مال وأعمال …
لم تكن فكرة إعادة كتابة التاريخ للفلكلور والموروث الشعبي الأردني الفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً تفكيراً مترف أو محاولة من أجل الشهرة ولكن ( بدر الدجى ) كان ولم يزل وسيبقى بتوقيع مي خوري مشروعاً جمالياً ناطقاً باللون والتصميم المنسجم مع التلقي النفسي والإجتماعي لكل متذوقي الجمال الإبداعي ذو رسالة لإحياء هذا التراث الأصيل, تطويره و ترويجه محلياً و عالمياً بمفهوم إعادة التدوير نحو الأفضل.
لقد بدأ المشروع ببذرة حلم صغيرة سنة 1999 وأستمر العطاء نحو الإنفتاح على جميع زوايا العالم لتطوف المصممة مي خوري عبر عواصم العالم تنسج الخيوط وتستفز الألوان وتبتكر التصاميم المتنوعة بين زي وديكور وإكسسوار لتشكل بهما لوحة تبهر الجميع لما فيها من دلالات مهمة بشهادة كبار المختصين في العالم .. إن ( بدر الدجى ) وبجهود فريق عمله الكبير الذي أمتد الى جميع المدن حيث لم يقتصر العمل في القاعة الرئيسية في عمان وإنما أمتد لعشرات الحرفيين اللذين وجدوا متنفساً حقيقاً لإدامة الفنون الحرفية الشعبية عبر أياديهم المبدعة ويأتي هذا الجهد المميز لهذه الفكرة من خلال صاحبة المشروع المصممة مي خوري التي حولت مشروعها بتميز الى أفق مفتوح بلا حدود عبر تبنيها خيرة الحرفيين في الوطن العربي .
ان مشروع ( بدر الدجى ) ليس مشروعا غايته الربح أو الخسارة وإنما هو رؤية تخترق المديات وتصوغ الإبداع وتكتب تاريخ الشعوب .. وإنطلاقاً من الإيمان بأن هويتنا هو تاريخنا وتراثنا ولد ( بدر الدجى ) تحت شمس العشق للمنجز الأهم في لنكون حاملي الامانة التاريخية لهوية شعوبنا عبر الفلكلور والتراث الشعبي نحاور العالم باللون والتصميم والإبداع فلا يوجد لغة اخرى يمكن فهمها غير لغة المنجز الإنساني ونحن في ( بدر الدجى ) نحكي بكل اللغات لكننا نحتفظ بلغتنا الأهم وهي لغة التميز والإبهار .
مي خوري صاحبة فكرة بدر الدجى إسم مميز في عالم الإبداع وإحياء التراث فقد حازت على الجائزة الثانية في العالم العربي لأحسن إبتكار وتصميم لمنتوج حرفي من قبل منظمة اليونسكو في عام 2002.
كما وحصلت على جائزة Silver A’ Design Award وهي جائزة دولية يتم منحها لأفضل خمسة بالمئة من التصاميم التي تحقق مستوى يمتثل به من التميز لعام 2012-2013. كما شاركت بنفس الجائزة حيث حازت احدى مبتكراتها على الجائزة الذهبية والأخرى على الفضية Gold & Silver A’ Design Award لعام 2013-2014.علما بأن العلامات تمنح لجوانب عديدة من التصميم مثل الهندسة والمظهر والابتكار وتقنية التصنيع وقابليتها للاستعمال في الحياة اليومية والجوانب الجمالية للقطعة.
وفي 2015 تم تكريم المصممة مي من قبل جلالة الملكة رانيا العبدالله لكونها قد وضعت الاردن على خارطة العالم في مجال التصميم والابداع.
هذه الروح المنعشة المنبعثة من مبتكرات دار بدر الدجى تحاكي الزمن الماضي بلغة جديدة ليدوم الفخر بتراث أصيل يخشى سطوة الاندثار والفناء, و نختمها بما قاله فريق بدر الدجى “سنبقى مستمرون في العمل لدعم وتشجيع حرفيينا وفنيينا لتصبح دار بدر الدجى مدرسة للتراث ومتحفاً لا معرضاً فقط”.
*حصري لمال وأعمال يمنع الإقتباس او إعادة النشر الا بإذن خطي
المصدر : https://wp.me/p70vFa-gwd