أظهرت دراسات حديثة أن سرطان عنق الرحم يحتل المرتبة الثامنة بين جميع أنواع السرطانات عند الإناث بالسعودية، بعد أن كان ترتيبه الـ11، في حين تراجع في الدول المتقدمة محتلاً المرتبة الرابعة، في وقت كان ترتيبه الثاني.
وأرجعت باحثة علم الفايروسات بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتورة فاطمة الهملان، خلال الندوة الطبية التي أقيمت في المستشفى أخيراً حول صحة المرأة السعودية، سبب التراجع إلى زيادة نسبة الوعي لديهم بالتثقيف الصحي، وطرق الوقاية منه، وأخذ اللقاحات اللازمة، منوهة بأن الدراسات أثبتت أن فايروس «الورم الحليمي البشري» HPV هو المسبب للإصابة بمرض سرطان عنق الرحم بنسبة 95 في المئة.
واعتبرت أن مرض سرطان عنق الرحم من أسهل أنواع السرطانات التي يمكن الوقاية منها، مرجعة السبب إلى معدل نموه البطيء الذي يمتد من 10 إلى 15 عاماً، ما يجعل سبل الوقاية منه ميسرة، غير أنها أشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن النسب قابلة للزيادة خلال الأعوام الخمسة المقبلة للإصابة بسرطان عنق الرحم في الدول النامية، في حال غياب التثقيف الصحي واتخاذ أسباب الوقاية منه.
وقالت لـ«الحياة»: «يمكن للمرأة أن تتلافى أمراض عنق الرحم القابلة للتطور إلى سرطان بواسطة مسحة عنق الرحم، وإجراء اختبار فايروس الورم الحليمي البشري» وأضافت: «بعد التأكد من سلامتها، تعاود الفحص مجدداً كل 3 أو 5 أعوام، وقاية من المرض، لا سيما للمرأة المتزوجة». وأشارت إلى أن التوصيات الطبية الأخيرة لا تقتصر على عمل المسحة الطبية فحسب، كما هو متبع في السابق، والتي لا تعطي مؤشرات قاطعة بعدم وجود الفايروس، إذ ربما تحمله المرأة من دون علمها، ما يجعل إجراء الاختبار نقطة مهمة وفاصلة في معرفة إصابتها بعدوى الفايروس من عدمه مع المسحة الطبية، مضيفة: «ينتقل الفايروس بواسطة الاتصال الجنسي، وغالباً الزوج هو من ينقله إلى زوجته».
فيما أشارت إلى أنه يُعتبر من الأمراض الجنسية التي تسبب مرض سرطان عنق الرحم بالدرجة الأولى، إضافة إلى سرطان الشرج والقضيب، وسرطان الرأس والرقبة، والتي تنتشر عند المثليين وممارسي الجنس الفموي.
وأكدت الهملان توافر لقاحات خاصة تقي من الفايروس المسبب للسرطان في المستشفيات والمستوصفات، لافتة إلى أن الندوة الطبية خرجت بتوصيات تشدد على أهمية أخذ الفتيات والنساء من جميع الأعمار المقبلات على الزواج اللقاح الوقائي.
كما أوصت الندوة التي شارك فيها أطباء وباحثون وخبراء بأهمية الفحص الباكر، وزيارة المرأة للطبيب مرة كل عام على الأقل، مع التركيز على ممارسة الرياضة، والوقاية من الأمراض الجنسية المعدية، لا سيما وأن عصرنا الحالي يسمى عصر الطب الوقائي، والذي يعنى بوضع الاحترازات التي تحد من وصول المريض إلى مراحل متأخرة من المرض، والحاجة إلى العلاجات التي لا يقتصر ضررها على المريض وحده، بل يمتد إلى مقدمي الرعاية الصحية والمراكز الطبية والمستشفيات، إذ إن توفير الأدوات اللازمة للعلاج سيكون حينها باهظ الثمن والكلفة.