لندن – السبت 12 أبريل 2025 (مال وأعمال) – أعلنت الحكومة البريطانية، يوم الجمعة، عن توسيع نطاق حظرها على الواردات الشخصية من اللحوم ومنتجات الألبان ليشمل كافة دول الاتحاد الأوروبي، وذلك في خطوة حاسمة جاءت على خلفية تفشي مرض الحمى القلاعية في أنحاء القارة الأوروبية، في واحدة من أكثر الإجراءات تشددًا منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
حظر شامل يدخل حيز التنفيذ فورًا
ووفقًا للقرار الذي بدأ سريانه اليوم السبت، يُمنع على جميع المسافرين القادمين إلى بريطانيا جلب أي منتجات من لحوم الأبقار، الأغنام، الماعز، الخنازير، إضافة إلى جميع أنواع منتجات الألبان للاستخدام الشخصي، سواء أكانت خامًا أو معالجة، مغلفة أو من السوق الحرة.
ويشمل الحظر السندويشات، الأجبان، اللحوم الباردة أو النيئة، والحليب بجميع أنواعه، دون استثناء.
تدابير صارمة لحماية الثروة الحيوانية
وأكدت الحكومة أن هذه الخطوة تأتي في إطار حماية الثروة الحيوانية البريطانية، وصيانة الأمن الغذائي الوطني، إلى جانب دعم استقرار القطاع الزراعي، في مواجهة مخاطر هذا المرض الفيروسي شديد العدوى الذي يصيب الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة، كالأبقار والخنازير والأغنام والغزلان.
مصادرة فورية وغرامات باهظة
وشددت السلطات البريطانية على أن أي مسافر يتم ضبطه بحوزته هذه المواد سيتوجب عليه تسليمها على الفور للجهات المختصة عند الحدود، وإلا ستتم مصادرتها وتدميرها. كما أن المخالفين في الحالات الجسيمة قد يواجهون غرامات تصل إلى 5000 جنيه إسترليني (نحو 6550 دولارًا أمريكيًا)، خصوصًا في إنجلترا.
من الحظر الجزئي إلى الحظر الكامل
وكانت الحكومة قد فرضت في وقت سابق من هذا العام حظرًا جزئيًا شمل ألمانيا، المجر، سلوفاكيا، والنمسا، بعد تسجيل إصابات مؤكدة بمرض الحمى القلاعية، إلا أن تفاقم انتشار المرض دفعها اليوم إلى توسيع الحظر ليشمل كامل دول الاتحاد الأوروبي.
المرض لا يصيب البشر ولكن خسائره الاقتصادية جسيمة
ورغم أن الحمى القلاعية لا تمثل تهديدًا مباشرًا للبشر، إلا أنها تُعد من أخطر الأمراض الحيوانية بسبب قدرتها الفائقة على الانتشار، وتأثيرها السلبي على الإنتاجية الحيوانية والتجارة الدولية.
وتخشى الحكومة البريطانية من أن يؤدي دخول المرض إلى أراضيها إلى كارثة اقتصادية وزراعية شبيهة بتلك التي شهدتها البلاد في مطلع الألفية، والتي تسببت حينها بخسائر فادحة لقطاع الزراعة.
استنفار حكومي وتحذيرات للمسافرين
ودعت الحكومة البريطانية المسافرين إلى ضرورة الالتزام الصارم بالتعليمات الجديدة، وعدم محاولة إدخال أي من المواد المحظورة، مؤكدة أن الإجراءات الحالية جزء من خطة طوارئ وطنية للتصدي لأي تهديد محتمل لقطاع الثروة الحيوانية.