يفتتح جلالة الملك عبدالله الثاني السبت المقبل فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
ويلقي جلالة الملك كلمة الافتتاح في الجلسة الرئيسة للمنتدى، الذي يلتئم العام الحالي للمرة العاشرة في المملكة تحت شعار “بناء نظم جديدة للتعاون”، فيما يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس كلمتين في الجلسة التي يتوقع أن يحضرها نحو ألف من قادة الحكومات ورؤساء الشركات والمجتمع المدني يمثلون 50 دولة حول العالم.
وقال رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله للتنمية المهندس علاء البطاينة خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء: إن انعقاد المنتدى في الأردن للمرة العاشرة يعد تأكيداً للأهمية السياسية والاقتصادية للمملكة والدور الذي تلعبه، بقيادة جلالة الملك، لتحقيق الأمن والاستقرار على مستوى الشرق الأوسط.
وأضاف أن المنتدى، الذي سيحضره عدد من القادة السياسيين وممثلي الحكومات، سيسلط الضوء على الفرص المتاحة في المملكة والخطط الأردنية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا وتطوير الخدمات السياحية والصحية والتعليمية، إلى جانب التركيز على المبادرات الشبابية وما يمكن أن يقدمه الأردن في هذا المجال، لاسيما في مجال الريادة في قطاع الأعمال وتكنولوجيا المعلومات.
ويحضر أعمال المنتدى، حسب المهندس البطاينة، رئيس نيجيريا محمدو بوهاري، ورئيس ارمينيا أرمين سركيسيان، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، ونائب رئيس جمهورية بنما وزيرة الخارجية إيسابيل دي مالو، والرئيس التنفيذي لجمهورية افغانستان الإسلامية عبدالله عبدالله، ونائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني غسان حاصباني، ورئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وعدد من نواب الكونجرس الأميركي، بالإضافة إلى سيدة تركيا الأولى أمينة أردوغان.
وقال المهندس البطاينة إن اجتماعات المنتدى ستركز على أربعة محاور، هي بناء نموذج اقتصادي جديد، وادارة بيئة صالحة للعالم العربي، والوصول الى ارضية مشتركة في عالم متعدد المفاهيم، والثورة الصناعية الرابعة في العالم العربي.
وحسب رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله للتنمية المهندس علاء البطاينة، فإن انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي للمرة العاشرة في الأردن يدل على استمرارية وعمق العلاقة بين الأردن كبلد مضيف وشريك في التنظيم، والمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط، ويأتي تأكيداً لأهمية الاقتصادية والسياسية للأردن في المنطقة.
وقال: إن المنتدى يوفر منصة عالمية لتسليط الضوء على خطط وأولويات الأردن والمنطقة في مجالات التنمية والطاقة وتطبيقات التكنولوجيا وادارة الموارد الطبيعية.
وأضاف أن المنتدى سيكون فرصة جيدة للأردن لمتابعة ما تم نقاشه خلال مؤتمر مبادرة لندن والذي قدم فيه الأردن حزمة الاصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي أجراها في ظل تحديات الإقليم وإنهاء الإجراءات والمتطلبات الإصلاحية.
وبين البطاينة أن المنتدى اختار في دورته هذه، بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين 100 شركة ناشئة من العالم العربي تطور حلولاً إبداعية في مجالاتها وتترجم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، بصفتها المرحلة الأحدث في تطور الاقتصاد العالمي، وتعد بحجم كبير من الفرص الناتجة عن التطور التكنولوجي والمعلوماتي، 27 شركة منها من الأردن.
وأكد أنه تم اختيار 27 شركة ناشئة من الأردن في مجالات تصميم التطبيقات والبرامج وتطوير المحتوى والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية، ما يجعلها أكبر الدول العربية تمثيلاً على القائمة النهائية، ومؤشر على أهمية قطاع الريادة الحيوي والمتنامي في الأردن، مشيراً إلى زيادة نسبة المشاركة الأردنية بفعاليات المنتدى وتخصصها في أجندته.
وقال: إن المنتدى الذي يستمر يومين، ويتم عقده بالشراكة بين صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية والمنتدى الاقتصادي العالمي، سيشهد حضور المنظمات الأممية والدولية الاقتصادية والتنموية والمالية.
وأضاف أنه سيترأس محاور المنتدى لهذا العام الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية في البحرين خالد الرميحي، ووزير التغير المناخي والبيئة في الإمارات العربية المتحدة، ثاني بن أحمد الزيودي، ووزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط، والرئيس التنفيذي لماجد الفطيم آلان بجاني، ومستشارة السياسات المتعلقة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة آكسس ناو وفاء بن حسين، ورئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية السير سوما تشاكرابارتي، ورئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية توني تشان، ووزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية سيغريد كاغ.
وحول محاور المنتدى، قال المهندس البطاينة: إنها ستشمل الثورة الصناعية الرابعة في العالم العربي، وبناء نموذج اقتصادي جديد، ومستقبل الإدارة البيئية في العالم العربي، والوصول إلى أرضية مشتركة في عالم متعدد الاتجاهات، وحوارات حول مستقبل القطاعات الصناعية.
وكشف أن من أبرز فعاليات المنتدى لهذا العام جلسة بعنوان آفاق ومستقبل السياحة في الأردن، والتي ستسلط الضوء على السياحة في الأردن كمحرك للنمو الاقتصادي، والفرص الاستثمارية التي يوفرها، بالإضافة إلى قطاعاته المتنوعة.
وردا على سؤال قال المهندس البطاينة: إن المنتدى سيركز في إحدى جلساته على السياحة في الأردن والإمكانات المتوفرة فيها، منوها أن المملكة تستقبل سنوياً حوالي 5 ملايين سائح، وأن هناك فرصا متعددة للبناء على نجاح هذا القطاع في المجالات المختلفة، مثل السياحة العلاجية والسياحة الدينية وسياحة الأفلام، وغيرها من المجالات.
وقال: إنه الشركات الناشئة الأردنية التي تم اختيارها هذا العام تعمل في مجالات متعددة ومختلفة، وهذا يشير إلى النمو المستمر لهذا القطاع الواعد في المملكة، وتشمل الشركات التي تعمل في مجال تصميم التطبيقات والبرامج، وشركات تعمل في مجالات التعليم وتطوير المحتوى والترجمة والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية.
وقال رئيس مركز الشؤون الجيوسياسية والاقليمية لدى المنتدى ميرك دوشيك: إن العالم العربي يحتاج مشاركة فاعلة من القطاع الخاص لمعالجة مشاكل البطالة والفجوة الحالية في المهارات فيما يخص الثورة الصناعية الرابعة واشراك النساء في القوى العاملة.
وأضاف أن الشركات الناشئة ورواد الاعمال هم أعضاء أساسيون في الحوار الاستراتيجي بين القطاعين العام والخاص لإيجاد فرص جديدة لحل المشاكل الاقتصادية التي تواجه العالم العربي.
وأعرب عن شكره لجلالة الملك والشعب الأردني على استضافة المنتدى للمرة العاشرة، مؤكداً أن أهميته تنبع من دور الأردن في المنطقة والإصلاحات التي يقودها في المجالات الاقتصادي.
وقال: إن أجندة المنتدى غنية بالقضايا الإقليمية إلى جانب ملفات تخص الأردن والمنطقة ككل، وابرزها زيادة التبادل التجاري وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز شبكة الأمان، واقتراح النموذج الاقتصادي والاجتماعي الذي يناسب الأردن ودولا أخرى في المنطقة.