أعلن وزير النفط الايراني رستم قاسمي السبت ان بلاده طلبت من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط “اوبك” “احترام مصالحها” وعدم زيادة انتاجها لتعويض الحظر الاوروبي على النفط الايراني.
وكان الاتحاد الاوروبي الذي يستورد عشرين بالمئة من الصادرات النفطية الايرانية قد قرر في يناير/كانون الثاني الماضي التوقف عن شراء النفط الايراني بحلول الصيف المقبل وذلك في اطار عقوبات غربية على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال قاسمي “لقد طلبنا من العراق (الذي يتولى حاليا رئاسة اوبك) أن يبلغ الاعضاء الاخرين انه يتعين عليهم احترام مصالحنا وقوانين التعاون” في المنطمة النفطية.
واضاف الوزير ان طهران ابلغت هذا الموقف بصورة مباشرة للمملكة العربية السعودية إلا انه لم يحدد تاريخ أو طبيعة هذه الخطوة تجاه السلطات السعودية.
وكانت الرياض اعربت عن استعدادها لزيادة حصتها الانتاجية من النفط في حال فرض حظر على النفط الايراني.
واضاف الوزير الإيراني أن “الاوروبيين خضعوا للاميركيين (باتخاذهم قرار الحظر النفطي) ونأمل ان يعيدوا النظر في موقفهم عندما يتعين على شعوبهم ان تواجه ارتفاع اسعار النفط”.
وافادت وكالة مهر الايرانية للأنباء أن ايران سلمت اوبك طلبها في رسالة موجهة الى وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي وانتقدت بشكل عام الدول المستعدة لزيادة انتاجها بدلا من انتهاج “سياسة تعاون منسجمة مع مصالح كافة اعضاء” المنظمة.
تهديدات مضادة
وكانت إيران قد حذرت دول الخليج مرارا خلال الاسابيع الاخيرة من مغبة اتخاذ خطوة “غير ودية” تتمثل في زيادة إنتاجها النفطي تفاديا لتقلبات السوق العالمية بعد توقف الاتحاد الاوروبي عن استيراد النفط من ايران.
وحذر محمد على خطيبي ممثل ايران لدى اوبك يناير/كانون الثاني الماضي من انه “اذا استعمل جيراننا في الجنوب قدراتهم الانتاجية لتعويض نفطنا فانهم سيتحملون مسؤولية الاحداث التي ستحدث” .
وتصدر ايران، وهي ثاني أكبر منتج في اوبك، اكثر من 400 الف برميل نفط يوميا الى اوروبا ، كما يذهب نحو 70 % من انتاجها النفطي الى آسيا وخصوصا الصين والهند اللتين امتنعتا عن تطبيق الحظر الغربي.
من جهة اخرى اكد قاسمي ان ايران، في سياق ردها على الحظر الغربي المحتمل، ستوقف صادراتها الى “بعض الدول الغربية” قبل موعد بداية الحظر الاوروبي من دون ان يشير الى الدول المعنية ولا متى سيطبق هذا القرار.
ويعكف البرلمان الايراني حاليا على مشروع قرار يهدف الى منع الحكومة من امداد اوروبا بالنفط لكن لم يتم بعد التوافق حوله.
وتعتبر اليونان وايطاليا واسبانيا اكبر مستوردي النفط الايراني في اوروبا.
وتوقع القادة الايرانيون مرارا ان يثير الحظر الاوروبي تقلبات في السوق العالمية ويتسبب في ارتفاع كبير في اسعار النفط لكن ذلك لم يحصل حتى الان.
لكن قاسمي امتنع السبت عن الإدلاء بأي تكهنات حول ارتفاع سعر النفط الذي يستحيل توقعه، على حد قوله، طالما لم يبدا الحظر الأوربي على الواردات الإيرانية من النفط.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oS