طوال سنوات عدة، عانى مرضى سرطان الدم من تكاليف العلاج المرتفعة، وآثاره الجانبية المؤلمة، والاحتمال الضئيل للشفاء.
ففي الولايات المتحدة، يعاني حوالي 1.2 مليون شخص من سرطان الدم، بينما يموت بسببه حوالي خمسة أشخاص من بين 100 ألف في مصر. إلا أن هذا النوع من السرطان المميت قد يكون في طريقه للانتهاء، بفضل عقار جديد.
ففي مدينة ملبورن الأسترالية، توصل علماء أستراليون إلى دواء لعلاج السرطان يذيب “الخلايا السرطانية”، وليس له أي تأثيرات جانبية.
وفي تصريح لقناة ABC الأسترالية، قال طبيب الأسنان ومريض السرطان روبرت أوبلاك، أن “عقار “فينتوكلاكس” الجديد أنقذه من سرطان الدم الليمفاوي المزمن الذي أصيب به عام 2013″.
وأضاف: “كان الشخص رقم 11 في استخدام هذا الدواء وشبهه بأقراص البانادول لعدم تسببه في أي أعراض جانبية”، مشيرا إلى أن هذا الدواء “يعمل بطريقة تخالف أي دواء آخر للسرطان، وأن المرض لديه إختفى تماما”.
وأظهرت تجارب إكلينيكية قام بها مركز “بيتر ماكالوم” لأبحاث السرطان “حدوث نتائج إيجابية لأربعة أشخاص من أصل خمسة، وتعافٍ كامل لشخص واحد، بنسبة نجاح تبلغ 80 في المئة”.
ويقدم العقار المطور بأستراليا أملا جديدا لمرضى السرطان الذين استنفذوا كل سبل العلاج، كالعلاج الكيميائي والعلاج بالإشعاع.
وشرح أحد العلماء المشاركين في التجارب الإكلينيكية، جون سيمور، أن “خلايا الإنسان يتم موتها تلقائيا واستبدالها بأخرى، إلا أن سرطان الدم يعمل على منع موت هذه الخلايا، متسببا في الوفاة”، لافتاً إلى أن “العقار الجديد يعمل على منع هذا التأثير ويسمح للخلايا بالموت في وقتها المحدد، ما يؤدي إلى تكون خلايا جديدة غير سرطانية”.
وأدت تلك النتائج الإيجابية إلى تسريع عملية الموافقة على فينتوكلاكس بالولايات المتحدة وأوروبا.
ووصفت مؤسسة “بيتر ماكالوم” التجارب التي أجريت باستخدام هذا العقار على مرضى السرطان بـ”الرائدة”. ويعمل هذا العقار على تسخير الجهاز المناعي للجسم لهزيمة السرطان، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية بعينها.
ومن جهتها، أصدرت الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان بدورها تقريرا أكدت فيه أن عقار فينتوكلاكس آمن للاستعمال.