أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان فلاح العموش، عن انتهاء الأعمال الأساسية في الطريق الرئيسي من مشروع إعادة تأهيل الطريق الصحراوي، بعد أن وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المشروع إلى نحو 99%.
وأضاف العموش في بيان، أنه “مع انتهاء العمل بتحويلة جرف الدراويش خلال هذا الأسبوع، لم يتبقَ سوى طرق الخدمات في منطقتي الحسينية والقطرانة، وبعض الأعمال الفرعية، كأعمال “الكندرين” في بعض المواقع، وتأهيل الجزيرة الوسطية، وتهيئة مداخل بعض القرى الواقعة على الطريق”.
وقال العموش، إن “التحدي المقبل يتمثل في الحفاظ على هذا المنجز، وضمان ديمومته وصيانته بشكل دوري ومستمر”، لافتاً إلى أن الوزارة ستنشئ وحدة خاصة لمتابعة شؤون الطريق الصحراوي؛ نظراً لأهمية هذا الطريق، وأثره الاقتصادي والاجتماعي والإداري والسياحي.
ولفت العموش إلى أن مشروع الطريق الصحراوي ضخم وحيوي، وهو أهم الطرق الخارجية في المملكة، وتم العمل فيه دون إغلاق الطريق أمام حركة السير؛ مما شكل تحديا كبيراً، لافتاً النظر إلى أنه رغم هذه التحديات، وطول الموسم المطري الماضي، وتعطل العمل بسبب أزمة كورونا إلا أن المشروع نُفذ ضمن البرنامج الزمني الذي تم إعداده عند طرح العطاء نهاية العام 2017.
وبين العموش أنه تم تشكيل لجنة خاصة من الوزارة، ومندوبي المستشارين المشرفين، والأمن العام والدفاع المدني، وكافة الوزارات المعنية، حيث رفعت هذه اللجنة توصياتها إلى مجلس الوزراء، وتضمنت عدداً من الإجراءات التي تكفل التزام مستخدمي الطريق بقواعد المرور، إضافة إلى المحافظة على ديمومة الطريق، من خلال ضبط الحمولات المحورية، وإنشاء محطات توزين في مناطق محددة على طول الطريق، ومنع الصهاريج المحملة بـ”الفيول” من سلوكه، وإلزام الشاحنات القادمة من العقبة باتجاه عمّان بالتقيد بسلوك المسرب الثالث المخصص لها.
كما تضمنت تلك التوصيات تشكيل فريق دائم متخصص في منطقة السلطاني يعنى بمراقبة الطريق، وتزويد مركز الوزارة بأي ملاحظات على طول الطريق بناء على كشف دوري ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة أولا بأول، وتشغيل دوريات ثابتة ومتحركة؛ لضبط المخالفات المرورية والبيئية، إضافة إلى توريد وتشغيل كاميرات ثابتة ومتحركة؛ لمراقبة تقيد السائقين بالسرعات المحددة.
وبيّن العموش أنه سيتم تجهيز نقاط استجابة سريعة في المناطق الحرجة موزعه على امتداد الطريق توجد فيها سيارة إسعاف وإطفاء تابعة للدفاع المدني للتعامل مع أي حادث طارئ.
“يتم حالياً التنسيق مع وزارة الطاقة لإعداد عطاء لإنارة الطريق من خلال الطاقة الشمسية كون أعمال الإنارة حاليا محصورة في المناطق المأهولة الواقعة على الطريق” وفق العموش.
ودعا العموش سالكي الطريق إلى الالتزام بالإشارات التحذيرية والإرشادية والسلامة العامة، والتقيد بالسرعات المقررة؛ حفاظا على سلامتهم.
يذكر أن مشروع الطريق الصحراوي يمتد من جسر المطار ولغاية منطقة المريغة بطول 220 كلم تقريبا، ويتكون المشروع من ثلاثة أجزاء تم تنفيذها من خلال ائتلاف مقاولين لشركات أردنية وسعودية، وتبلغ قيمة المشروع الإجمالية 324 مليون دولار بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية وخزينة المملكة الأردنية الهاشمية.
وشمل نطاق عمل المشروع إعادة إنشاء الطريق بواقع مسربين للسير المتوجه من عمّان إلى العقبة بعرض نحو 11 مترا، وثلاثة مسارب للسير القادم من العقبة إلى عمّان، بعرض نحو 15 مترا؛ حيث خصص المسرب الثالث للشاحنات، إضافة إلى أكتاف إسفلتية داخلية وخارجية وأكتاف ترابية علاوة على تنفيذ أماكن اصطفاف للشاحنات وفتحات التفافية والإشارات المرورية والإرشادية والحماية بالحواجز المعدنية حسب الحاجة الفنية وأعمال حماية العبارات وتبطين الخنادق الجانبية بالخرسانة حيثما يلزم.
وقد تم توظيف و استخدام أحدث التقنيات و آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مشاريع الطرق وفق أفضل الممارسات العالمية حيث تم استخدام خلاطات إسفلتية جديدة حصرا لأعمال المشروع، و تنفيذ طبقة أساس حصوية بواسطة الفرادات الإلكترونية للحصول على استوائية عالية، كما تم إضافة مادة البوليمر المحسنة في أعمال الطبقة الإسفلتية السطحية؛ لمقاومة التشققات الناجمة عن التباين في درجات الحرارة، مما ينعكس على زيادة كفاءة الطريق و ديمومتها، علاوة على استخدام “حصمة جرانيتية” لمقاومة التآكل و زيادة العمر الافتراضي للخلطة الإسفلتية، وتم التعاقد مع الجمعية العلمية الملكية لضبط جودة الأعمال المنفذة والمواد المستخدمة في المشروع.
وشملت أعمال المشروع إعادة تنفيذ جسري القادسية وعنيزه، وأعمال تصريف مياه الأمطار لمنطقة الحسينية، وأعمال تصريف مياه الأمطار لمنطقة ضبعة، إضافة إلى إطالة جميع العبّارات القائمة على امتداد الطريق، إضافه إلى أعمال الأرصفة والأطاريف الخرسانية في المناطق ضمن حدود البلديات وأعمال السلامة العامة من جسور مشاه، وسياج معدني في بعض المناطق السكنية؛ لمنع المشاة من عبور الشارع، وتنفيذ مطبات ضمن هذه المناطق.