مجلة مال واعمال

النية وتجلي الأهداف

-

كتب: نورا عبداللطيف

النية هي تلك القوة والدافع الخفي الذي يحتاجه الإنسان لتحريك و تغير مسار حياته ولتجلي رغباته وطموحاته التي يسعى دائما لتحقيقها
بل إنها مفتاح النجاح والأساس الفعلي للإنجازات
ومن هنا تكمن أهمية إلادراك الفعلي لمفهوم النية واليقين بأهميتها لكل واحد منا
فالنية هي طاقة روحانية بحتة وفعل غير مرئي يطلقه اي منا قبل القيام بأي عمل
وتتم النية من خلال المشاعر والأحاسيس والعقل اللاوعي وترتبط بنظرة إلانسان لذاته الداخلية وقدراته الحقيقية وبين الواقع الحالي والمستقبلي ومخاوفه وشكوكه او يقينه وايمانه بالنجاح
فالنية الداخلية تنعكس بشكل لا إرادي وتظهر نتائجه بالواقع القريب أو البعيد فهي لا تفرق بين النجاح والفشل او الخير او الشر فمجرد اطلاقها فهي تسير بالاتجاه الذي يرغبه الشخص نفسه والكون بسير نحو خدمة هذه النية ومن هنا تكمن خطورة اطلاق النية بدون إدراك لما يمكن أن يحدث بعد ذلك فهي لا تعمل بشكل عشوائي بأي حال من الأحوال
فالإنسان هنا وبدون قصد او وعي يسيرها كما أراد عقله اللاواعي
فالنية بعيدة كل البعد عن الماديات والملموسات
وهي هبة وعطية من عطايا الله يدركها اصحاب العقول والقلوب الصافية فهي مزروعة داخل كل منا وجوهرية في كل أمور حياتنا ولا يختص بقدرة تسيرها شخص عن آخر بل هي قوة موجودة للجميع
ولكن كيف أطلق النية بالطريقة الصحيحة والفعالة؟
كل شيء مهما كان بسيطا أو معقدا يحدث في حياة الإنسان تسبقه نية لحدوثه وهنا تكمن قوة إلانطلاقة التي نحتاجها لتجلي الرغبات وتحقيق النتائج الملموسة
فكما قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:
(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى )
فكيف أطلق النية وأوظفها بالشكل المطلوب ؟
تجتمع شروط مترابطة ومتكاملة عند إطلاق نية تجاه هدف معين
وكأنك هنا تحجز لخططك الحالية مكانا مستقبليا لتحقيقها ومساحة واسعة من الخيارات والإختيارات والتحديات لتجلي أحلامك ورغباتك الداخلية سواء كانت بالمستقبل القريب أوالمستقبل البعيد وهذه الشروط اذا اجتمعت وتحققت ستقطف ثمار ما نويت عليه
فالنية المطلقة يجب أن تكون مرتبطة بشعور إيجابي قوي متفائل مليئة بالحب والسعادة وبعيدة كل البعد عن الألم أو التشاؤوم يغلفها اليقين والإيمان بقدرة الله عز وجل وكرمه اللامشروط لكل من آمن بهذه القدرة إلالهية اللامحدودة
مصاحبة بشكل متلازم مع تحديد واضح للهدف وعمل دؤوب مثمر بالعطاء اللامنقطع
وتصور جميل متناغم ولو كان بسيطا لكيفية حدوث هذه الرغبة وتخيل حصولها وكأنك تنظر إلى نفسك محققا لها ومهنئا لنفسك على إنجازاتك مقدما الشكر والعرفان لذاتك
وإذا داهمتك مفسدات النية أثناء إطلاقها وأثناء تصورك الجميل لتجلياتك تجاهل هذه المفسدات جميعا وتسلح بالصبر والإصرار والإستمراية والثبات والعزيمة واليقين الداخلي حتى لا تتغلب عليك مشاعر اليأس أوالإحباط
واحجز لنفسك مكانا ثابتا في أرض الأقوياء

حيث تكمن القوة الحقيقة للوجود وهي الدافع الفعلي والحافز الأساسي الموجود في دواخل النفس الثابتة على الحق والمتمسكة بالنجاح والمتسلحة بالإصرار على المضي قدما مهما واجهت من ظروف متقلبة ومهما صدتها تحديات الحياة
القوة الحقيقة تكون عندما تقف صامدا وواثقا بشجاعتك لتجاوز الصعاب
عندما يمتلئ قلبك إيمانا صادقا بذاتك وقدراتك اللامحدودة
حينها تستطيع ان تلملم شتات نفسك وتصم أذنيك عن كل صرير يحاول تكبيلك وإرجاعك للوراء
حينها سوف تحجز لنفسك مكانا في أرض الأقوياء
حيث لا مكان للانتحاب والإستسلام والتراجع للوراء.