجسية، والاستعلاء والاستقواء على الدول الضعيفة ثم تتهمها بالتخلف .
على الغوغاء… أن تحترم عقول الحكماء وتتركهم يحلون الامور من وجهة نظر عصرية وليس بشريعة الغاب. ولكن للأسف أين هم الحكماء في بلادنا العربية … هل انقرضوا كالديناصورات مثلا ؟؟؟
في عالمنا العربي وللأسف لبست السياسه ثوب اهتمام الحاكم ومن هم دونه حماية له ولنظام حكمه وبرزت الناحية السياسية كأهم مفردات الدولة … ومع ذلك لا يريدون لشعوبهم المقهورة أن تتكلم بالسياسة … وما زالت قوانين العقوبات تنص على أقسى العقوبة بحق من يمس رئيس الدولة حتى لو أجمع الكل بأنه على خطأ, تحت مسمى الجريمة السياسية مرة وتحت مسمى جريمة أمن الدولة مره أخرى .
وباستعراض بسيط نرى أن بعض حكامنا ضعفاء ومسيطر عليهم من جهات خارجية لحماية كراسيهم … ! ان وجود حاكم فاسد وظالم كما حدث في بعض الدول العربية هو أكبر دليل وكلنا يقرأ التاريخ.
أما اذا صلح الحاكم وصلحت حاشيته فعلا, فعليه إعادة الخارجين الى رشدهم وخاصه اذا ما تم المساس المباشر بالإنسان وكرامته ووجوده المعنوي والمادي وعليه أن يقوم فعليا بمكافحة الفساد وعلى الحكومة أن تحسن مستوى الدخل، واذا لم يحدث هذا سريعا يبدأ التفكك واللاإنتماء عند ذوي النفوس المريضة والضعفاء اللذين يتم شرائهم بالمال والذين أصلا لا يريدون الاصلاح لغاية في نفوسهم … وتذكروا قوله تعالى : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما).
المصدر : https://wp.me/p70vFa-3Rk