افتتح سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، أمس، «فيدكس بي – VIDXB»، الفعالية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمعنية بتطوير المحتوى الرقمي، والاحتفاء بالشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، من تنظيم لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي على مدار يومين في مركز دبي التجاري العالمي.
وقام سموه بجولة شملت جانباً كبيراً من المعرض، رافقه خلالها منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وجمال الشريف رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، حيث تعرف سموه من المنظمين والمشاركين إلى أحدث الابتكارات في عالم صناعة المحتوى الرقمي، واستمع إلى أفكارهم الرامية إلى مواصلة عملية تطويره، بما يرقى إلى تطلعات جمهور المتابعين، وبالتزامن مع المتغيرات السريعة التي تميز عالم الإنترنت.
وأبدى سمو الشيخ منصور بن محمد إعجابه بفكرة الحدث، لاسيما أن موضوعه بات من الموضوعات التي تشغل حيزاً كبيراً من اهتمام الشباب، حيث اطلع على ما سيتناوله الحدث من نقاشات حول موضوع المحتوى الرقمي، وكيفية تطويره بأسلوب بناء يعود بالنفع على المجتمع، من خلال توظيفه بالأسلوب السليم، الذي يكفل الاستفادة من التطور السريع الذي يشهده عالم الاتصال والتقنيات الرقمية في تحفيز الشباب على الإبداع وتحفيز طاقاتهم نحو إفادة ذاتهم ومجتمعاتهم. اليوم الأول من «فيدكس بي» VIDXB شهد مشاركة نجم «يوتيوب» الشهير كيسي نيستات، الذي كشف للجمهور خلال محادثة حماسية، عن قصة نجاحه، وكيف أصبح المعيار الذهبي لمدونات الفيديو، وتبادل نظرة ثاقبة حول كيفية وصوله إلى البحث عن أسلوبه الجمالي لعلامته التجارية والرواية القصصية.
ثم اعتلت خشبة المسرح المبدعة، الشهيرة عالمياً على الإنترنت ليلي بونس، المرأة وراء القصة الأكثر مشاهدة على «إنستغرام» عام 2017، وسحرت المشجعين بفكاهتها التي تشتهر بها، والتي شهدت حصولها على لقب مجلة فوربس 2017 لفئة 30 مشهوراً تحت سن 30، ومجلة تايم لأكثر 30 تأثيراً في الناس على شبكة الإنترنت عام 2016. وشهدت الجلسة الحوارية تعالي ضحكات الحضور، بالأداء الرائع لبونس.
وبالعدد الواسع من المواهب من جميع أنحاء العالم، استطاعت لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، منظمة فعالية «فيدكس بي»، تمثيل مجموعة من قطاعات الترفيه، بحضور صناع المحتوى من مجالات الجمال والكوميديا والطهي، والألعاب الإلكترونية، والسيارات، والسفر، والأسرة، والفنون. وشمل ذلك عرضاً حياً للطهي من الشيف سمر، وجلسة للألعاب الإلكترونية، ودرساً تعليمياً حول كيفية إنشاء محتوى للجمال مع نور نجوم، نهى ستايل، إسوارا ويوتيبس، على سبيل المثال.
وأعلن رئيس قسم التسويق لشركة «غوغل» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، طارق عبدالله، عن تعاون برنامج «افتح يا سمسم» مع YouTube، وقال عبدالله: «سيتم نشر 50 حلقة من البرنامج على YouTube Creators for Change، وهو برنامج يهدف إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية».
وقالت د. كايرو عرفات، العضو المنتدب لـ«بداية ميديا» و«افتح يا سمسم»، إن «افتح يا سمسم هو أحد أهم البرامج الترفيهية العربية، التي تعلم الأطفال القيم والأخلاق الحسنة».
وفي معرض تعليقه حول المجموعة المتنوعة من صناع المحتوى الموجودين في «فيدكس بي»، قال رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، جمال الشريف، إننا «استغرقنا شهوراً من العمل للتحضير للفعالية، لذا لدينا شعور رائع مع افتتاحها اليوم لرؤية الفكرة تصبح حقيقة واقعة. كان هناك احتياج حقيقي في السوق لمثل هذه الفعاليات، وكان الطلب كبيراً على كل جزء من البرنامج – من مقابلة الجمهور وعروض المبدعين، إلى ورش عمل الصناعة والجلسات الحوارية. ونحن نتطلع إلى رؤية استمرار الإبداع في التدفق، خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولاشك في أن الفعالية سوف ترسخ مكانتها كمحفز لإنتاج الإعلام الرقمي في المنطقة».
وخارج المسرح الرئيس، سنحت الفرصة للمتخصصين في هذا القطاع والمبدعين الناشئين، للتعرف إلى أحدث الأدوات والتقنيات ذات الصلة بالعلامات التجارية، وتلك التي ترغب في بناء وجودها على الإنترنت. واحتفت الجلسات التي نظمها الممثلون الرئيسون من المنصات الرئيسة، بما في ذلك «فيس بوك»، و«يوتيوب»، و«إنتيرسكوب ريكوردز»، بالمناقشات الثاقبة حول كيف يمكن للتكنولوجيا تشكيل الطريق، لبناء علامتهم التجارية والتفاعل مع جمهورهم. وكجزء من هذه الدورات، استضاف جون شاهيدي، المؤسس المشارك لـ«شوتس ستوديوس»، محادثة في الاستراتيجية وراء نجاحات الوكالة، وكيف ساعدت في تشكيل المبدعين من النجوم الدوليين. كما ألقى جوناثون لابين، العضو المنتدب لشركة «فيس بوك» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان، كلمة رئيسة حول كيفية تأثير الهاتف المتحرك والذكاء الاصطناعي وفرص الواقع الافتراضي في عالمنا بالسنوات المقبلة.
وأعقبت ذلك محادثة مع روب نيولاند، الرئيس التنفيذي لشركة فيرتو وورلد وايد في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ووكالة فايس للخدمات الإبداعية العالمية الكاملة، وتحدث بتعمق حول التقارب بين شركات الإعلام والوكالات الإبداعية، وكان نيولاند على دراية جيدة بالموضوعات المتعلقة بأنماط الاستهلاك لدى الشباب العربي، استناداً إلى نتائج الاستطلاع الأخيرة التي أجرتها مؤسسة فايس.
كما تحدثت الطبيبة النفسية، سارة راسمي، عن موضوع ساخن في ما يتعلق بالشباب ووصمة العالم الرقمي، بعنوان «افهم جمهورك: كيف تؤثر وسائل الإعلام الاجتماعية والحياة النمطية على المراهقين»، حيث أشارت إلى التصورات مقابل الواقع، والطريقة التي يمكن بها تفسير أنماط الحياة غير القابلة للتحقيق على منصات الإنترنت.
وتماشياً مع رسالة «فيدكس بي» لتحفيز النمو، أعلنت مجموعة الفن، راعي الفعالية، وهي شركة رائدة في مجال الشبكات المتعددة القنوات والإعلام الرقمي، عن إغلاق تمويل يبلغ 1.5 مليون دولار أميركي، لمساعدة المنظمة على التوسع في منطقة الشرق الأوسط.
واختتمت أنشطة اليوم الأول بحفل حي للمغني وكاتب الأغاني البريطاني كونور ماينارد بأداء مثير، إلى جانب صديقه البريطاني KSI.
المستقبل الحقيقي لقطاع النشر في المنطقة والعالم
في تصريحات، لـ«الإمارات اليوم»، توقع رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، جمال الشريف، وصول عدد المترددين على فعاليات الحدث في اليوم الأول إلى نحو 9000 شخص، مشيراً أن «التفاعل الجماهيري الواسع مع فعالياته يجعل اللجنة أكثر عزماً على إقامته بشكل سنوي».
من جهته، كشف المدير التنفيذي للبرامج الابتكارية في لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، عمر بطي، عن اتجاه اللجنة إلى إقامة فعاليات خارجية وأخرى داخلية على مدار العام، قائلاً: «بالإضافة إلى هذا الحدث السنوي، الذي سيتم الإعداد لدورته المقبلة اعتباراً من ختام هذه الدورة، سيتم اختيار موضوعات ومجالات اهتمام بعينها في فضاء صناعة المحتوى الرقمي، لتكون محور فعاليات مختلفة تقام على مدار العام».
رئيس قطاع النشر في مؤسسة «دبي للإعلام»، أحمد الحمادي، قال إن المؤسسة عموماً، وقطاع النشر خصوصاً، يوليان أهمية كبيرة للتوجه للمتلقي عبر آليات النشر الرقمي المختلفة، مضيفاً: «المشاركة في هذا الحدث العالمي الرائد، الذي تستضيفه دبي من خلال (مختبر دبي بوست لصناعة القصص)، فرصة مهمة لاستثمار وجود نخبة كبيرة من الشركات والأشخاص، الأكثر بروزاً في مجال صناعة المحتوى الرقمي، الذي دون شك يشكل المستقبل الحقيقي لقطاع النشر في المنطقة والعالم».
وأضاف: «ما يجب التأكيد عليه هنا، حقيقة أن صانعي المحتوى أصبحوا معنيين، أكثر من أي وقت مضى، بإيصال المحتوى بالأدوات الأكثر تواؤماً مع الأجيال الجديدة، وروح المعاصرة، مع الالتزام في الوقت ذاته بالنسق القيمي والاحترافي لصناعة محتوى متطور، سواء على صعيد تقنيات صناعته، أو مؤداه، ما يضاعف مسؤوليات المؤسسات والشركات الكبرى العاملة في هذا المجال، مقارنة بالجهود الفردية».
وحول تفاصيل مشاركة «دبي بوست»، التي تعد المشاركة الثانية لهذه المنصة الإعلامية الحديثة، بعد مشاركة أولى في منتدى دبي للإعلام، قالت رئيس تحرير «دبي بوست»، خديجة المرزوقي: «منذ أن تم الإعلان عن استضافة دبي لهذا الحدث العالمي، تم الإعداد لأن تكون (دبي بوست) في قلب هذا الحدث، الذي يجعلنا دون شك في تجربة جديدة مع المتلقين، وتفعيل قنوات اتصال غير تقليدية، وجديدة معهم».