تراجعت أسعار النفط يوم الخميس مع تحول المستثمرين إلى الحذر وسط توقعات بانخفاض الطلب بعد أن جاءت بيانات التوظيف والأعمال في الولايات المتحدة أضعف من المتوقع مما يشير إلى أن اقتصاد أكبر مستهلك للنفط في العالم ربما يتباطأ.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 60 سنتا بما يعادل 0.69 بالمئة إلى 86.74 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63 سنتا أو 0.75 بالمئة إلى 83.25 دولار للبرميل، مع ضعف النشاط بسبب عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة.
وقال محللون في سيتي جروب في مذكرة للعملاء “تظل العوامل الجيوسياسية والطقس من المخاطر الصعودية، لكن القوة الأساسية للسوق المادية تبدو في طريقها إلى أن تصبح أكثر ضعفا”، مضيفين أن الأسواق المادية تتداول شحنات ما بعد سبتمبر/أيلول الصيفي عندما قد يضعف الطلب جزئيا بسبب مخاطر الأعاصير.
وهبطت شحنات الخام الأميركي المتجهة إلى أوروبا إلى أدنى مستوى لها في عامين في يونيو/حزيران مع قيام المشترين الأوروبيين بشراء النفط الأقل تكلفة من المنطقة ومن غرب أفريقيا، رغم أن بعض التعافي في أحجام يوليو/تموز وأغسطس/آب لا يزال من الممكن أن يحدث.
وقال محللون إن انخفاض أسعار النفط يعود جزئيا أيضا إلى قيام المتداولين بجني الأرباح بعد المكاسب الأخيرة.
وتتجه العقود الآجلة للنفط على جانبي المحيط الأطلسي لتسجيل زيادة للأسبوع الرابع على التوالي.
وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في أواندا: “يبدو أن الضعف الذي شهدته أسعار النفط خلال الجلسة الآسيوية اليوم هو شكل من أشكال أنشطة جني الأرباح، حيث تمكن خام غرب تكساس الوسيط من البقاء فوق مستوى الدعم الثانوي الرئيسي 81.90 دولار للبرميل”.
وسلطت بيانات من الولايات المتحدة الضوء على توقعات الطلب المنخفضة، حيث أظهرت أن الطلبات الأولى للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة زادت الأسبوع الماضي، في حين ارتفع عدد الأشخاص المسجلين في قوائم العاطلين عن العمل إلى أعلى مستوى في عامين ونصف العام نحو نهاية يونيو/حزيران.
وأظهر تقرير ADP للتوظيف أن الوظائف في القطاع الخاص زادت بنحو 150 ألف وظيفة في يونيو/حزيران، وهو ما يقل عن الإجماع الذي توقع زيادة قدرها 160 ألف وظيفة، وبعد ارتفاعها بنحو 157 ألف وظيفة في مايو/أيار.
كما انخفض مؤشر ISM غير الصناعي، وهو مقياس لنشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات عند 48.8 في يونيو/حزيران، وهو أقل بكثير من الإجماع عند 52.5.
لكن محللين قالوا إن البيانات الاقتصادية الأضعف ربما تزيد من حجج مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي لبدء خفض أسعار الفائدة، وهي الخطوة التي من شأنها أن تدعم أسواق النفط حيث قد يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تعزيز الطلب.
وقد دفعت البيانات الأميركية الأضعف الأسواق بالفعل إلى رفع احتمال خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول إلى 74%، من 65%، مع تسعير 47 نقطة أساس من التيسير لهذا العام.
وقال وونغ من أواندا إن “بيئة أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة قد تحد من قوة الدولار على الأقل في الأمد القريب، وهو ما يدعم التحيز الصعودي الحالي لخام غرب تكساس الوسيط”.
قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء إن مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة انخفضت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.