مجلة مال واعمال

امراةٌ من حديد وصلب

-

مجلة مال واعمال – النسخة الورقية 184- كيف تمكنت ديانا ناصر من شق طريقها في عالم يحكمه الرجال؟
لا شيء خلف ذاك الهدوء والاتزان والابتسامة الدافئة يُمكنه أن يُوحي أن صاحبة هذه الطلّة الرقيقة تُمسك بيدٍ من «حديد « زِمام شركةٍ مهمة في عالم الصُّلبِ والإنشاءات .
لكنّ الراني من بعيد سرعان ما يلمح ملامح قوة وإصرار وعزم خلف هذه الشخصية المُبتهجة والحيوية والتي تأسر المكان بحضورها الطاغي ومهاراتها الاجتماعية الفذّة.
ترأس ديانا ناصر أو كما يُلقّبّها زملاء المهنة ومنافسوها بالمرأة الحديدية مجلس إدارة شركة للتوريد والتصنيع الإنشائي، وهي مذ بدأت عملها الخاص في العام ٢٠١٦ تمشي بخطى ثابتة نحو نجاحاتٍ مهنيةٍ متوالية جعلتها وفي غضون أعوامٍ قليلة من مصاف سيدات الأعمال في المنطقة العربية .
« لم يكن الأمر سهلاً» تقول ديانا وهي تتحدث عن خطواتها الأولى في حقلٍ يكتسحه الرجال ولا مكان فيه « مسبقا « للنساء.
« لا زلت أذكر كيف رمقني جميع من في ميناء الدّمام في المملكة العربية السعودية حين زرت المرفأ أول مرة ، كان الوضع غايةً في التعقيد من ناحية ، وغايةً في الغرابة من ناحية ثانية «.
من موظفةً في شركة مملوكةٍ لرجل ، لسيدة أعمال ناجحة ، تمكنّت ديانا من تغيير الصورة النمطية عن السيدات في قطاع الأعمال بصورة عامة وقطاع الإنشاءات بصورةٍ خاصة . وهي اليوم تضرب مثلاً يُحتذى به في الإصرار والاجتهاد والقدرة على الحلم.
“عارضني الجميع في البداية ، ونصحني الكثيره بالاّ أضّحي براتبي الشهري مقابل مخاطرة قد لا يُحمد عقباها ، خصوصا أني أردت اقتحام عالمٍ قاسٍ تحكمه الخشونة في التعاملات اليومية ولا مكان فيه للنساء، لكني آثرت التجربة … وفضلّت حريتي في اتخاذ القرار وهكذا كان «.
وعلى عكس المتعارف عليه في قطاعات الأعمال المرفهة تقضي ديانا وهي الرئيس التنفيذي ومالك العمل جُلّ وقتها في الميدان ، وعلى الطرقات ،غير آبهةٍ بالتعب الجسدي ولا بالقيل والقال الذي سرعان ما خفت واندثر بعد أن تحولّ رأس المال البسيط الذي شكلّ بذرة البدايات لاسمٍ معروف وراسخ في قطاع الإنشاءات «.
“نجاحي سينعكس على الجميع لكني في حال فشلت أفشل وحدي ولن يكون من السهل علّي تقبلّ هذا الامر ، هذا ما أخبرت الجميع به قبل أن أبدأ عملي الخاص وأتخلى للأبد عن الوظيفة!»
وبالفعل !
استطاعت ديانا أن تستثمر مهاراتها في القيادة والإدارة والأعمال في فترة قياسية وتحول الشغف إلى واقع يحلم به كثيرون .

فهي اليوم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية تواصل سيدات ورجال الأعمال الأردنيين المغتربين وتعمل ليل نهار لتشجيع الاستثمار في بلدها الأردن وفتح المزيد من الآفاق للتعاون بين رجال وسيدات الأعمال في المملكة والخليج العربي وتحلم بإنشاء مصنعها الخاص لمنتجات الحديد والصلب الذي يحتاجه قطاع الإنشاءات في المنطقة بأسرها .
“ما زلت أطمح لتحقيق المزيد …آمل ان أتمكن من بناء مملكتي الخاصة ولعب دور أكبر في تشغيل الاقتصاد الوطني «.
لا شك ان هذا الشغف هو ما جعل رحلة سيدة الأعمال ديانا ناصر تجربة تستحق الاحتفاء ، فمن الأردن إلى السعودية ومن ثمّ البحرين مقر شركتها الحالية ومحرّك الأعمال أدركت رائدة الأعمال الأردنية أن السماء هي وحدها سقف طموحها وأنها إذا أرادت استطاعت .