أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان، «انهيار معظم المؤسسات والنظم والهياكل المجتمعية والأسرية التي تدعم غالباً تنمية الفتاة وتحميها من العنف وتحفظ لها حقوقها الإنسانية، في ظل الصراع في اليمن». وأوضح مصدر في الصندوق لـ «الحياة»، أن هذا الوضع «تفاقم مع تشريد ما يزيد على 2.8 مليون شخص نصفهم من النساء، ونسبة 40 إلى 50 في المئة منهن مراهقات تقل أعمارهن عن 18 عاماً». ولفت إلى وضع الفتيات المراهقات في اليمن «وأهمية تمكينهن والسماح لهن بالمشاركة في تنمية مجتمعاتهن».
ويشكّل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً نحو 33 في المئة من عدد السكان الإجمالي، 11 في المئة منهم مراهقون تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً، فيما يُقدّر عدد الفتيات المراهقات بـ1.4 مليون من الإجمالي.
وكشف المسح الصحي الديموغرافي في اليمن، أن «نحو 32 في المئة من الفتيات في اليمن يتزوجن قبل بلوغ سن الـ18، و9.4 في المئة قبل بلوغهن سن الـ15. وتضع 8.1 في المئة من هؤلاء الفتيات مولودهن الأوّل قبل بلوغهن عمر الـ19».
وأكد المصدر في صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن لهذه البيئة «آثاراً مدمّرة على الفتيات المراهقات، وزيادة تعرّضهن للعنف وإجبارهن على ترك المدرسة، والزجّ بهنّ بما يعرف بـ «زواج الطفلات». وأفاد بأن نظام إدارة المعلومات في الصندوق، يظهر أن «نحو 10 في المئة من الحالات المبلّغ عنها منذ آذار (مارس) عام 2015 الخاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، هي حالات زواج الطفلات أو الزواج التعسّفي». ورأى أن «الفتيات يُعتبرن من الفئات الأشدّ ضعفاً في الأزمات الإنسانية، لكنهن يمتلكن قدرة هائلة بأن يصبحن مصدراً للتغيير في أسرهن ومجتمعاتهن المحلية، لذا من شأن الاستثمار في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للفتيات، الحد من أخطار تعرّضهن للعنف وهو السبيل الفعّال للوصول إلى التنمية».
وقال المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للمنطقة العربية لؤي شبانة في بيان في مناسبة اليوم العالمي للسكان، أن «الفتيات قوة مغيّبة في النشاط الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية، ولو تمّت الاستفادة منهنّ في شكل فاعل، يمكن أن يشكّلن طوق نجاة للمنطقة بأسرها». ودعا إلى «تمكين الفتيات من خلال العمل مع الحكومات على تحسين السياسات التي تمكّن الفتيات من الحصول على حقوقهن، بما في ذلك التعليم والعمل والرعاية الصحية والإنجابية».
المصدر : https://wp.me/p70vFa-dZY