كان مبنى المجمع العلمي الذي أسسه نابليون بونابرت عام 1798 يضم قرابة 200 ألف كتاب ودورية ووثيقة تعتبر من أكثر الكتابات شمولا عن الحضارة المصرية القديمة.
وأتت النار على الاف الكتب في الحريق بينما أدت محاملات فرق الاطفاء لاخماده غلى اصابة العديد من الكتب والوائق الاخرى بالبلل.
لكن بعض الكتب لم يصب الا بأضرار جزئية ويعكف حبراء الترميم في الوقت الحالي على محاولة اعادتها الى حالتها الاصلية. ويشارك في مشروع تميم الكتب خبراء من الولايات المتحدة وعلماء من جامعة فلورنسا ومن مكتبة الكونجرس بالقاهرة.
وذكر زين عبد الهادي رئيس دار الوثائق القومية أن مشروع ترميم الكتب سيساهم في الحفاظ على جزء من تراث مصر لكنه سيحرص على ابقاء واقعة حرق المجمع العلمي ماثلة في الاذهان لتصبح عبرة للاجيال.
من بين الكتب التي أمكن انقاذها قبل أن تأتي عليها نيران الحريق نسخة من كتاب وصف مصر المكون من 24 مجلدا والذي أعده العلماء والباحثون والفنانون الذين صاحبوا الحملة الفرنسية على مصر بين عامي 1798 و 1801.
وذكرت شيرين ابو العلا عضو فريق ترميم الكتب بمركز الوثائق القومية أن المرممين شعروا بقدر كبير من الاسى لحالة الكتب التي أمكن انقاذها من حريق المجمع العلمي.
وقالت “أول لما عرفنا أن المجمع العلمي اتحرق وفيه حاجات مقتنيات وأول ما جينا مش حاسين.. أول ما ابتدينا نشوف أن الحاجه قد ايه محروقة وقد ايه الحاجة.. كلنا دمعنا (بكينا).. كلنا بقينا نشتغل واحنا متضايقين.”
ولحقت بمبنى المجمع العلمي نفسه اضرار جسيمة في الحريق. وذكرت وزارة الدولة للاثار أن المبنى يحتاج الى 2.4 مليون جنيه مصري (420 ألف دولار) لترميمه.
وتعهد الشيخ سلطان القاسكي حاكم امارة الشارقة بتحمل كل تكاليف ترميم مبنى المجمع العلمي. كما سيهدي الشيخ سلطان السلطات المصرية عددا من المخطوطات والكتب والخرائط من مقتنياته الخاصة.