اقترب خام برنت من أعلى مستوى في نحو أربعة أعوام بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي، حيث تحاول واشنطن طمأنة المستهلكين بشأن كفاية المعروض في السوق قبيل إعادة فرض عقوبات على إيران المنتجة للنفط.
وارتفع خام برنت في العقود الآجلة عشرة سنتات أو 0.1% إلى 81.87 دولار للبرميل بعدما صعد نحو واحد% في الجلسة السابقة. وزاد برنت أمس الثلاثاء إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 عند 82.55 دولار للبرميل.
تراجعت عقود الخام الأمريكي أربعة سنتات إلى 72.24 دولار للبرميل بعدما زادت 0.3% يوم الثلاثاء ليسجل عند الإغلاق أعلى مستوى منذ 11 يوليو/ تموز.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات لوقف صادرات النفط من إيران، ثالث أكبر منتج بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، من الرابع من نوفمبر، والخسارة المتوقعة في الإمدادات الإيرانية عامل رئيسي في موجة ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة.
ويتجه برنت صوب تحقيق خامس زيادة فصلية له على التوالي وهي أطول فترة صعود منذ 2007 عندما سجل ارتفاعاً قياسياً لستة أرباع متتالية ووصل إلى 147.50 دولار للبرميل.
في غضون ذلك، أظهرت البيانات أن مخزونات الخام الأمريكية قفزت على نحو غير متوقع في الأسبوع الماضي.
وقال معهد البترول الأمريكي إن مخزونات الخام زادت 2.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 21 سبتمبر/ أيلول إلى 400 مليون برميل مقارنة بتوقعات المحللين لانخفاضها 1.3 مليون برميل.
وقال بنك جولدمان ساكس إن أسعار خام برنت ستستقر على الأرجح في النطاق بين 70 و80 دولاراً للبرميل مع اقتراب نهاية العام الحالي، حيث إن تحرك الأسعار في الاتجاه الصعودي بشكل واضح يتطلب محفزات أخرى بخلاف إيران.
وصعد خام برنت إلى أعلى مستوى في نحو أربع سنوات أول أمس الثلاثاء عند 82.55 دولار للبرميل.
وقال بنك الاستثمار الأمريكي في مذكرة تحمل تاريخ الثلاثاء إن الانخفاض الأسرع من المتوقع في الصادرات الإيرانية وعدم التزام أوبك بزيادة قوية في الإنتاج واستقرار توقعات النمو وإعادة ملء المخزونات في الصين كلها عوامل دعمت أحدث موجة ارتفاع في أسعار النفط. وأضاف البنك «على الرغم من أننا نعدل مسارنا للصادرات الإيرانية بما يواكب هذا الانخفاض الأسرع، فإن ذلك ليس له أي أثر في تقديراتنا للنفط حيث مازلنا نتوقع أن تعوض بقية دول أوبك مثل هذه الخسائر».
وتابع «عدم صدور توجيهات إرشادية جديدة بخصوص زيادة الإنتاج من أوبك لا يعكس الرغبة في ارتفاع كبير للأسعار وإنما يعكس النمط التاريخي لأوبك في الاستجابة للخسائر الواضحة في الإنتاج».
ويحاول مسؤولون أمريكيون ومنهم الرئيس دونالد ترامب طمأنة المستهلكين والمستثمرين بأن سوق النفط ستظل تتمتع بمعروض كاف وطالبوا المنتجين في الوقت نفسه برفع الإنتاج.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء جدد ترامب دعوته لأوبك بضخ المزيد من النفط والتوقف عن رفع الأسعار. واتهم إيران بنشر الفوضى وتعهد بفرض مزيد من العقوبات عليها.
واستبعدت السعودية أكبر منتج داخل أوبك وروسيا أكبر منتج خارج المنظمة يوم الأحد أي زيادة إضافية فورية في إنتاج الخام.
وقال جولدمان إن توقعات النمو القوي للطلب على النفط ومستويات المخزونات الأقل من المتوسط في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين منتجي النفط تشير إلى احتمالات تحرك الأسعار صعوداً.
وفي نيودلهي، قال مصدر حكومي أمس الأربعاء إن الحكومة الهندية لم تبلغ شركات تكرير النفط في البلاد بوقف استيراد الخام الإيراني حتى مع قيام معظم شركات التكرير الهندية بخفض وارداتها قبيل سريان عقوبات أمريكية على طهران.
وتعمل نيودلهي عن كثب مع الولايات المتحدة لخدمة مصالحها الاستراتيجية وقد وقع البلدان حديثاً اتفاق اتصالات عسكرية.
ومن جهته، قال مسؤول نيجيري أمس الأربعاء إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستعمل على موازنة السوق بعد ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات لكن خياراتها قد تكون محدودة بالطاقة الفائضة المتاحة.
وقال مالام ميلي كياري، مدير تسويق الخام بشركة النفط الوطنية النيجيرية وممثل بلاده في أوبك «من الواضح أن أسعار النفط المرتفعة تؤثر في الطلب، لذا ينبغي موازنة السوق بشكل ما، أوبك ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق الاستقرار وموازنة السوق لكني على ثقة بأنكم تدركون أيضا أن هناك حدوداً لما يمكنهم القيام به، يجب أن تتوافر الطاقة الفائضة». (وكالات)