مجلة مال واعمال

«الواحة».. خصوصية دبي على طبقات من الورق

-

1270936483

من الورق المقصوص والمكون من أشكال تحتوي على الكثير من الفراغات والطبقات المتتالية، ثم الإضاءة التي تملأ فراغ الورق وتظهر انعكاساته، يبني الثنائي الهندي هيركشنان بانيكر، وديبتي ناير، أعمالهما الفنية، مبتكرين من خلال هذا الجمع بين الوسائط نمطاً فنياً مختلفاً، يعرف بفن القصص الورقية.

قدم الثنائي ضمن موسم دبي الفني عملاً في «مول الإمارات» تحت عنوان «الواحة»، حيث عرضا من خلاله، رؤيتهما لدبي، المدينة التي تحمل الكثير من العمران والصحراء، وكذلك الكثير من الثقافات، فجمعا كل هذه العناصر داخل صندوق واحد.

يحمل العمل الذي قدم ضمن تركيب يشبه الصندوق المغلق، الكثير من الطبقات الورقية والأشكال التي تركب بشكل ثلاثي الأبعاد، بحيث يتم منحها البعد من خلال تثبيتها وإنشاء مشهد من البياض الناصع الذي يتجلى على الورق المستخدم، فنلمح أوراق الشجر، والأعشاب، والبط، وكذلك الشخصيات البشرية التي تأتي في الخلف، وكل ما ذكر يصاغ عبر الورق لا أكثر. هذا البياض الناصع يكسره الضوء الأصفر الذي يبرز تفاصيله، لكن الشيء الوحيد الذي أنقص قوة العمل وتجلِّي فكرته هو عدم وضعه داخل غرفة مظلمة، كما يفترض، كي يتسنى للإضاءة إظهار كل ما ينبغي من خلال الورق في الظلام.

وقالت الفنانة الهندية ديبتي ناير عن عملهما، إنه «يقوم على الورق المقصوص يدوياً، ونقوم بتثبيته، وبعدها نضيف الإضاءة، كما أن الورق المستخدم ليس عادياً، فهو يحمل سماكة معينة، وكذلك يمكن القول إنه ثقيل، ومعظم الأوراق التي نستخدمها هي خاصة بالأرشيف، ما يجعلها غير معرضة للدمار أو حتى تغير لونها عبر السنين». وأشارت ناير إلى أن هذا النوع من الفن مزيج من مجموعة فنون، فهناك فن «ديوراما»، وهو تثبيت عمل داخل صندوق، كما أن «هناك فنوناً يابانية تعتمد على الورق، فقد مزجناها لنخرج بهذا النوع الجديد». وحول عنوان العمل، أشارت إلى أنهم أطلقوا عليه عنوان «الواحة»، لأنه يرمز إلى دبي التي تبدو كالواحة، تضم عدداً كبيراً جداً من الجنسيات، فهي تبرز الحياة في دبي بين العمران والصحراء. ولفتت إلى أن الوجود ضمن موسم دبي الفني، يشكل فرصة مهمة لهما للتعرف إلى ما يحدث فيها من الناحية الفنية.

وأشار هيركشنان بانكير إلى أنهم يستخدمون اللون الأبيض في جميع أعمالهم، لأنه ينعكس مع الإضاءة، منوهاً بأنهم لا يقدمون العروض إلا في أماكن مظلمة تماماً، فلا تكون هناك إضاءة إلا في القطعة الفنية، وهذا ما يبرز التفاصيل. وأشار إلى أنهم يعتمدون على العمل اليدوي، ولا يعتمدون على الليزر في القص، بهدف إيجاد قطع متميزة وغير متشابهة، فكل قطعة تحمل بصمة خاصة. ولفت بانكير إلى أنه لا يعمل مع زوجته في الغرفة نفسها، على الرغم من كونهما يقدمان العمل الواحد معاً، فلكل طقوسه في أثناء العمل، فهي تحب الاستماع إلى الأشياء المضحكة، بينما هو يفضل الاستماع إلى الموسيقى، لهذا يمزجان العمل في الختام، وهذا ما يوجد التوازن. وأشار إلى أن العمل استغرق ما يقارب الأسبوعين في التقطيع، بينما تثبيته استغرق ثلاثة أيام. واعتبر أن تحديات هذا النوع من العمل تكمن في الحجم الخاص بالورق، وكذلك ليونة الورق أحياناً، فليس سهلاً أن تثبت بشكل تام، وكذلك اللون الأبيض الذي يجب أن يبقى ناصعاً، رغم العمل عليه ساعات، بينما اعتبر عرضه في مركز تسوق من الأمور الإيجابية التي ستجعله متاحاً لأكبر عدد ممكن من الجمهور.