مجلة مال واعمال – دبي 17 يناير 2025
اقترب الين الياباني من تسجيل أقوى أداء أسبوعي له منذ أكثر من شهر، مدفوعاً بتزايد التوقعات بأن بنك اليابان قد يتخذ خطوة غير مسبوقة نحو رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. هذه التوقعات ضغطت على الدولار الأمريكي وأثرت على أدائه في الأسواق العالمية.
دعم محلي وتفاؤل عالمي
تصريحات مسؤولي بنك اليابان والبيانات الاقتصادية الأخيرة، التي كشفت عن استمرار ضغوط الأسعار ونمو قوي في الأجور، عززت الثقة في إمكانية حدوث تحول في السياسة النقدية للبنك المركزي. وأظهرت بيانات التداول أن المتعاملين يضعون احتمالاً بنسبة 80% لرفع أسعار الفائدة في الاجتماع المرتقب.
وحقق الين مكاسب بنسبة 1.5% مقابل الدولار هذا الأسبوع، وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ أواخر نوفمبر الماضي. ورغم تراجعه الطفيف يوم الجمعة إلى مستوى 155.40 مقابل الدولار، فإنه لا يزال قريباً من أعلى مستوياته في شهر، حيث سجل 155.10 يوم الخميس.
توقعات بتحركات مستقبلية
تشير تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في ساكسو بنك، إلى أن “بيانات التضخم ونمو الأجور في اليابان تعزز احتمالية رفع الفائدة من قبل بنك اليابان”. لكنها حذرت من أن “قوة الين قد تكون مؤقتة إذا خيب محافظ البنك، كازو أويدا، توقعات السوق بتصريحات متحفظة رغم قرار رفع الفائدة”.
أداء العملات الأخرى
وفي سوق العملات الأجنبية، استقر اليورو عند 1.03065 دولار، بينما حافظ الجنيه الإسترليني على مستواه عند 1.22425 دولار. من جهته، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 108.94، مبتعداً عن أعلى مستوى له خلال أكثر من عامين والذي سجله مطلع الأسبوع.
من المتوقع أن ينهي مؤشر الدولار الأسبوع بتراجع نسبته 0.6%، ما قد يكسر سلسلة مكاسب استمرت لستة أسابيع. يأتي هذا التراجع بعد بيانات التضخم الأمريكي، التي عززت توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة مرتين خلال العام الجاري.
إشارات متباينة من الاقتصاد الأمريكي
رغم ذلك، أشارت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية، الصادرة يوم الخميس، إلى استمرار الطلب القوي من المستهلكين في ديسمبر. هذا الأداء يدعو بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الحذر في نهجه لخفض الفائدة، مع استمرار مؤشرات على قوة الاقتصاد الأمريكي.
يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت الأسواق ستشهد استقراراً مع هذه التحولات، أم أن الأسابيع القادمة ستكشف عن تقلبات جديدة في ظل القرارات المرتقبة للبنوك المركزية.
