بالطبع كتبت وغيري عديداً من المقالات عن السوق من أوجه عدة محصلتها في الغالب المطالبة بتوفير سبل النضج للسوق والخروج من دائرة الشكوك لتحقيق الكفاءة من منطلق علمي يتفق ونظرية العلوم المالية. وقد نتفق أو نختلف في الآليات أو المدة الزمنية المطلوبة، لكن الأهم هو إيجاد عنوان واضح للسوق، فهل يجب أن يبقى السوق بعنوان المضاربة لا أكثر واتخاذها السمة الطاغية على مسبّبات تقلباته. لا تنكر – بكل أمانة – جهود هيئة السوق المالية في مجالات مختلفة نحو تقديم سوقنا العزيز إلى المستثمر في ثوب الاستثمار بدلاً من المضاربة، ويدرك ما تواجهه من عقبات مآل عواملها ربما داخلية أو خارجية، لكننا نطالب بمزيد من الجهود المباركة لها. فبدلاً من الدفاع عن السوق أتمنى أن يكون الهجوم هو خير وسيلة لإيجاد عنوان واضح. ومثال ذلك أن نكون أكثر شفافية في نشر الإحصاءات الدقيقة عن تعاملات السوق اليومية وإذا كان النظام لا يسمح لها بذلك، فالأنظمة ليست بقرآن منزل، بل يعمل على تعديل ما يتفق ومصلحة السوق العامة. وهكذا في أسلوب الهجوم يجب أن تكون هناك شجاعة أكثر، وذلك بالدخول في محاور بنية السوق ومنتجاته واللاعبين الرئيسين فيه دون إخلال بالانضباط نوعاً وكيفاً.
نعم الهيئة ليست مطالبة بتفسير لكل تحركات السوق يومياً، لكنها أيضا يجب أن تكون المصدر الأهم في المعلومات والحديث عنه، وهي الأوثق دوماً، خصوصاً عند حدوث تغيرات جوهرية بدلاً من ترك السوق للتوجس أو تحليلات لا تخلو ربما من الأهواء لتوجيه السوق إلى عناوين المضاربة البحتة. وفي الحين ذاته ندرك حرص هيئتنا الموقرة نحو اكتمال السوق في بنيته الأساسية والتشريعية، ولذا فالمطلوب تحقيق الفاعلية والكفاءة مثلما يتفق ونظريات العلوم المالية المعروفة علميّاً بأمل تثبيت عنوان واضح كي يصل مَن يهوى السوق إلى ذلك العنوان الواضح.
*نقلاً عن صحيفة “الاقتصاديةط السعودية.