فالزمن يشيب.. وتبقى مصر شابة.. وفي عزّها هي القيادة، وفي كبواتها هي القيادة أيضاً، وإذا هُزمت هُزمت الامة العربية، وإذا انتصرت وجدت الامة، كلها، طريق النصر، وفي كل الاحوال هي البوصلة التي تؤشر إلى العرب درب الزمن الآتي..
ومن نكبة 48، كانت ثورة يوليو العظيمة تهيء للعالم الثالث كله، طريق الاستقلال، ومن نكسة 67، كانت القاهرة تستنزف العدو في حرب حقيقية، أوصلت إلى انتصار اكتوبر المجيد، ومن هزيمة كامب ديفيد الساداتية ، كان المصريون يرفضون ان تكون اسرائيل جزءا عاديا من حياة الشعب العظيم..
ولا يتكرس اديب عربي كبير، إلا إذا مرّ على القاهرة، ولا يشتهر فنان، إلا إذا اعترفت به مصر، ولا تأخذ فكرة عربية رائدة طريقها الى الامر الواقع، الا اذا قال فيها المصريون كلمتهم، وحين يكرّم العالم الادب العربي، تفتش جائزة نوبل في مصر، لتجد نجيب محفوظ، وحين يشمّر العلم العربي عن ذراعيه، ليقول: نحن هنا، تصدر القاهرة إلى العالَم العالِم احمد زويل، فيتفق الجميع على جدارته بجائزة نوبل، فنظريته قد تتأسس عليها نظريات ستميز المستقبل البعيد..
وإذا كان هذا كلّه قبل ثورة يناير العظيمة، فما بالنا بها بعدها، وقد تحرّرت القلوب والعقول والشوارع؟ مصر عائدة إلى القيادة قريباً، وهذا يقين لا يقبل الشكّ.