مجلة مال واعمال

انتعاشة مرتقبة للقطاع العقاري في أبوظبي

-

أجمع مقاولون ورؤساء لشركات الوساطة العقارية في أبوظبي على أن قطاع المقاولات والعقارات يشهد حاليا مؤشرات إيجابية تمهد لانتعاشة قوية خلال شهر أكتوبر المقبل الذي يشهد سنويا ذروة النشاط الاقتصادي للإمارة، وشددوا على أن المشاريع الحكومية ستبقى هي العامل الأكبر وراء انتعاش القطاع خلال الأسابيع المقبلة، معربين عن تفاؤلهم الكبير بالإعلان عن مشاريع جديدة قريباً، بالإضافة إلى مشاريع للشراكة الاستراتيجية بين شركتي الدار العقارية وإعمار.

طرح مناقصات

وأوضح أحمد المزروعي، رئيس جمعية المقاولين في أبوظبي رئيس شركة «بولينج للمقاولات» أن قطاع المقاولات في أبوظبي متفائل جدا بالربع الأخير من العام الجاري، مشيرا إلى أن غالبية الشركات تستهدف مشاريع الشركات الحكومية وشبه الحكومية بشكل خاص.

وأضاف: «أبوظبي تزخر بمشاريع عملاقة للبنية التحتية والطرق وهناك تركيز على ذلك ونشهد مناقصات تطرح بصورة مستمرة، كما أن الشركات شبه الحكومية، وخاصة العقارية، تواصل طرح مشاريعها، وقطاع المقاولات في أبوظبي متفائل جدا بالشراكة الإستراتيجية بين شركتي إعمار والدار، وهذه الشراكة لا محالة ستعلن عن مشاريع عقارية سيكون لها القدرة على إنعاش سوق المقاولات في الدولة وخاصة أبوظبي، وزيادة الطلب على مواد البناء خاصة الأسمنت والحديد.

وأكد أن سوق المقاولات والعقارات في الإمارات ينتظر مشاريع الشراكة بين الدار وإعمار ونتوقع الإعلان عنها قريباً.

ونوه المزروعي إلى بإمارة أبوظبي ما زالت مجالاً خصباً جداً لكبريات شركات المقاولات العالمية والوطنية، مشيرا إلى أن الإمارة تواصل تنفيذ مشاريع عملاقة في قطاعات النفط والغاز والسياحة والبنية التحتية والطرق والألمنيوم وغيرها، وهذه المشاريع تطرح دوماً مناقصات تكميلية تجعل سوق الإمارات نشطاً خاصة خلال الربع الأخير من كل عام.

تفاؤل كبير

من جانبه، أكد عبد الرحمن العفيفي، الرئيس التنفيذي لشركة «تمكن العقارية» في أبوظبي وجود تفاؤل كبير في أوساط المقاولين والعقاريين في أبوظبي على نقلة كبيرة خلال الأشهر القليلة المقبلة، لافتا إلى أن قطاع المقاولات والعقارات تأثر بعمليات الدمج والتغيير الهيكلي لكبريات شركات أبوظبي مثل إعادة هيكلة شركات أدنوك ودمج بنكي أبوظبي والخليج الأول وغيرها، ونتائج هذه الهيكلة انتهت حالياً والسوق دخل مرحلة جديدة.

بلا شك السوق العقاري حالياً مستقر ونتوقع أن تستمر حالة الاستقرار فترة قليلة إلى أن ينتعش السوق مجدداً.

ونوه بأن العام المقبل سيشهد التشغيل الكامل لأكبر مشروعين في أبوظبي حاليا وهما مشروع المطار الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة ومشروع مدينة الشيخ شخبوط الطبية، وكلا المشروعين يحتاجان لعمالة كبيرة وهذه العمالة ستنعش القطاع العقاري، إضافة إلى أن مشاريع التكرير والبتروكيماويات الجديدة تنعش قطاعي المقاولات والعقار بقوة.

ولفت إلى أن أبوظبي مستمرة بقوة في مشاريع الطرق والجسور والكباري والبنية التحتية وهي مشاريع تزخر بعمالة ومناقصات مجزية للغاية.

مشاريع جديدة

من ناحيته، أوضح الدكتور فؤاد الجمل، مدير شركة «تراست للمقاولات» أن لدى غالبية شركات المقاولات في أبوظبي وعوداً قوية بطرح مشاريع جديدة خلال الربع الأخير من العام الجاري، مشيرا إلى أن شهر أكتوبر سيشهد انطلاقة قوية للقطاع تستمر حتى أواخر ديسمبر المقبل، ومن المؤكد أن مشاريع البنية التحتية والجسور والكباري لم تتوقف في الإمارة خلال أشهر الصيف وهناك مناقصات تطرح بشكل دوري، وفي الأغلب فإن المشاريع الكبرى تطرح خلال الربع الأخير.

ورأى الجمل أن المشاريع الحكومية في أبوظبي هي المشغل الحقيقي لقطاع المقاولات في الإمارة، فغالبية المشاريع لشركات حكومية أو شبه حكومية، وهي مشاريع كثيرة تتنافس عليها الشركات الأجنبية والوطنية، فضلا عن أن هناك مشاريع ضخمة تحتاج لمناقصات كثيرة متتالية مثل مشروع المطار، وقد نافسنا خلال الفترة الماضية في ثلاث مناقصات لمشاريع المطار التكميلية.

ولفت الجمل إلى أهمية المشاريع العقارية الجديدة في الجزر بأبوظبي مثل جزر الريم والماريه والسعديات إضافة إلى مشاريع مدينة خليفة الصناعية كيزاد، مشيرا إلى أن هذه المناطق تتمتع بأنظمة لتملك الأجانب وهناك زيادة كبيرة من الأجانب للتملك العقاري أو الاستثماري فيها، والملاحظ أن هناك قفزة كبيرة في أعداد المستثمرين الصينيين والهنود والباكستانيين والمصريين والأردنيين والبريطانيين والألمان في هذه المناطق بشكل كبير للغاية خاصة بعد أن منحتهم بلدية أبوظبي شهادات ملكية ونحن بلا شك نحتاج لمزيد من القوانين التي تدعم الاستثمار الأجنبي في الإمارة.

نقلة كبيرة

والتقط نادر حسن، الرئيس التنفيذي لشركة «سكاي لاين» للوساطة العقارية الحديث مؤكدا أن الاستثمار الأجنبي في قطاع العقارات في أبوظبي يشهد حالياً نقلة كبيرة مع تزايد أعداد المستثمرين، حيث إن الوضع الحالي لعقارات أبوظبي خاصة في مناطق التملك للأجانب يوفر فرصاً استثمارية متميزة للغاية.

ولفت إلى أن المشاريع السكنية في الجزر تشهد إقبالاً كبيراً من المقيمين في أبوظبي لافتا إلى أن نسب الإشغال فيها مرتفعة جدا، حيث يفضل اليوم غالبية سكان المباني القديمة في أبوظبي الانتقال إلى الوحدات السكنية الجديدة بمشاريع الجزر خاصة جزيرة الريم ليتمتعوا بالميزات والتسهيلات الكبيرة التي يحصل عليها كل ساكن لهذه الوحدات، إضافة إلى أن إيجارات هذه المساكن تراجعت وتقاربت مع إيجارات المساكن القديمة.

بلاشك السوق العقاري في أبوظبي يشهد حالياً حالة استقرار سوف تستمر لنهاية العام ولا نتوقع ارتفاعاً أو تراجعاً أكبر في الإيجارات والجميع يعوّل كثيراً على عام 2019 باعتباره البداية القوية لانتعاش العقارات.