أعلنت مصادر إعلامية رسمية صينية، أن السلطات بدأت التحقيق بشأن اتهامات ضد عملاق البحث الإلكتروني الصيني “بايدو” بأنه مد مريضا يعاني من نوع نادر من السرطان بمعلومات طبية غير صحيحة.
ووفقا لما نشرته صحيفة “تشاينا دايلى الصينية”، فقد شكلت الحكومة الصينية فريقا من المحققين من الإدارة الصينية للفضاء الإلكتروني واللجنة الوطنية الصينية للصحة، ومصلحة الدولة للصناعة، والتجارة، والتي تعد الجهة المسئولة عن تنظيم العمل الإعلاني على الإنترنت.
وأكد جيانغ جون، المتحدث باسم إدارة الفضاء الإلكتروني وهي السلطة الصينية المسئولة عن إدارة شبكة الإنترنت فى البلاد، أنه سيتم نشر جميع نتائج التحقيقات في قضية هذا الشاب المريض الذي توفي قبل منتصف الشهر الماضي بسبب مرضه بعد قيامه بتأليب الرأى العام الصينى ضد شركة “بايدو” وذلك بعد أن نشر على شبكات التواصل الاجتماعي تجربته المريرة مع المرض ومحاولاته العثور على المكان الذي يستطيع أن يقدم له العلاج المناسب بمساعدة محرك البحث “بايدو”.
وتقول الصحيفة إن الشاب وي زي شي، الذي كان يدرس علوم الكمبيوتر في جامعة إكسيديان في مقاطعة شنشي، كان مصابا بنوع من سرطان الأنسجة الرخوة وكان يتلقى علاجا تستخدم فيه خلايا تم تكوينها بواسطة الجهاز المناعي الخاص به لقتل الخلايا السرطانية فى جسده.
وبحسب والدي الشاب الذي كان في الحادية والعشرين من عمره عند وفاته، فإن العلاج كان يقدم له بمركز العلاج البيولوجي بإحدى المستشفيات الخاصة بقوات الشرطة ببكين، وإن ابنهما علم عن هذا النوع من العلاج وعن المستشفى بينما كان يقوم بالبحث عن طريق محرك البحث “بايدو” ليعرف المزيد عن مرضه حيث وجد أن التصنيف على صفحة “بايدو” يضع المستشفى بالموقع الثاني على قائمة أفضل الأماكن التي من الممكن أن يتوجه إليها للعلاج وذلك بدون أن يدرك إلا فى وقت لاحق أن القائمة والتصنيف هما جزء من نظام للإعلانات مدفوعة الأجر خاص بـ”بايدو”.
وقام الشاب عبر تعليقات وضعها على شبكات التواصل الاجتماعي بالشكوى من العلاج الذي تلقاه، والذي وصفه بأنه كان بلا جدوى وانتقاد نظام الإعلانات الخاص بـ”بايدو” ما أدى للفت انتباه الجميع إلى المشكلة حيث تم عقد مقارنة بين محرك البحث الصينى ومحركات البحث الكبرى الأخرى التي من ضمنها “جوجل” التي تنشر الإعلانات المدفوعة الأجر بعلامة لونية مميزة حتى تنبه مستخدميها إلى أن المنشور هو إعلان أما “بايدو” فوجد أنها لا تستخدم علامات لونية واضحة لتنبيه مستخدميها بشأن كون المنشور إعلان مدفوع الأجر أم لا، حيث تكتفى فقط بوضع حرفين صغيرين باللون الرمادي لتدل على مكان الإعلان.
وأكد والدى الشاب المتوفى أن الفتى الذى اكتشف مرضه فى العام 2014، كان يهدف من وراء تدوينه لتجربته على الإنترنت أن يوضح للجميع أن العلاج الذي حصل عليه بمركز العلاج البيولوجى والذى تكلف أكثر من 200 ألف يوان (31 الف دولار امريكى) تم جمعها من الأهل والأصدقاء كان بدون اى طائل، مشيرين إلى أنهما لا يهدفان الى الحصول على اى تعويضات او مقاضاة أحد بشأن ما حدث لابنهما.
لكن بالرغم من هذا فإن تجربة الشاب اثارت موجة من الغضب فى الايام القليلة الماضية بشأن القواعد المنظمة لوضع الاعلانات على الانترنت حيث انخرط الجميع فى مناقشة ما اذا كانت “بايدو” يجب ان تتحمل مسئولية اى اعلانات طبية تقوم بالترويج لها.
وفى رد فعل لها على تلك الضجة المثارة، أصدرت شركة “بايدو” تصريحا مؤخرا وعدت فيه أن تتعاون مع سلطات التحقيق، وأكدت أنها تقف تماما ضد نشر أي معلومات مغلوطة على الإنترنت.
وقد تسببت كل تلك الدعاية السلبية فى التأثير على اسهم “بايدو” فى الاسواق العالمية حيث سجلت اسعارها فى نيويورك امس انخفاضا بنسبة 6.8 فى المائة.