قال ميرزا بيج العضو المنتدب لأسواق المال في شركة «الواحة كابيتال»، إن شركته التي تتخذ من أبوظبي مقراً رئيسياً لأعمالها، خصصت 50 مليون دولار (184 مليون درهم) من رأسمالها من أجل الاستثمار في فئة أصول الدين الخاص.
وأضاف بيج في مقابلة خاصة مع «البيان الاقتصادي»، إن الواحة كابيتال تتحين الوقت المناسب لإطلاق صندوق للاستثمار في الدين الخاص خاصة وأنه يمنح عوائد جذابة نظراً لإمكانية التحكم في المخاطر بفضل الضمانات على الأصول، مشيراً إلى أن الشركة تدرس الاستثمار في عدة قطاعات منها الرعاية الصحية والتعليم والخدمات والصناعات، والسلع الاستهلاكية، والسلع الكمالية والطاقة.
وأوضح ـ في مقابلة خاصة مع «البيان الاقتصادي» – أن قطاع الدين الخاص يشهد إقبالاً متزايداً لما يوفره من فرص استثمارية واعدة، حيث يشهد اهتماما عالميا ويعد أداة جيدة للتنويع الاقتصادي، مشيراً إلى أن «الواحة» بنت منصة أعمال قوية بقيادة رواد سوق أدوات الدين الخاص في أوروبا والشرق الأوسط على التوالي.
وقال: يعتبر الدين الخاص فئة جديدة نسبياً من فئات الأصول في منطقتنا، بينما تعد فئة ناضجة في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تبلغ قيمة الأصول تحت الإدارة التي تندرج تحت هذه الفئة حوالي 600 مليار دولار على مستوى العالم.
ويقدم مديرو الأصول أدوات الدين الخاص بشكل مباشر إلى الشركات بطرق وصور مختلفة. فعلى سبيل المثال، يُمكن تقديمها على هيئة قروض مضمونة أو قروض متعددة الشرائح أو سندات أو ديون جزئية أو أسهم ممتازة.
كما يمكن أن تتضمن شكلاً من أشكال المشاركة في رأس المال، مثل القروض والسندات والأسهم الممتازة القابلة للتحويل والأذونات والمشاركة في الأرباح.
إقبال
وأفاد ميرزا بيج بأن سوق الدين الخاص في أوروبا وأميركا الشمالية شهد نمواً مطرداً كفئة من الأصول في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي ضربت الاقتصاد العالمي في الفترة بين 2008-2009، وهي الأزمة التي أدت إلى تقلص حجم الإقراض المصرفي التقليدي، بسبب فرض قوانين جديدة على البنوك فيما يتعلق بإصلاح ميزانياتها العمومية، والاحتفاظ بالمزيد من رأس المال.
وفي الوقت نفسه، احتاجت الشركات المتوسطة إلى رأس المال من أجل إعادة تمويل قروضها القائمة والحصول على قروض جديدة لتمويل مشاريعها. ونشهد الآن ديناميكيات مماثلة في الشرق الأوسط.
وقال: خصصت الواحة كابيتال مبلغاً كبيراً من رأس مالها الخاص بقيمة 50 مليون دولار من أجل الاستثمار في فئة أصول الدين الخاص، مما مكننا من تنفيذ أولى صفقاتنا في هذا المجال.
وندرس الاستثمار في العديد من القطاعات، ومنها الرعاية الصحية والتعليم والخدمات والصناعات، والسلع الاستهلاكية، والسلع الكمالية والطاقة.
وأضاف: هناك مجموعة قوية من الصفقات المحتملة، ونقدم فرصاً مختارة للمستثمرين المشاركين، وعندما يحين الوقت، سوف ننظر في إطلاق صندوق للاستثمار في الدين الخاص.
وقد قمنا ببناء منصة أعمال قوية جداً في هذا المجال، بقيادة رواد سوق أدوات الدين الخاص في أوروبا والشرق الأوسط على التوالي.
نهج
وأردف: نتطلع إلى إرساء شراكات طويلة الأجل مع الشركات متوسطة الحجم، والتي تحقق في العادة أرباحاً قبل احتساب الإهلاك والفوائد تزيد على 20 مليون درهم، وذلك بهدف مساعدة هذه الفئة من الشركات على تحقيق المزيد من النمو والازدهار.
ويتشابه هذا النهج إلى حد كبير مع النهج الاستثماري لزملائنا المتخصصين بسوق حقوق الملكية الخاصة، حيث نقوم بتنفيذ دراسات العناية الواجبة بصرامة، ونتحقق من عدة عوامل مثل الأعمال الأساسية للشركة وحجم تدفقاتها النقدية، وفريق الإدارة والحوكمة.
والأهم من ذلك، نبحث عن فرص لخلق القيمة لأن من مصلحتنا أن تتطور الشركة بشكل أكبر، وأن تعزز أعمالها وتحسن من جدارتها الائتمانية.
ويقوم فريق الاستثمار في الواحة كابيتال باقتراح أنسب هيكل تمويلي للشركة، مع مراعاة حجم التدفق النقدي الحر والميزانية العمومية. ويمكن أن يكون الهيكل تقليدياً أو متوافقاً مع الشريعة.
وحول خطط الشركة في الفترة المقبلة، قال بيج: نسعى إلى العمل مع الشركات التي تحتاج إلى رأس المال من أجل تعزيز نموها، ولكننا نشترك أيضاً في الصفقات التي تنطوي على إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح الخاصة، وتمويل عمليات الاستحواذ أو الاستحواذ من قبل الإدارة، وإعادة رسملة الميزانية العمومية أو إعادة تمويل الديون القائمة.
ونظراً لأن العديد من الشركات تفكر بجدية بإمكانية بيع أسهمها للعموم، نقوم أيضاً بتوفير التمويل السابق للاكتتابات العامة.
مخاطر
ولفت إلى أن البنوك خفضت تدريجياً من حجم إقراضها لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة على مدى السنوات الثلاث الماضية على الرغم من أن هذا الأمر لا يتم الحديث عنه علناً، ذلك لأن البنوك تعتبر هذا القطاع شديد المخاطر بسبب ارتفاع معدلات التخلف عن السداد، خاصة بعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط في أواخر عام 2014.
ولم يكن هذا الانسحاب قراراً حكيماً، في ظل وجود العديد من الشركات متوسطة الحجم التي تتمتع بأسس قوية ولكنها تفتقر إلى التمويل من أجل تعزيز نمو أعمالها.
ونتطلع إلى الشراكة مع هذه الشركات التي تمتلك نموذج عمل قوي، وفرق إدارة متمرسة وتحقق تدفقات نقدية جيدة.
اهتمام
وذكر أن هناك اهتماماً متزايداً من المؤسسات الاستثمارية بالدين الخاص على الصعيد العالمي، وهناك دراسة استقصائية حديثة تشير إلى أن 54 % من تلك المؤسسات قد استثمرت بالفعل في أدوات الدين الخاص، وإلى أن 13 % منها تدرس دخول تلك السوق.
ونعت قد أن المستثمرين في الخليج، بما في ذلك المؤسسات والشركات العائلية والأفراد ذوي الملاءة المالية العالية، سوف يهتمون بالمثل بالاستثمار في هذه الفئة من الأصول، وخاصة في الاقتصادات الإقليمية التي يمتلكون دراية جيدة بمتطلباتها.
وقال: يعد الدين الخاص أداة جيدة للتنويع الاقتصادي، مع انخفاض ارتباطها بفئات الأصول الأخرى في وقت تتقارب فيه عائدات السندات والأسهم.
كما إنها تساعد على الحد من تقلبات المحافظ الاستثمارية المختلطة، وتمنح عوائد جذابة، نظراً لإمكانية التحكم الوثيق في المخاطر بفضل الضمانات المقدمة على أصول الشركات والأسهم.
وعلى الصعيد العالمي، حققت أدوات الدين الخاص معدل عائد داخلي مرتفع يتألف من خانة واحدة وخانتين في السنوات الأخيرة (اعتماداً على نوع الدين الخاص)، وهو ما يمثل عامل جذب للمستثمرين لا سيّما في ظل انخفاض أسعار الفائدة في الوقت الحالي.
أصول
تدير الواحة كابيتال – المدرجة في «سوق أبوظبي للأوراق المالية»- أصولاً استثمارية ضمن قطاعات مختلفة بما فيها تأجير الطائرات، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، والطاقة، والبنية التحتية، والعقارات الصناعية، وأسواق رأس المال.
وعززت الواحة كابيتال من مكانتها في مجال إدارة محافظ الائتمان والأسهم العالمية والإقليمية، ما أضاف المزيد من التنوع والسيولة على الميزانية العمومية للشركة.