سجلت أسعار الخام الأمريكي أعلى مستوياتها منذ منتصف 2015 في اليوم الأخير للتعاملات هذا العام بعد انخفاض غير متوقع في إنتاج الولايات المتحدة وتقلص مخزونات النفط. وفي الأسواق العالمية، ارتفعت أسعار خام برنت أيضاً بدعم من تخفيضات الإمدادات المستمرة التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا إلى جانب قوة الطلب من الصين. وبلغت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أعلى مستوى منذ يونيو/ حزيران 2015 عند 60.30 دولار للبرميل بارتفاع قدره 46 سنتاً، أو ما يعادل 0.8 في المئة، عن التسوية السابقة.
سجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ارتفاعاً أيضاً بلغ 45 سنتاً، أو ما يعادل 0.7 في المئة، إلى 66.61 دولار للبرميل. وكسر برنت حاجز 67 دولاراً للبرميل في وقت سابق من الأسبوع للمرة الأولى منذ مايو/ أيار 2015. وجاء ارتفاع الخام الأمريكي بدعم من انخفاض غير متوقع في إنتاج الولايات المتحدة الذي هبط الأسبوع الماضي إلى 9.754 مليون برميل يومياً من 9.789 مليون برميل يومياً في الأسبوع السابق وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة التي نشرت مساء أمس. وتلقت الأسعار دعماً أيضاً من انخفاض المخزونات التجارية في الولايات المتحدة بمقدار 4.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 ديسمبر/ كانون الأول إلى 431.9 مليون برميل بحسب بيانات الإدارة.
من ناحية أخرى، قال مصدر مطلع وأظهرت وثائق اطلعت عليها رويترز أن الصين أصدرت حصصاً لاستيراد النفط الخام بلغ إجمالي حجمها 121.32 مليون طن لصالح 44 شركة في أول دفعة من المخصصات لعام 2018.
وأظهرت الوثائق أن شركة كيم تشاينا المملوكة للدولة فازت بأكبر حصة وحجمها 16.67 مليون طن. ومن المتوقع أن تسجل الواردات الصينية مستوى قياسياً جديداً في عام 2018 مع بدء الإنتاج من طاقة تكرير جديدة في الوقت الذي تسمح فيه بكين للمزيد من المصافي المستقلة باستيراد الخام. وقد ساعد النمو الكبير في طلب تلك المصافي في دعم أسعار الخام في الأسواق العالمية.
ويعادل إجمالي الأحجام المخصصة للدفعة الأولى من الحصص 2.43 مليون برميل يومياً. وكانت وزارة التجارة قالت في نوفمبر/ تشرين الثاني إنها رفعت حصص استيراد النفط الخام في 2018 «للشركات غير الحكومية» إلى 142.42 مليون طن. وتفوقت الصين على الولايات المتحدة هذا العام لتصبح أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
من جانب آخر، أظهرت حسابات «رويترز» من واقع بيانات بورصة دبي للطاقة أن سعر البيع الرسمي للخام العماني سيرتفع 0.81 دولار في فبراير/ شباط إلى 61.6 دولار للبرميل. وسعر البيع الرسمي لسلطنة عمان في فبراير هو متوسط التسويات العمانية اليومية لعقد أقرب استحقاق. وجرى حساب السعر الرسمي لخام دبي بعلاوة قدرها 0.15 دولار للبرميل فوق سعر الخام العماني في بورصة دبي للطاقة عند 61.75 دولار للبرميل في فبراير.
من جهة ثانية، تحتاج الجزائر إلى استغلال مواردها من الغاز الصخري للتعويض عن قفزة في الاستهلاك المحلي للطاقة تؤدي لتقليص صادراتها الحيوية، لكن تطوير القطاع سيستغرق وقتاً ويتطلب إصلاحات واسعة في شركة الطاقة المملوكة للدولة. والجزائر مورد رئيسي للغاز إلى أوربا، لكن الصادرات تضررت من تأجيلات لبضعة مشروعات للغاز وزيادة كبيرة في استهلاك الغاز المدعوم محلياً مع نمو عدد السكان. وتقول شركة سوناطراك للطاقة المملوكة للدولة إن من المتوقع أن تهبط صادرات الغاز الجزائرية إلى 54 مليار قدم مكعبة هذا العام من 57 ملياراً في 2016. وفي العقد المنتهي في 2014، زاد معدل استهلاك الغاز محلياً إلى أكثر من ثلاثة أمثال.
ويقول مسؤولون في سوناطراك إنه للتعويض عن انخفاض الصادرات، بدأت سوناطراك مباحثات مع توتال الفرنسية وإيني الإيطالية. والهدف هو استغلال الموارد الصخرية التي تقدر بنحو 22 تريليون متر مكعب، وهي ثالث أكبر موارد من نوعها في العالم.والمباحثات جزء من تغييرات يسعى إليها الرئيس الجديد لسوناطراك عبدالمؤمن ولد قدور، وهو مهندس تلقى تدريباً في الولايات المتحدة، تولى المنصب في مارس/ آذار بهدف إصلاح المجموعة التي تضررت من ضعف الكفاءة وتأخيرات وفضائح فساد.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-nlk