مجلة مال واعمال

بزوغ شمس الطاقة المتجددة

-

10a-md-30746

دفع تراجع أسعار الوقود إلى أدنى مستوياته التاريخية في أكثر من عقد من الزمن إلى تسارع خسائر قطاع الصناعات النفطية في العالم، وتراجع حجم الاستثمار في مصادر الطاقة التقليدية. وعلى عكس المتعارف عليه، فإن النفط الرخيص لم يعد مؤشراً يُنبئ بقرب حدوث كارثة مالية لشركات الطاقة المتجددة كما جرى في السابق. على النقيض من ذلك، بدأ المستثمرون، الذين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة نتيجة تدهور استثماراتهم في قطاع الوقود الأحفوري، البحث عن فرص استثمارية أخرى في قطاع الطاقة المتجددة تحديداً، مستفيدين من التوصيات التي خرج بها المؤتمر العالمي للمناخ الذي عُقد العام الماضي في باريس.
ورغم الانتعاش الذي طرأ على أسعار النفط خلال الشهر الماضي، والمدفوع بتوقعات تجميد مستويات إنتاج النفط من قبل كبار المنتجين، لا تزال الشكوك تساور المستثمرين حول قدرة أسواق النفط على النهوض من كبوتها المستمرة منذ نحو عامين. فقد تسببت عمليات البيع المحمومة في انخفاض أسعار أسهم شركات الطاقة التقليدية والمدرجة في كبرى البورصات العالمية بنسبة تجاوزت 20%، ما أغرق المستثمرين في خسائر قُدّرت بنحو 800 مليار دولار منذ أن سجلت أسعار النفط مستويات قياسية في يونيو/حزيران من عام 2014. رداً على ذلك، بدأت شركات النفط سلسلة من إجراءات تقليص النفقات، فقامت بتفكيك ثلثي حفارات النفط والغاز، وقلصت كثيراً من استثماراتها في تنقيب وتنمية حقول نفط جديدة، فضلاً عن إنهاء خدمات نحو 250 ألف عامل لديها.
لكن كيف تتأثر شركات الطاقة المتجددة بتراجع أسعار النفط؟ تاريخياً، يعد هذا السؤال من بين الأسئلة المعروف جوابها سلفاً. فحتى وقت قريب، ربط التحليل الإحصائي، أسعار النفط الخام مع أسعار أسهم كبرى شركات الطاقة المتجددة، فكلما انخفضت أسعار النفط، تقلصت الآفاق الاستثمارية للعديد من شركات الطاقة المتجددة. على سبيل المثال، انخفضت أسهم كبار منتجي توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية الضوئية في العالم، “فيستاس” و”ينغلي”، انخفاضا حاداً في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2014، بعد قرار أوبك الحفاظ على مستويات إنتاجها المرتفع والذي تسبب بمزيد من التراجعات الحادة لأسعار النفط.