مجلة مال واعمال

بدور القاسمي: رؤية القيادة والحوافز الاستثمارية حققتا للإمارات مكانتها العالمية

-

355-1

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أهمية أطروحات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، الذي يعقد وفق رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويجري خلاله استعراض المكانة الاقتصادية المتنامية التي حققتها دولة الإمارات لاستقطاب المزيد من الاستثمارات وتعزيز المكانة الاقتصادية للدولة.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في حديث خاص لمركز الشارقة الإعلامي قبيل انعقاد فعاليات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، التي تبدأ اليوم الأربعاء «إن دولة الإمارات حققت مكانة بارزة على خريطة الاستثمارات الدولية، واستطاعت خلال فترة قصيرة نسبياً أن تتصدر الدول العربية في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة».

يهدف المنتدى إلى نقل الصورة الحقيقية لواقع الفرص الاستثمارية التي تمتلكها الشارقة ضمن مختلف القطاعات الحيوية، خاصة السياحة والترفيه، والتنمية البيئية، والرعاية الصحية، والنقل والخدمات اللوجستية.
جذب الاستثمارات

وبينت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أنه خلال العام الماضي، استقطبت دولة الإمارات ما قيمته 11 مليار دولار تقريباً (نحو 40 مليار درهم) من التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة، والتي شكلت 46 بالمئة من إجمالي ما جذبته دول الخليج مجتمعة.
ولفتت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إلى أن تدفقات الاستثمارات الأجنبية إلى الدولة مؤشر على مدى نجاح رؤية القيادة الحكيمة في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، ومدى نجاح الحوافز الاستثمارية التي وفرتها الدولة لاستقطاب المستثمرين في ظل بيئة ناضجة وصديقة للأعمال، توفر العديد من فرص النمو والازدهار.

مكانة الشارقة

قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إن إمارة الشارقة، اكتسبت على مدى الأعوام الماضية، مكانة اقتصادية واستثمارية متميزة، حتى أصبحت محركاً رئيسياً للنمو، ومحوراً اقتصادياً وصناعياً مهماً، على صعيد المنطقة ككل، وباتت الإمارة – بفضل الجهود المبذولة في ترويجها ضمن مختلف المحافل الدولية – وجهة رئيسية للأعمال والاستثمارات القادمة من جميع أنحاء العالم، وفي مختلف القطاعات.
وبينت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أن إمارة الشارقة تحتضن 16بالمئة من إجمالي المشاريع الصغيرة والمتوسطة الموجودة في الدولة، إذ يزيد عددها على 45 ألفاً، وهذه الشركات تشكل دعماً لمنظومة التنويع الاقتصادي في الإمارة، وتجذب مزيداً من الاستثمارات سنوياً.
وأضافت أنه من خلال انعقاد منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، نسعى إلى استقطاب المزيد من المستثمرين ورجال الأعمال والشركات إلى واحدة من أكثر البيئات الاستثمارية الحيوية في المنطقة، وتعريفهم بالإجراءات اللازمة لتأسيس الشركات في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، إضافة إلى التسهيلات المقدمة، والمناطق الحرة المتوفرة، والقوانين والتشريعات التجارية.
وأشارت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي خلال حديثها لمركز الشارقة الإعلامي إلى أنه يجري خلال المنتدى بحث إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى الاطلاع على التكاليف والمواقع المتاحة للاستثمار، ويتيح المنتدى للمهتمين التعرف الى مناخ الأعمال الحالي، والفرص المتاحة في القطاعات الرئيسية، وهو ما يعني في النهاية مزيداً من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الداعمة لاقتصادنا المتين، وتعزيز موقع الدولة والإمارة على خريطة الاستثمارات العالمية.
وجاء في حوار الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أن الدورة الحالية من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر التي يجري تنظيمها بالتعاون مع «فاينانشال تايمز» البريطانية، ومجلة الاستثمار الأجنبي المباشر، تتميز بمشاركة ما يزيد على 300 شخص من الخبراء والاقتصاديين وصناع القرار، وزيادة تنوع وتخصص الموضوعات المطروحة.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إن ما يمنح المنتدى قوة إضافية هي التغيرات الاقتصادية المتسارعة التي يمر بها العالم حالياً، ومن بينها تراجع توقعات النمو للعديد من الدول، وانخفاض أسعار النفط والسلع الرئيسية، وكذلك تقلبات أسعار الفائدة وتراجع عوائد السندات، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. وأضافت: كل هذه الأمور تفرض نفسها على تفكير المستثمرين الذين يتطلعون إلى اكتشاف توجهات الاقتصاد العالمي لاتخاذ قرارات استثمارية سليمة، وبالتأكيد سيكون المنتدى هو المكان الأنسب لمناقشة هذه التوجهات والتعرف اليها عن قرب.

بوابة الأعمال

قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إن إمارة الشارقة تعتبر بوابة رئيسية للأعمال في المنطقة، فموقعها الجغرافي الاستراتيجي، وامتلاكها موانئ بحرية مطلة على الخليج العربي والمحيط الهندي، إضافة إلى المناطق الحرة، وامتلاكها حدوداً برية مع إمارات الدولة كافة، وسهولة الوصول جواً إلى أكثر من ثلث دول العالم خلال أقل من أربع ساعات طيران، أتاح للشركات بلوغ أسواق آسيا وأوروبا وإفريقيا بسهولة ويسر.
ولفتت إلى المزايا الاستثمارية المهمة للإمارة، وتأتي على رأسها بيئة العمل المعفاة تماماً من الضرائب، وحرية نقل رأس المال، والتملك الأجنبي بنسبة 100% في المناطق الحرة، والتسهيلات اللوجستية، وتوافر العمالة الماهرة، وغيرها الكثير، مشيرة إلى أن هذه العوامل أوجدت حالة من الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين الدوليين، بمعرفة المزيد عن الواقع الاستثماري لدينا، وأسهمت في اجتذاب العديد منهم لإطلاق أعمالهم وتأسيس شركاتهم هنا في الشارقة.
وأضافت «لم تكتفِ الشارقة بتطوير القطاعات التقليدية القائمة وتعزيزها، بل سارعت إلى إطلاق قطاعات جديدة لم تعهدها المنطقة من قبل، مثل قطاع التنمية البيئية، الذي أثبتت بسرعة ريادتها فيه، كما عهدت إلى إطلاق قطاعات متخصصة ضمن القطاعات التقليدية، مثل قطاع السياحة البيئية، وهو أيضاً قطاع لم يسبق الإمارة أحد إليه في المنطقة». ولفتت إلى أن قطاع البيئة، إضافة إلى قطاعات السياحة والترفيه، والرعاية الصحية والنقل والخدمات اللوجستية، تشكل أبرز مجالات استقطاب الأعمال حالياً، وأغناها بالفرص الاستثمارية، إضافة إلى القطاعات الرائدة مثل العقارات، والخدمات المالية، والصناعة، والتجارة، لايزال لديها ثقلها وجاذبيتها أيضاً.

المخرجات الأولى

وأضافت أن تلك المخرجات أسهمت في وضع الشارقة بمركز الاهتمام الدولي، وإبراز مقوماتها الفريدة، وعلى رأسها اقتصادها المتين والمتنوع، وبنيتها التحتية والتشريعية المتطورة، وساعدت على استقطاب اهتمام كبير من المستثمرين والشركات، لاسيما من آسيا وأوروبا، الذين عبروا عن رغبتهم في إطلاق أعمالهم وتأسيس شركات لهم في الشارقة.
وعقدت الدورة الأولى من المنتدى في فبراير/‏‏‏‏ شباط 2015 بتنظيم من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) وتنفيذاً لرؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باستضافة الفعاليات العالمية وإبراز مقومات الإمارة الاقتصادية إقليمياً ودولياً، وجذب المستثمرين ورجال الأعمال إلى الإمارة لبحث الفرص التي يمكن الاستفادة منها في تعزيز النشاط التجاري والاقتصادي، ومد مزيد من جسور التواصل بين المنطقة والعالم.
وأردفت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في حديثها لمركز الشارقة الإعلامي أنه استمراراً لنجاح المنتدى، ارتأت (شروق) ضرورة تنظيم دورة ثانية من الحدث، واستعراض آفاق الاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، والشارقة على وجه التحديد، وتناول المستجدات في مختلف القطاعات الاقتصادية في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقالت «نأمل البناء على ما حققته الدورة الأولى، والانطلاق إلى خطوات عملية من التعاون، والدخول في مشاريع استثمارية مشتركة بين قادة القطاعات الاقتصادية في مختلف دول العالم».

استقرار اقتصادي

قالت رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» إن الدورة الثانية من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر تكمل ما حققته نسخته الأولى من الرؤى والأهداف بعد أن تكللت نتائجها بالنجاح وحظيت بمشاركة نخبة من الخبراء والاقتصاديين ورجال المال والأعمال الدوليين، ونالت أحداثها تغطية عالمية واسعة في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.بينت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» لمركز الشارقة الإعلامي أن اقتصاد الشارقة يتسم بأنه اقتصاد قائم على التنوع والتوازن، فلا يوجد قطاع من القطاعات الرئيسية في الإمارة تزيد مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي على 20 بالمئة، وهذا بدوره يضفي المزيد من الاستقرار الاقتصادي، ويخفض المخاطر إلى أدنى الحدود الممكنة.