تراجعت أسعار النفط أمس لتقطع موجة صعود دامت أربع جلسات اذ انحسر القلق بشأن امدادات الشرق الاوسط وانصرف تركيز المستثمرين الى سلامة الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود.
وأثار التوتر بين إيران والغرب بسبب برنامج طهران النووي مخاوف هذا العام من تعثر امدادات النفط من منطقة الخليج لكن من المقرر أن تبدأ محادثات بشأن الخلاف قريبا مما هدأ المخاوف من أزمة وشيكة.
وانكمشت بعض الاقتصادات الأوروبية بينما توقف النمو في البعض الاخر وهناك شكوك متزايدة في ما اذا كان البنك المركزي الأميركي سيواصل سياسته النقدية الميسرة التي قدمت دعما رئيسيا للنمو.
وانخفض برنت في العقود الاجلة الى 76ر124 دولار قبل أن يتعافى قليلا الى 98ر124 دولار بحلول.
وهبط الخام الأميركي الخفيف 02ر1 دولار مسجلا أدنى مستوى في الجلسة عند 38ر106 دولار للبرميل.
وفي سياق منفصل، قال مصدر مطلع بصناعة النفط ان السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم ستزود مشتريا آسيويا واحدا على الاقل بكميات النفط المتعاقد عليها لشهر ابريل (نيسان) كاملة وذلك بدون تغيير عن آذار (مارس).
وقال المصدر ان أرامكو السعودية التي تديرها الدولة لم تغير مخصصاتها الشهرية من الخامين الخفيف والثقيل لشهر نيسان (ابريل).
وكان ذلك متوقعا حيث دأب أكبر عضو في أوبك على توريد كامل الكميات المتعاقد عليها لمعظم المشترين الآسيويين منذ أواخر 2009.
وقال المصدر ان المشتري لا يعتزم على الفور أخذ كميات اضافية من السعودية لتعويض تعطيلات محتملة في امداداته من ايران. وتعطي السعودية المشترين خيارا لطلب تحميل شحنات تزيد أو تنقص عشرة بالمائة عن المتعاقد عليه.
وأضاف المصدر أن الشركة ستدرس خيارات مثل الشراء في السوق الفورية.
وتم ابلاغ مشتر اسيوي اخر بمخصصاته لكن التفاصيل لم تعلن.
وأبلغ مصدر مطلع بالصناعة رويترز يوم السبت الماضي أن السعودية ضخت 4ر9 مليون برميل يوميا من الخام في السوق في شباط (فبراير) أي دون تغيير عن كانون الثاني (يناير).
وقال ان انتاج المملكة كان في نطاق 85ر9 مليون برميل يوميا وذلك أيضا بدون تغيير عن الشهر السابق.
الى ذلك، قال مسؤول نفطي عراقي أمس ان بلاده تعتزم زيادة مبيعاتها من النفط الى مستوى قياسي سابق على الحرب يزيد على 30ر2 مليون برميل يوميا في ابريل نيسان المقبل اذ تتدعم الصادرات بمنشأة تحميل جديدة في الخليج.
وقال المسؤول في اتصال هاتفي من بغداد “هدفنا هو تجاوز مستوى 3ر2 مليون في نيسان (ابريل).” وأضاف أن صادرات النفط من المتوقع أن تبلغ نحو 25ر2 مليون برميل يوميا في المتوسط في آذار (مارس) الحالي ارتفاعا من 01ر2 مليون برميل يوميا في شباط (فبراير) الماضي.
وكان ما يحد من صادرات النفط العراقية الافتقار لطاقة تحميل في الخليج بعد عقود من اهمال البنية الاساسية بسبب الحروب والعقوبات الاقتصادية.
وبدأ العراق تحميل النفط من عوامة ارساء أحادية يوم الثامن من مارس. وتجري مناولة 200 ألف برميل يوميا على المنصة.
ومن المتوقع أن تزيد صادرات خام البصرة الخفيف من جنوب العراق تدريجيا مع ارتفاع الانتاج من حقول العراق العملاقة ولكن ستظل الشحنات من كركوك في الشمال مستقرة نسبيا عند مستوى 400 ألف برميل يوميا.
وقال مسؤول عراقي آخر ان كردستان العراق في شمال البلاد تسهم بنحو 75 ألف برميل يوميا من الصادرات.
والمستوى المستهدف لصادرات العراق هو 6ر2 مليون برميل يوميا يمثل خام البصرة الخفيف 2ر2 مليون برميل يوميا منه وتمثل مبيعات كركوك في الشمال الباقي. – (وكالات)